سياسة دولية

وزيرة بريطانية تتعهد لأصدقاء "إسرائيل" في حزب العمال بدعمها دائما

صرحت المستشارة البريطانية راشيل ريفز بأن الجيش البريطاني قد يُستخدم للمساعدة في الدفاع عن دولة الاحتلال - جيتي
صرحت المستشارة البريطانية راشيل ريفز بأن الجيش البريطاني قد يُستخدم للمساعدة في الدفاع عن دولة الاحتلال - جيتي
نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا أعده عمران ملا من مؤتمر حزب العمال البريطاني الذي أنهى أعماله في مدينة ليفربول، قال فيه إن وزيرة الخزانة البريطانية راشيل ريفز، أخبرت أصدقاء "إسرائيل" بحزب العمال: "ستجدون فيّ صديقة دائمة"، وغادرت الوزيرة  حفل استقبال نظمته المجموعة قبل أن تنتقد  نائبة السفيرة الإسرائيلية الحكومة.

وجاء في التقرير ، "إنه وقبل ساعات من المناسبة اكتشف عدد من الصحفيين الذين كانوا يسألون ساسة الحزب ومسؤوليه  عن غزة أنهم ممنوعون من دخول قاعة المؤتمر الرئيسية، كانت الليلة الأخيرة لمؤتمر حزب العمال في ليفربول، وكان حفل استقبال أصدقاء إسرائيل في حزب العمال على وشك البدء".

اظهار أخبار متعلقة


وتلقى أوين جونز من صحيفة "الغارديان" وريفكا براون من "نوفارا ميديا" رسائل بريد إلكتروني غريبة في نفس الوقت بعد ظهر الثلاثاء، تبلغهما بإلغاء تصاريح دخولهما للمؤتمر، وقد لاقى هذا القرار إدانة واسعة، ومن  مايكل غوف، الوزير السابق في حزب المحافظين ورئيس تحرير مجلة "سبكتاتور" حاليا.

ولكن في تطور غريب، قبل حفل استقبال أصدقاء "إسرائيل" العماليين مباشرة، منح ملا وبشكل غير متوقع حق الدخول إلى قاعة المؤتمر الرئيسية لأول مرة، رغم أنه منع طوال أيام المؤتمر الأربعة، بذريعة أن أوراق اعتماده الصحفية لا تزال تحت التدقيق الأمني.

وأخيرا حصل ملا على تصريح دخول لخيمة خدمات المؤتمرات الساعة السابعة مساء، وتوجه إلى منطقة المؤتمر الآمنة الهادئة. وحينها غادر معظم الحضور إلى الحفلات التي تلت الحدث أو عادوا إلى غرفهم في الفنادق وانتهى معظم النشاط. لكن غرفة واحدة كانت تعجّ بالحركة: الغرفة التي ستستضيف حفل استقبال مجموعة أصدقاء "إسرائيل" في حزب العمال، وفي الليلة السابقة أقامت مجموعة أصدقاء فلسطين والشرق الأوسط في حزب العمال، حفل استقبال  حيث كان نائب رئيس الوزراء ديفيد لامي المتحدث الرئيسي.

وانتقد لامي "إسرائيل" بشدة، وقال إن الحرب يجب أن تنتهي فورا. ومع ذلك، تعرض لامي لمقاطعة من المتظاهرين المؤيدين لفلسطين، لكن انتقاد "إسرائيل" في حفل ينظمه أصدقاؤها في الحزب أمر مستحيل، وهنا كانت المتحدثة الرئيسية هي المستشارة راشيل ريفز.

وكان عدد من الحضور أقل مقارنةً بالعام الماضي، عندما حضر خمسة أعضاء في مجلس الوزراء، بمن فيهم نائبة رئيس الوزراء آنذاك أنجيلا راينر. وانخفض هذا العدد أكثر عندما حضر وزير شؤون الشرق الأوسط هاميش فالكونر في البداية ثم غادر قبل بدء الخطابات.

واعتمدت ريفز نبرة صارمة، غالبا ما كانت مليئة بالألم، طوال الخطاب، وتجنبت أي ذكر لغزة. فقد شهدت الآونة الأخيرة عدة خلافات دبلوماسية خطيرة بين  بريطانيا وإسرائيل، كان آخرها اعتراف لندن بالدولة الفلسطينية الشهر الماضي.

وقالت ريفز بنبرة  فيها تشاؤم أمام حشد كانوا وقوفا: "أعلم أيضا أنه خلال العامين الماضيين، خلال الخمسة عشر شهرا الماضية، لم تكونوا راضين دائما عن قرارات هذه الحكومة وأتفهم ذلك، أشعر بمعاناتكم. لكن اعلموا، أن لديكم دائما صديقا."، وتحدثت ريفز عن الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ووصفته بأنه "أكبر خسارة في يوم واحد للشعب اليهودي منذ الهولوكوست"، ونددت" بما يحدث في الشرق الأوسط وعدوان إيران وغيرها في الشرق الأوسط". وتساءل ملا، هل تشمل كلمة  "الآخرون" إسرائيل؟ أبقت الوزيرة، الأمر غامضا.


وبدلا من ذلك، وعدت قائلة: "طالما أنا في الحكومة، وطالما أنا وزيرة الخزانة، سأدافع دائما عن الجالية اليهودية، وأدافع عن إسرائيل". وقالت ريفز بثقة: "سأكون هنا معكم العام المقبل والعام الذي يليه والعام الذي يليه والعام الذي يليه" قبل أن تتعهد قائلة: "سأكون دائما صديقة لإسرائيل و سأظل دائما صديقة لكل من في هذه القاعة". ولم تزد الوزيرة أي شيء سوى التعهدات الشخصية وانضمت إلى الحاضرين الذين صفقوا لها بحرارة.

بعد ذلك، جاء الدور على  وزيرة التنمية الدولية، البارونة تشابمان، وقالت وسط ضحكات متفرقة: "عادة ما أخلد إلى النوم أبكر بكثير من هذا"، حيث بدأت الكلمات الساعة التاسعة مساء، وأضافت تشابمان للحضور: "زرت إسرائيل لأول مرة في وقت سابق من هذا العام، ووجدتها بلدا رائعا"، قبل أن تضيف: "لن يكون هناك وقف إطلاق نار دائم ولا سلام حتى عودة هؤلاء الأسرى". ورددت ريفز، وزيرة الخزانة من وسط الحشد "نعم".

وبعد كل هذا الترحيب المتحفظ بممثلي الحكومة، جاء دور نائبة السفيرة الإسرائيلية دانييلا غرودسكي، لتقف على المنصة وتندد بالحكومة البريطانية "لمكافأة الإرهاب". وعندها كانت ريفز قد غادرت الحفل، وبدأت غرودسكي بتوجيه الشكر إلى جون بيرس، الرئيس السابق لمجموعة أصدقاء إسرائيل في حزب العمال الذي استقال قبل أسابيع ليشغل منصب السكرتير البرلماني الخاص لكير ستارمر. مع أنه عارض في وقت سابق من هذا العام، علنا اعتراف بريطانيا بفلسطين من جانب واحد.

اظهار أخبار متعلقة


وقالت غرودسكي: "يجب أن أكون صريحة في هذه القاعة". نختلف بشدة مع موقف حكومة بريطانيا الاعتراف بدولة فلسطينية. إنه ليس طريقا للسلام، بل لمزيد من العنف. وبدلا من مكافأة الإرهاب، على العالم أن يكثف ضغطه على حماس لقبول اتفاقية السلام والالتزام بها بشكل جاد، كما قالت. وبدا الكثير من الحضور متوترين من هذا التنديد القوي بحكومة حزب العمال. وأومأ آخرون برؤوسهم موافقين.

في اليوم السابق، أقر المؤتمر اقتراحا يعترف بارتكاب "إسرائيل" إبادة جماعية في غزة، ويطالب بفرض عقوبات. وأعربت غرودسكي عن خيبة أمل إسرائيل العميقة من القرار، إلا أن روحها القتالية لم تكن منسجمة تماما مع المزاج العام السائد في المؤتمر، وفي إشارة واضحة إلى تحول المزاج العام داخل الحكومة وحزب العمال، انتشرت ملصقات أصدقاء إسرائيل في حزب العمال في أرجاء القاعة مطالبةً بـ"إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة" و"وقف إطلاق النار الآن"، ولهذا لم تكن هناك إشادة واسعة بالحكومة الإسرائيلية، والخطاب السائد هو التعبير عن رغبة بوقف الحرب.

النقد الموجه للحكومة الإسرائيلية ضئيلاً وملمحا إليه خلال الخطب، لكن الإشادة بها كانت نادرة، بل كان الأمل المعبر عنه هو إنهاء الحرب، وأحضرت المجموعة شون ليميل أحد الأسرى السابقين لدى حماس، كانت غزة القضية المحورية طوال مؤتمر الحزب، مع العديد من الفعاليات الهامشية ذات الصلة. وتحدث وزير الشرق الأوسط، فالكونر في العديد منها.

ويوم الاثنين، حضر فعالية نظمها المركز الدولي للعدالة من أجل الفلسطينيين وشبكة مسلمي حزب العمال، وقال للحضور: "هناك صورة لي وللسفير [الفلسطيني] في البعثة الفلسطينية الأسبوع الماضي، ننظر إلى العلم المرفوع، ويمكنكم أن تروا على وجوهنا شعورا بالفرح، شعورا باللحظة التاريخية". وأضاف فالكونر أن "أي احتفال بالقرار التاريخي الذي اتخذناه يجب أن يخفف من وطأة المشاهد المروعة" في غزة. ولكن في وقت سابق من المؤتمر، عارض فالكونر القرار الناجح في النهاية بالاعتراف بالإبادة الجماعية في غزة، مجادلا بأنه يهدد عملية السلام.

ولا تزال بريطانيا تتعاون عسكريا مع "إسرائيل"، وأهمها من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية من خلال رحلات المراقبة الجوية فوق غزة. رأى العديد من المشاركين في المؤتمر الذين تحدث إليهم موقع "ميدل إيست آي" أن حكومة حزب العمال تحاول تحقيق نوع من التوازن في سياستها تجاه إسرائيل. ورفض آخرون هذا الرأي، واعتبروا أن نهج الحكومة غير متماسك وضعيف.
 
وقال أحد أعضاء حزب العمال لـ"ميدل إيست آي" في حفل استقبال مجموعة أصدقاء إسرائيل في حزب العمال إن "إسرائيل" ترتكب "جريمة حرب واضحة" في غزة. وعبر آخر عن قلقه من أن الاعتراف بدولة فلسطينية "سيثير غضب الإسرائيليين ويدفعهم إلى القيام بشيء أكثر تطرفا". ولكن ما اتضح أكثر مع نهاية فعالية المجموعة المؤيدة لإسرائيل هو أن علاقة بريطانيا بـ"إسرائيل" في حالة تدهور مستمر. ومن غير المرجح أن ينعكس هذا الوضع في وقت قريب.
التعليقات (0)

خبر عاجل