سياسة دولية

بعد انقطاع دام نحو 30 عامًا.. ماكرون يعيد الخدمة العسكرية إلى فرنسا

يُعدّ الجيش الفرنسي ثاني أكبر جيش في الاتحاد الأوروبي إذ يتجاوز قوامه 201 ألف جندي إضافة لـ45 ألف جندي احتياطي- جيتي
يُعدّ الجيش الفرنسي ثاني أكبر جيش في الاتحاد الأوروبي إذ يتجاوز قوامه 201 ألف جندي إضافة لـ45 ألف جندي احتياطي- جيتي
شارك الخبر
كشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون النقاب عن خطة جديدة تسمح للشبان بالخدمة العسكرية بشكل طوعي اعتبارًا من منتصف عام 2026، والتي من شأنها أن تساعد فرنسا على مواجهة ما وصفها بـ"التهديدات المتسارعة" على الساحة العالمية. وسيبدأ اختيار المرشحين تدريجيًا مطلع كانون الأول/ يناير المقبل، على أن ينطلق البرنامج بشكل موسع في صيف العام نفسه.

اظهار أخبار متعلقة


وقال ماكرون خلال خطاب ألقاه أمام أحد ألوية المشاة بمنطقة جبال الألب الفرنسية "لا يمكن لفرنسا أن تبقى مكتوفة الأيدي"، وأوضح أن الخطة "مستوحاة من ممارسات شركائنا الأوروبيين... في الوقت الذي يتقدم فيه جميع حلفائنا الأوروبيين ردا على تهديد يواجهنا جميعا"، وأضاف أن الخدمة الطوعية ستكون مفتوحة لمن هم في سن 18 و19 عاما، وستكون مقابل أجر ومدتها 10 أشهر.


وقال ماكرون "طموحي بالنسبة لفرنسا هو الوصول إلى 50 ألف متطوع بحلول عام 2035، اعتمادًا على تطور التهديدات"، وتابع أنه بعد انتهاء البرنامج، يمكن للمشاركين الاندماج في الحياة المدنية أو أن يصبحوا جنود احتياط أو البقاء في القوات المسلحة، وتتوقع الخطة تطوع ثلاثة آلاف شخص في عام 2026، والذين سيخدمون على الأراضي الفرنسية فقط، وأن يرتفع العدد إلى عشرة آلاف بحلول عام 2030.


وتعد الخطوة جزءا من تحول أوسع نطاقا في أنحاء أوروبا، حيث تشعر دول لطالما تمتعت بضمانات أمنية أمريكية مستمرة منذ عقود بالقلق من تغير الأولويات في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب ومن موقف روسيا العدائي، ويضع إعلان ماكرون فرنسا على خطى ما يقرب من 12 دولة أوروبية أخرى مثل ألمانيا والدنمرك أطلقت مشروعات مماثلة.

اظهار أخبار متعلقة


ومع توقع الأوروبيين أن تشكل روسيا خطرا متزايدا على حلف شمال الأطلسي بحلول عام 2030، أصبح تعزيز القوات المسلحة التي تعاني من نقص في الأفراد المدربين أحد الأولويات الرئيسية لمسؤولي الدفاع في الناتو، ويُعدّ الجيش الفرنسي ثاني أكبر جيش في الاتحاد الأوروبي بعد بولندا، إذ يتجاوز قوامه 201 ألف جندي، ولدى فرنسا حوالي 45 ألف جندي احتياطي، وقد تعهدت بالوصول إلى 105 آلاف جندي بحلول عام 2035.

ومن الجدير بالذكر أن فرنسا ألغت الخدمة العسكرية الإلزامية عام 1997 في عهد الرئيس جاك شيراك، في حين عادت دول أوروبية أخرى — خصوصا في شمال القارة ودول البلطيق المجاورة لروسيا — إلى تطبيق التجنيد الإلزامي أو عززت برامجها الوطنية للخدمة.
التعليقات (0)