سياسة عربية

الجزائر تودع أحمد طالب الإبراهيمي.. مهندس تعريب التعليم ووزير الخارجية الأسبق

يعد الإبراهيمي من أبرز الشخصيات السياسية بعد الاستقلال- فيسبوك
يعد الإبراهيمي من أبرز الشخصيات السياسية بعد الاستقلال- فيسبوك
توفّي الوزير والدبلوماسي الجزائري السابق، أحمد طالب الإبراهيمي، الأحد، عن عمر ناهز 93 عاماً، وفق ما أعلنه التلفزيون الجزائري الرسمي، ويعرف الإبراهيمي بأنه مهندس تعريب التعليم في مدارس البلاد وأحد أبرز الشخصيات السياسية بعد الاستقلال.

شغل الراحل مناصب وزارية بارزة، منها وزير التعليم العالي والثقافة والإعلام في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين، ووزير الخارجية في عهد الرئيس الأسبق، الشاذلي بن جديد، كما عمل وزيراً مستشاراً في رئاسة الجمهورية خلال فترة بومدين.

وأعرب الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، عن تعازيه الخالصة في وفاة الإبراهيمي، في رسالة وجهها إلى عائلته، قال فيها إنّ: "الجزائر فقدت اسما مذكوراً بحظوة ومكانة الشخصيات الوطنية ذات القدر المستحق"، مشيداً بمسار الراحل الذي "جمع بين حكمة السياسي ورصانة المثقف ووطنية المناضل المجاهد".

وأضاف تبون، أنّ الإبراهيمي "التحق فتياً بالاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين، وواصل مسيرته الحافلة بالمهام والمسؤوليات السامية التي رفعته إلى مقام خيرة رجال الدولة الوطنيين الأوفياء الغيورين على الجزائر".

يشار إلى أنّ أحمد طالب الإبراهيمي ينحدر من أسرة علمية محافظة، حيث كان والده الشيخ البشير الإبراهيمي، هو أحد مؤسسي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي تأسست في أيار/ مايو 1931 وتعد من أبرز المنظمات الدينية في البلاد.

وولد الإبراهيمي في 5 كانون الثاني/ يناير 1932 بولاية برج بوعريريج شرقي الجزائر، ثم التحق بالمدرسة الفرنسية قبل أن يواصل دراسته في جامعة الجزائر عام 1949.

وخلال ثورة التحرير بين عامي 1954 و1962، برز الإبراهيمي كأحد مؤسسي اتحاد الطلبة الجزائريين الذين التحقوا بالكفاح المسلح في 19 أيار/ مايو 1956، وهو التاريخ الذي أُطلق عليه لاحقاً "عيد الطالب". وبعد الاستقلال في 5 تموز/ يوليو 1962، تقلّد مناصب وزارية متعددة في حكومة بومدين، حيث أشرف على تنفيذ مشروع تعريب التعليم الذي غيّر لغة التدريس في المدارس الجزائرية من الفرنسية إلى العربية.

وفي عهد الشاذلي بن جديد، تولى الإبراهيمي حقيبة وزارة الخارجية، بين عامي 1982 و1988، قبل أن يبتعد عن العمل السياسي، خلال تسعينيات القرن الماضي إبّان الأزمة الأمنية.

إلى ذلك، عاد إلى الساحة السياسية عام 1999 بترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة في نيسان/ أبريل من ذلك العام، لكنه انسحب عشية الاقتراع مع ستة مرشحين آخرين احتجاجاً على ما وصف حينها بـ"تزوير الانتخابات" لصالح عبد العزيز بوتفليقة.

وفي مطلع الألفية، أسّس الإبراهيمي حزب "الوفاء" الذي صُنّف ضمن التيارين الإسلامي والمحافظ، غير أنّ السلطات في عهد بوتفليقة قد رفضت منحه الترخيص، ما حال دون تأسيس الحزب رسميا.

اظهار أخبار متعلقة


كذلك، حاول الترشّح مجدّدا في انتخابات 2004، لكن المجلس (المحكمة) الدستوري رفض ملفه بدعوى وجود "نقائص في الوثائق"، رغم الإشارة إلى أنّ: "الملف اختفى لاحقاً من مبنى المجلس الدستوري".

ومنذ عام 2004، اقتصر نشاط الإبراهيمي على المحاضرات الفكرية وإصدار الكتب، من أبرزها "مذكرات جزائري" و"المعضلة الجزائرية.. الأزمة والحل".

وخلال الحراك الشعبي عام 2019 الذي أدّى إلى استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، برز اسم الإبراهيمي كأحد أبرز الشخصيات المطروحة لقيادة مرحلة انتقالية توافقية، غير أن هذا الخيار لم يتحقق، بعدما اختارت السلطات الجزائرية، وعلى رأسها المؤسسة العسكرية، المضي في تنظيم انتخابات رئاسية أسفرت عن انتخاب عبد المجيد تبون رئيسا جديدا للبلاد.
التعليقات (0)

خبر عاجل