أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن العلاقات بين
موسكو ودمشق "قائمة على الصداقة وليست انتهازية"، مشيرا إلى أن
روسيا سارعت إلى التواصل مع القيادة السورية الجديدة عقب تشكيل الحكومة الانتقالية، وفق ما نقلته قناة "روسيا اليوم".
وقال لافروف في مقابلة ضمن برنامج "نيوزميكر" على القناة، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالا هاتفيا برئيس الحكومة الانتقالية أحمد الشرع، بينما زار وفد روسي موسع
دمشق مطلع العام الجاري لإجراء مراجعة شاملة للمشاريع التي أطلقت خلال عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد، وتحديد المشاريع القابلة للاستمرار مع تعديلها بما يتلاءم مع الظروف الراهنة.
وأضاف الوزير الروسي أن بلاده عقدت سلسلة لقاءات مع مسؤولين سوريين، بينهم وزير الخارجية أسعد الشيباني، سواء في أنطاليا أو في موسكو خلال تموز/يوليو الماضي، إضافة إلى لقاءات أخرى على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وأشار لافروف إلى أن مشاركة رئيس الحكومة الانتقالية أحمد الشرع في القمة الروسية العربية الأولى، المقررة في 15 تشرين الأول/أكتوبر، تحظى بأهمية خاصة، متوقعا أن تشهد القمة "محادثات جدية" حول مستقبل العلاقات الروسية العربية.
وأوضح أن روسيا "مهتمة باستمرار ما بدأ منذ العهد السوفييتي، وما تلاه بعد عامي 2011 و2014"، في مجالات دعم الاقتصاد والصناعة والزراعة والطاقة، مشيرا إلى أن وفدا حكوميا آخر برئاسة نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك زار دمشق مطلع أيلول/سبتمبر لإجراء مباحثات جديدة مع الجانب السوري.
وتناول لافروف في المقابلة ملف القواعد العسكرية الروسية في
سوريا، مؤكدا أن الرئيس بوتين شدد مرارا على أن الوجود الروسي "لن يستمر رغما عن إرادة القيادة السورية"، مضيفا أن "دمشق وعددا من دول المنطقة معنية ببقاء هذا الوجود".
وأوضح أن الدور العسكري الروسي لم يعد يهدف إلى دعم السلطات السورية ضد المعارضة، بل يجب "إعادة صياغة وظيفته" ليصبح "مركزا إنسانيا" لتسهيل إيصال المساعدات من روسيا ودول الخليج إلى الدول الإفريقية، مبديا استعداد موسكو لتنسيق هذا التحول في ظل "تفاهم متبادل واهتمام مشترك".
وفي حديثه عن الوضع الداخلي، نقل لافروف عن مسؤولين سوريين مطالبتهم "بوقف التدخلات الخارجية في شؤون البلاد"، لافتا إلى أن "مساحات واسعة من الأراضي السورية ما زالت تحت سيطرة قوات أجنبية لا تعمل دائما بدعوة من دمشق".
وفي ما يتعلق بالجنوب السوري، قال لافروف إن "إسرائيل تصر على إنشاء منطقة عازلة، ومؤكدا أن بوتين شدد على أن "السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق دون معالجة هذا الملف".
وحذر لافروف من "المخاطر الجسيمة المرتبطة بالمشكلة الكردية"، مشيرا إلى قلق بلاده من أن تؤدي "المحاولات الجارية للتلاعب بورقة الأكراد السوريين تحت شعار الحكم الذاتي والانفصال" إلى "تفجير" القضية الكردية في دول أخرى بالمنطقة.
وختم لافروف حديثه بدعوة جميع الدول ذات التأثير في الملف السوري إلى إدراك أن "وحدة سوريا تمثل مصلحة مشتركة للجميع".