صحافة إسرائيلية

تناقضات "إسرائيلية" بين اليمين واليسار من سياسة ترامب تجاه غزة ودولة فلسطينية

جدّد نتنياهو وعدد من وزرائه معارضتهم قيام دولة فلسطينية - الأناضول
جدّد نتنياهو وعدد من وزرائه معارضتهم قيام دولة فلسطينية - الأناضول
فيما ينشغل الإسرائيليون بالترتيبات السياسية الجارية لمستقبل قطاع غزة، وهل تتفكك حماس، أم تزداد قوة، حيث يعيشون أياما غير مسبوقة بتاريخهم، نظرا لكون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كان يُتوقع أن يكون أعظم صديق لهم على الإطلاق، وربما يكون كذلك، وربما لا، لكنه يُقدّم اقتراحًا لمجلس الأمن الدولي يبدو أنه يُشير لقيام دولة فلسطينية في الأفق، وردود الفعل الإسرائيلية تُثير الحيرة: فاليمين يُشيد، واليسار يُدافع.

اظهار أخبار متعلقة


نير كيبنيس الكاتب في موقع واللا العبري، ذكر أن "كلا الجانبين في المشهد السياسي الإسرائيلي لديهما أسباب منطقية لموقفهما غير المُعتاد: فالوسط واليسار ينتقدان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لموافقته الضمنية على بيع طائرات إف-35 للسعودية وتركيا، وكذلك لبنودٍ غير مُعلنة في اتفاق إنهاء الحرب في غزة، الذي يترك مفاتيح مستقبلها في أيدي اثنين من ألدّ أعداء الاحتلال، قطر وتركيا، بمعنى آخر، ليس التسوية السياسية التي ستؤدي لدولة فلسطينية هي التي تُخرجهم من عزلتهم، بل ما يُمكن تفسيره على أنه إهمال واضح لأمن الدولة".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "في المقابل، يقف من أقسموا على عدم دخول حبة أرز واحدة إلى القطاع، لمجرد فتح خط توزيع مباشر من دولة الاحتلال إلى غزة، التي تعجّ أسواقها بالبضائع، هم أيضًا يجدون صعوبة في شرح كيفية نزع سلاح حماس، ونزع سلاح غزة، في حين أن وصيفتي الشرف الرئيسيتين للاتفاق هما الدولتان اللتان يتراوح نهجهما بين كراهيَة الاحتلال واليهود أينما كانوا".

وأوضح أن "اليمين الإسرائيلي في دفاعه عن خطة ترامب يستهدف بالفعل دولة فلسطينية، ولكن في مستقبل بعيد جدًا، بحيث ستكون هناك آلاف الفرص الأخرى لتصحيح شرّ القرار، ومن كانوا حتى الأمس مستعدين للعودة إلى خطوطٍ تُحوّل كفار سابا ورعنانا إلى سديروت وكريات شمونة، فجأةً يتحدثون رغماً عن أنفسهم، من كانوا ليصفوا أي وزير في حكومةٍ أخرى تُنهي الحرب في غزة دون انتصارٍ على حماس، وتوافق على دولةٍ فلسطينية بـ"الخائن"، يُشيدون فجأةً بالتحالف الشخصي الاستراتيجي بين نتنياهو وترامب".

وأشار كيبنيس، أن "التناقض في المواقف الإسرائيلية أكثر من ذلك، فمن دعوا فقط لإعادة المخطوفين مهما كلف الأمر، منتقدين نتنياهو لعدم القضاء على 200 مسلح محاصرين في الأنفاق، بسبب القيود المفروضة عليه بموجب الاتفاق، ومن كانوا حتى الأمس يطالبون بتدمير حماس، يُوضحون لنا الآن استحالة الدخول في صراعٍ علني مع الرئيس الأمريكي، ومن الغريب أنهم زعموا عكس ذلك تماماً عندما أطلقوا عليه اسم بايدن، وليس ترامب،تماماً كما يُمكن للمرء أن يتخيل ما كان سيحدث لو أن كل هذه القرارات اتُخذت من حكومة بينيت-لابيد".

وأكد كيبنيس، أنه "عندما نبتعد عن السياسة، وننتقل إلى مواقف مبدئية، يُمكننا رصد تصدعات في الأيديولوجيات القديمة: حيث ينضم المستوطنون الذين يرتدون الكيباه إلى الكيبوتسات في المطالبة بتشكيل حكومة وحدة صهيونية، بدون الحريديم، وهؤلاء بدورهم يردون لهم الجميل، بعد أن فعل مقاتلو غزة بالكيبوتس المحيط ما يحلم نظراؤهم في الضفة الغربية بفعله بالمستوطنين، بدعم سياسة فاشية، هذا ليس تحالفًا سياسيًا، بل انفجار أيديولوجي كبير، يُهدد الأحزاب القائمة أكثر من تهديده لجانب واحد من الخريطة السياسية".

اظهار أخبار متعلقة


وأضاف أن "السياسيين الحاليين يستمعون للأصوات الجديدة، وربما يُدرك بعضهم حتى العمليات المستقبلية، لكنهم مُنخرطون في السياسة القديمة، ربما لأن هذا كل ما يعرفونه، ومن وجهة نظرهم، إما إقامة دولة فلسطينية، أو استيطان اليهود غزة بأكملها، أو محاربة الاحتلال للعالم أجمع، أو قبول حكم رئيس أجنبي، حتى لو كان صديقًا، شريطة ألا يُلحقوا بهم أذىً في مصانع الوظائف الكبرى، وفي صناعة الفساد التي تجري تحت أنوفنا".

ويمكن الاستنتاج من هذه القراءة أن الصراع بين المعارضة والائتلاف في دولة الاحتلال ليس حول من سيُعلن الحرب أو السلام، ولا حول من سيُقدم على تسوية، أو من لن يُقدم على تسوية أبدًا، بل إن المعركة الوحيدة بالنسبة لهم هي حول القضية الوجودية للـ"دولة".
التعليقات (0)

خبر عاجل