اعتقلت قوات من 
البحرية الإسرائيلية، صباح الثلاثاء، خمسة 
صيادين فلسطينيين أثناء عملهم في عرض البحر قبالة مدينة 
غزة، بعد أن هاجمت زوارقهم وأطلقت النار باتجاههم، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ العاشر من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وقال زكريا بكر، مسؤول لجان الصيادين في اتحاد لجان العمل الزراعي (منظمة غير حكومية)، في بيان، إن "زوارق 
الاحتلال الحربية هاجمت صباح اليوم زوارق الصيادين غرب ميناء غزة، وأطلقت النار نحوهم، قبل أن تجبرهم على التوقف في عرض البحر".
وأوضح بكر أن البحرية الإسرائيلية "أجبرت الصيادين على النزول إلى المياه بملابسهم الداخلية فقط، ثم قامت بتقييدهم واعتقالهم واقتادتهم إلى جهة مجهولة"، مشيراً إلى أن "أربعة من المعتقلين ينتمون إلى عائلة واحدة، بينهم ثلاثة أشقاء".
ورغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة "حماس" والاحتلال الإسرائيلي مرحلته الأولى حيز التنفيذ، تواصل سلطات الاحتلال فرض قيود مشددة على قطاع الصيد في غزة، وتمنع الصيادين من ممارسة عملهم، ما يحرم آلاف العائلات من مصدر رزقها الوحيد وسط ظروف اقتصادية متدهورة.
وفي المقابل، نشر جيش الاحتلال بيانا حذر فيه من "خطر ممارسة الصيد أو السباحة والغوص على طول الساحل الغزي"، زاعما أن ذلك يأتي "استنادا إلى بنود الاتفاق"، وهو ما اعتبره الصيادون محاولة جديدة لفرض حصار بحري دائم على القطاع.
ويواصل كثير من الصيادين المجازفة بحياتهم سعيا لتأمين قوت أسرهم في ظل انعدام فرص العمل وانهيار الاقتصاد المحلي بفعل الحرب الإسرائيلية المستمرة لعامين، والتي دمرت البنية التحتية بشكل شبه كامل.
اظهار أخبار متعلقة
من جانبه، قدر نقيب الصيادين في غزة، نزار عياش، الخسائر المباشرة التي لحقت بقطاع الصيد بأكثر من 75 مليون دولار، موضحا أن "تدمير المراكب ومعدات الصيد ومخازن التخزين وأجهزة الملاحة والاتصال يجعل من الصعب على الصيادين استئناف عملهم أو إصلاح ممتلكاتهم في ظل غياب الإمكانات".
ووفق تقارير البنك الدولي، فإن حرب الإبادة الجماعية التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة بدعم أمريكي منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023، حولت جميع سكان القطاع إلى فقراء، وجعلتهم يعتمدون كليا على المساعدات الإنسانية.
وانتهت الحرب، التي استمرت قرابة عامين، باتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع الشهر الماضي، بعد أن أسفرت عن استشهاد نحو 68 ألف و865 فلسطينياً وإصابة أكثر من 170 ألفاً، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب تدمير نحو 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية في القطاع.