من المقرر أن يناقش الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره السوري أحمد الشرع المفاوضات
المباشرة بين السلطات السورية والاحتلال، بعد أن حضّ ترامب في أيار/مايو الرئيس
السوري على الانضمام إلى اتفاقيات التطبيع.
وفي أول زيارة لرئيس سوري منذ نحو 80 عاما، وصل الرئيس أحمد الشرع إلى
واشنطن في زيارة رسمية، من المقرر أن يلتقي خلالها نظيره الأمريكي دونالد ترامب بعد يوم من شطب أمريكا اسمه من قائمة الإرهاب، وقالت
وكالة الأخبار السورية إن: "الشرع التقى منظمات سورية في واشنطن، بحضور وزير
الخارجية أسعد الشيباني"، ودعا الشرع، المنظمات إلى استثمار "الفرصة
النادرة" والمساهمة في إعادة إعمار البلاد.
اظهار أخبار متعلقة
بدورها، كشفت صحيفة
يديعوت أحرونوت العبرية، أن الشرع أبلغ قادة المنظمات
السورية خلال الاجتماع بالعمل على اتفاقية أمنية جديدة مع دولة الاحتلال، ووفقاً
للشرع، طالبت دمشق إسرائيل بالعودة إلى حدودها التي كانت قائمة قبل سقوط الأسد.
في
أيلول/سبتمبر الماضي، قال الشرع إن المفاوضات مع دولة الاحتلال تهدف إلى التوصل
لاتفاق أمني تنسحب بموجبه من مناطق في جنوب سوريا تقدّمت إليها بعد سقوط
الأسد وأن توقف غاراتها، ومنذ كانون الأول/ديسمبر الماضي تعرّضت سوريا للعديد من غارات
جيش الاحتلال الإسرائيلي والتوغلات في جنوب البلاد، بدون أن تردّ عليها.
وقال الشرع حينها، إنه رغم عدم ثقته بإسرائيل لكن لا مفر من اتفاق قريب
معها، وأشار إلى أن المفاوضات الأمنية الجارية مع تل أبيب قد تؤدي إلى نتائج خلال الفترة
المقبلة، مؤكدا أن أي اتفاق يجب أن يضمن احترام المجال الجوي السوري ووحدة أراضي
البلاد، ويخضع لمراقبة الأمم المتحدة، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن "السلام
والتطبيع ليسا مطروحين على الطاولة الآن"، موضحا أن الولايات المتحدة لا
تمارس ضغوطا مباشرة على دمشق للتوصل إلى اتفاق، لكنها تؤدي دور الوسيط في
المحادثات.
وفي وقت سابق،
أفاد مصدر في الحكومة السورية أن لقاء عُقد في لندن بين وزير الخارجية السوري أسعد
الشيباني ووزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، جرى خلاله بحث ترتيبات
لوقف التصعيد استنادا إلى اتفاق فك الاشتباك لعام 1974.
وقال المصدر
إن المقترح السوري يشترط انسحاب إسرائيل من المناطق التي احتلتها بعد الثامن من كانون
الأول الماضي/ديسمبر، وإعادة انتشار قوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في
المنطقة العازلة، مشددا على أن وحدة الأراضي السورية غير قابلة للتجزئة أو
المساومة.
وأشار المصدر
إلى أن دمشق تعتبر أن أي سلام مستدام في المنطقة يجب أن يرتبط بمعالجة جذور التوتر
وعلى رأسها استمرار الاحتلال الإسرائيلي، في غضون ذلك أفادت القناة 12 الإسرائيلية
بأن لقاء الشيباني وديرمرر في لندن شارك
فيه المبعوث الأميركي توم براك.
ويقول مايكل
هانا مدير برنامج الولايات المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية، "غير الرئيس
ترامب بشكل غير متوقع السياسة الأمريكية الراسخة تجاه سوريا في أيار/مايو، وواصل
دعم الحكومة الجديدة في دمشق، على الرغم من حالات عدم الاستقرار والعنف التي قوضت
الثقة في القيادة الجديدة للبلاد"، وأكدت مصادر مطلعة لرويترز في وقت سابق أن واشنطن تستعد لنشر قوات في قاعدة جوية في دمشق للمساعدة في إتاحة تنفيذ اتفاق أمني تتوسط فيه الولايات المتحدة بين سوريا وإسرائيل.
اظهار أخبار متعلقة
وصرح المبعوث
الأمريكي إلى سوريا، توم باراك، في وقت سابق من هذا الشهر بأن الشرع سيوقع اتفاقية
للانضمام إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد "تنظيم الدولة
الإسلامية"، كما صرح مصدر دبلوماسي في سوريا لوكالة فرانس برس بأن الولايات
المتحدة تخطط لإنشاء قاعدة عسكرية قرب دمشق "لتنسيق المساعدات الإنسانية
ومراقبة التطورات بين سوريا وإسرائيل".