أهداف المقال:
1- الوقوف على حجم ونوع
التغيرات الجارية في
سوريا.
2- تعزيز الوعي الجمعي بما
يجري في سوريا والمنطقة ومآلاته ومخاطره.
3- توجيه الميول لاتخاذ
إجراءات استباقية وقائية وعلاجية للتخفيف من المخاطر والتهديدات.
رابعا: رصد وتحليل المرحل التي مر ويمر
بها احمد الشرع ونظامه
المرحلة الأولى من 2003 إلى
كانون الأول/ ديسمبر 2024م
مرحلة التنظيمات العسكرية من 2003 وحتى 2017، مرورا
بتنظيمات القاعدة وجبهة النصرة وجند الأقصى، انتهاء بهيئة تحرير الشام وسقوط
النظام ودخول سوريا فاتحا في كانون الأول/ ديسمبر 2024.
العقيدة السياسية المعلنة:
1- عقيدة الأمة الإسلامية الواحدة: مفهوم أممي يتجاوز
الدول القومية الحالية وسايكس بيكو والنظام الدولي الحالي.
2- تحرير العراق كأرض إسلامية من المحتل الأمريكي
والإيرانيين الشيعة الموالين للأمريكان.
3- إفشال النظام السياسي غير الشرعي القائم في العراق
بتعاون وولاية أمريكية مع إيران وشيعة العراق.
4- قتال النظام السوري الباغي على شعبه، والمحتل
الإيراني المعتدي، وتحرير سوريا وإقامة حكم إسلامي في سوريا.
5- إقامة حكم إسلامي في المناطق والدول المحررة، وصولا
إلى خلافة إسلامية بدول المنطقة ثم العالم.
6- في 2016 حدث
تحول فكري خطير: التحول من مفهوم
الأممية الإسلامية والخلافة إلى تحرير سوريا فقط، بمعنى الانتقال إلى الدولة
القومية، والذي تم تنفيذه سياسيا وعسكريا بفك الارتباط بالقاعدة ودمج النصرة مع
تنظيمات أخرى لتشكيل هيئة تحرير الشام.
7- في 2020م تحول سياسي عملي يوكد ويوثق ويحد التحول
من الأممية إلى القومية وإلى طلب بالانتساب إلى المشروع الغربي، بتقديم مسوغات
الالتحاق بالمشروع الأمريكي بما يسمى الاعتدال عبر تصريحات الشرع المتكررة بأنه لا
يشكل تهديدا للولايات المتحدة ولا يريد الدخول في حرب مع جيرانه، وأنه يريد التحول
من المشروع العسكري الجهادي إلى المدني السياسي.
8- التجربة العملية في الإدارة السياسية والمدنية
لإدلب والتحول الحقيقي عن المشروع الجهادي التحرري إلى مشروع سياسي ضمن المنظومة
الغربية، والعمل على بناء شرعية جديدة تسمح بالقبول والرضا والدعم الأمريكي
والغربي ثم النظم العربية المحيطة.
العقيدة العسكرية المعلنة: من يقاتل
ولماذا وكيف يقاتل:
1- الجهاد الإسلامي العالمي الذي يستقطب مجاهدين من
العالم الإسلامي في سبيل الله ضد الأمريكان المعتدين البغاة على أرض الإسلام.
2- قتال الشيعة المعتدين والمتعاونين مع الغزاة الأمريكان.
3- قتال جيش نظام الأسد وما يتبعه من أجهزة أمنية ومدنيين
متعاونين.
4- الفصائل المعارضة والخارجة باعتبارها خوارج.
ملاحظة هامة وتناقض جوهري كبير:
مع مفردات العقيدة السياسية والعسكرية
للشرع والمعلنة والمطبقة على الأرض في قتال الغزاة المعتدين في سوريا والعراق فقط:
1- تم غض الطرف تماما عن احتلال إسرائيل للجولان السوري.
2- تم غض الطرف عن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وعدم
الاستجابة لدعم المقاومة في حربها ضد إسرائيل المعتدية على غزة، وتبيد شعبها وتعمل
على تهجيره قسرا.
3- والطبيعي هو توجيه الجهاد العالمي في سبيل الله
والمُستقطب لمجاهدين من كل أنحاء العالم إلى أرض فلسطين والمسجد الأقصى لعدة
اعتبارات:
أ- الأقصى وفلسطين من أعظم مقدسات المسلمين.
ب- إسرائيل تمثل رأس الأفعى في المنطقة والمحرك الأساس
للمؤامرات ضد دول وشعوب المنطقة.
ت- إسرائيل تمتلك مشروعا صريحا للسيطرة على دول
المنطقة لإنشاء إسرائيل الكبرى، والمرحلة الحالية هي احتلال أجزاء من سوريا
والعراق.
والاسئلة المنطقية المطروحة هنا هي:
س1: ما سر غض الطرف عن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين
والجولان السوري وأجزاء من لبنان، وتوجيه الاهتمام إلى الاحتلال الأمريكي
والإيراني ونظام الأسد في العراق وسوريا، خاصة وأن ذلك يتماهى مع خطط إسرائيل
التوسعية في هذه المنطقة تحديدا؟
س2: لماذا لم تقدم التنظيمات الجهادية في العراق
وسوريا منذ 2003 إلى 2024 أي دعم أو تعاون مع المقاومة الفلسطينية، خاصة في غزة
المشتعلة باستمرار خلال هذه الفترة؟
الدلالات المنطقية
1- أن هناك اتفاقا تحتيا غير معلن بالأماكن المسموح للجهاد
وإشعال الحروب فيها، مع خطوط حمراء يلزم الالتزام بها والوقوف عندها في كل ما يتعلق
بإسرائيل.
2- استثمار في العاطفة الدينية لدى المتحمسين للمشروع
الإسلامي والجهاد في سبيل الله في مناطق معينة.
3- عمليات تدجين فكري مع سيطرة عسكرية ضابطة ومرشدة
وموجهة ومنظمة للأحداث على الأرض من القوى الكبرى الطامعة في المنطقة.
المرحلة الثانية: من كانون
الثاني/ يناير 2025 إلى أيلول/ سبتمبر 2025 وبمرور تسعة أشهر على نظام الشرع
مرحلة التحول إلى الدولة
طريق الحكم والإدارة
1- نظام حكم شمولي مطلق تتجمع فيه كل أدوات وقرارات
الحكم في يد الرئيس أحمد الشرع.
2- توقف جلسات مؤتمر الحوار الوطني بحضور شخصيات
سياسية كأفراد وليس كمكونات سياسية ومدنية، والتي عقدت في 24 و25 شباط/ فبراير، وصدر
عنها بيان ختامي ببداية مسار سياسي يتم فيه إعلان دستور لإدارة الفترة الانتقالية،
وتم تجميد هذا المسار تماما.
3- انتهاء الحديث عن عقيدة الجهاد في سبيل الله ومشروع
التحرر من المستعمر الغربي.. الخ؛ إلى عقيدة التنمية الاقتصادية وبناء سوريا
الجديدة والدخول في آخر الصف العربي المصطف على أبواب أمريكا وتل أبيب؛ يقدم
التطبيع والتعاون الأمني ضد العاملين للمشروع الإسلامي مقابل البقاء في سلطة الكانتونات
العربية منزوعة السيادة.
4- السعي الحثيث للشرع في الحصول على قبول ورضا الراعي
الأمريكي والغربي والتبعية الكاملة له، بدعوى العمل على رفع العقوبات والحصول على
الدعم الغربي والعربي لبناء سوريا الجديدة.
5- انفراد الرئيس الشرع باختيار وتعيين الوزراء
والمناصب المهمة في الجيش والأمن، وتم الكشف عن تدوير بعض من رموز النظام السابق،
ناهيك عن وزراء ذوي توجهات علمانية بحتة ومن أبناء المشروع الغربي فكريا ومن ذلك وزارة
التربية والتعليم، مما يدلل على أنه تعيين سياسي لأهم وزارة من وزارات بناء
الإنسان والمسؤولة عن استعادة الهوية الإسلامية الحقيقية للشعب السوري، ويؤكد
التوجهات التربوية والثقافية العلمانية خلال المرحلة المقبلة من حكم الشرع.
6- ما طرحه أحمد زيدان المستشار الإعلامي للرئيس الشرع
حول أهمية حل الإخوان المسلمين وأنه لم يعد هناك ضرورة من وجودهم، بالرغم من كونهم
تنظيما تربويا واجتماعيا وسياسيا متجذرا في المجتمع السوري، وداعما لوحدة واحتشاد
المجتمع خلف قيادته الشرعية. جاءت دعوة ممثل الحكومة متناسية الدور الواقعي
والتاريخي للإخوان في تربية المجتمع السوري وتعزيز وعيه وتثويره ضد نظام الأسد،
والمحافظة على الهوية الإسلامية وتغذية المجتمع والدولة بالكفاءات الوطنية.
ومع هشاشة وسطحية دعوة زيدان الذي لم يقدم لها أية
مبررات علمية وعملية، ومع صمت الحكومة وعدم تعليقها على تصريح المستشار الإعلامي،
فإن ذلك يدلل على رغبة وتجهيز نظام الشرع لصِدام قادم مع الإخوان باعتبارهم الفصيل
الوحيد الأكثر تنظيما وانتشارا وتأثيرا شعبيا في سوريا، والتخلص منهم كمنافس، مما
يعد سيرا في الاتجاه العكسي ونكوصا عن التوجهات الاسلامية المعلن عنها في المرحلة
السابقة، كما أنه تهديد وإضرار بالمصالح الوطنية لوحدة واحتشاد المجتمع السوري.
وهنا يبدو التحول واضحا وعميقا في توجهات الشرع، فبدلا
من دعوة الإخوان المسلمين للتحاور والتشاور والتعاون، تأتي التصريحات والتمهيد لمواجهتهم.
ومما يؤكد هذا التحول هو أنه يتماهى مع سياسة أمريكا في توجيه ودعم نظم المنطقة في
مواجهة الاخوان والقضاء عليهم باعتبارهم العدو الأول للمشروع الصهيوأمريكي في المنطقة.
العقيدة السياسية:
لا نستطيع الآن الإمساك بمفردات واضحة للعقيدة والهوية
السياسية التي يعاد تشكيلها الآن والتي يلفها الغموض الكبير، ولكن من خلال
الإجراءات العملية على الأرض يمكننا اكتشاف ملامحها وبعض من أجزاء البازل التي
بدأت تتكشف للعيان ومن أهمها:
1- عقيدة وهوية الدولة القومية السورية الجديدة: مفهوم
قومي ينتمي إلى النظام الدولي ما بعد سايكس بيكو.
2- الاندماج كتابع وظيفي في المشروع الصهيوأمريكي في
إدارة المنطقة.
3- حل التنظيمات العسكرية ودمجها في جيش وأمن الدولة
السورية.
4- تحرير سوريا من النزعات الطائفية (العلويين- الدروز-
الأكراد)، ودمج الجميع في الهوية الوطنية الواحدة للدولة القومية السورية لتضم
القومية السورية بكل مكوناتها على التراب الوطني السوري، ونزع سلاح قسد والعلويين
والدروز ودمج الجميع في الجيش السوري الواحد للدولة.
5- التنسيق والتبعية للنظام الدولي، والقبول بتوجيهات
ومطالب والتزامات المبعوث الأمريكي والعمل على تنفيذها ومن أهمها:
أ- التحول الشامل في النهج السياسي والعسكري وتوجيه
الاهتمام إلى التنمية.
ب- إعادة هيكلة الجيش وتطهيره من المقاتلين الأجانب
ومن الدماغ الإسلامي.
ت- دمج الأقليات العرقية والطائفية.
ث- التطبيع مع إسرائيل: لقاء وزير الخارجية السوري مع
الفريق الأمني الإسرائيلي في باريس.
ج- النظر المشروط والمؤقت في ملف العقوبات.
ح- التحولات السريعة عن الهوية الإسلامية في مناهج
التعليم على يد وزير التعليم محمد تركو، بتقليص المواد الإسلامية والمساحات
الزمنية المخصصة لها، وهذا يعد أول اهتمام وإنجاز له في بالوزارة.
6- التسطيح والاختزال لهوية الدولة السورية في هوية
بصرية وشعار، متجاهلين للهوية العميقة بمكوناتها الإسلامية للمرحلة السابقة، مرحلة
التنظيمات التي أوصلت الشرع لحكم سوريا، مما يوحي بغموض الهوية السورية الجاري
التخطيط والإعداد لها للإجهاز على ما تبقى من الهوية الإسلامية للشعب السوري
وتدجينه للقبول بالتطبيع وسياسية القطيع منزوع الهوية.
7- غض الطرف عن الضربات العسكرية الإسرائيلية المتكررة والتمدد
الإسرائيلي في القنيطرة ودرعا وريف دمشق بمساحة 250 كم مربع بدون طلقة واحدة،
والصمت على اعتداء الكيان عل قوات الحكومة السورية خلال محاولة دخولها السويداء
لوقف التمرد وضبط الأوضاع.
مؤشرات تحول الشرع

المؤشر هو
علامة ودليل وبرهان وصفي أو رقمي يعكس وضعا أو اتجاها لظاهرة ما، ويُستخدم في التحليل
والمقارنة واتخاذ القرارات والتقييم.
- خصائصه أن يكون مرتبطا وعاكسا للحقيقة، وواضحا ومحددا
وقابلا للقياس والمقارنة عبر المراحل المختلف، ولكل مجال وتخصص مؤشرات الفنية
الخاصة به.
- الدور الوظيفي للمؤشرات أنها برهان ودليل وسند وحجة
وسلطان عملي واقعي حقيقي يُستند إليه علميا وقانونيا وسياسيا وعسكريا.
يمكننا استخدام ثمانية مؤشرات نتبين بها منطقيا وعلميا
وميدانيا على تحولات الشرع السياسية والعسكرية. أكتفي هنا بعدد محدود فقط من
الأمثلة في كل مؤشر نظر لمساحة المقال.
المؤشر الأول: الأسئلة الكبرى وبوصلة
وأهداف وأولويات المرحلة
السؤال الكبير المنطقي الشرعي لشعوب ودول في المرحلة
الحالية المنطقة العربية الإسلامية هو:
س1: كيفية استعادة الهوية الإسلامية لشعوب ودول المنطقة،
وامتلاك أدوات القوة اللازمة لوقف تمدد الكيان وتحرير دول المنطقة من الاستعمار
والتبعية، لتبدأ بعدها عمليات بناء الدولة وعودة المهجرين. بيد أن سؤال الشرع هو
كيفية بناء دولة منزوعة القوة والإرادة؛ تابعة للنظام الإقليمي لسيطرة الكيان ضمن
النظام الغربي.
س2: كيفية استثمار فرصة طوفان الأقصى وفتح جبهة ثانية
للتحرر المشروع من احتلال الكيان. بيد أن سؤال الشرع هو كيفية عدم ازعاج الكيان
لكسب وده ورضاه والمرور إلى التطبيع.
س3: كيفية بناء وتطوير وتعزيز القوة العسكرية للدولة
والحسم السياسي أو العسكري السريع مع القوة الخارجة عن الدولة (قسد والعلويين
والدروز) تمهيدا لدمج الجميع في دولة سورية واحدة متحدة. بيد أن سؤال الشرع بعد
تفريغه التدريجي من القوة الثقيلة واستنزاف نفسه في الخدمات المدنية تحول إلى كيفية
التعاطي مع القوى الخارجة سياسيا تحت مظلة الغرب، ومد أمد هذه الأزمة إلى مدى زمني
بعيد يمثل تهديدا مستمرا له ولنظامه وللشعب السوري لعقود قادمة.
المؤشر الثاني: النتائج على أرض الواقع
1- استمرار احتلال الكيان لكامل الجولان وتمدده في
مساحة 250 كم مربع دون طلقة بتصريح نتنياهو.
2- تجريد سوريا من السلاح الثقيل باستثناء أسلحة
وعربات لضبط الأمن الداخلي (سوريا بلا قوة عسكرية).
3- تفاقم الأزمات بالعودة العشوائية للاجئين وتحمل عبء
توفير الخدمات الأساسية للمعيشة، وتبرير التحول عن الجهاد والتحرير إلى خدمة
الشعوب في كانتون منزوع السيادة.
4- استمرار مخاطر التقسيم مع الاضطرابات المستمرة من
قسد والدروز والعلويين وبقايا النظام السابق، وغياب القدرة على الحسم العسكري معها.
5- تفريغ سوريا من القوة الحقيقية مع وضعها تحت تهديد
التقسيم يجعل من التطبيع السوري أسهل وأسرع وأبسط (تطبيع مع الكيان بدون تكلفة).
6- في حال نشوب حرب تركية إسرائيلية على الأراضي
السورية سيكون موقف الشرع ضعيفا، بحسب مدى التعاون الأمني الذي وصل إليه مع الكيان.
المؤشر الثالث: توجه ومسار ومشاريع وأعمال
الدولة
1- من بناء القوة وتحصين الذات إلى توفير الحد الأدنى
من الخدمات للعائدين إلى الوطن.
2- من عودة الشباب والقادرين على حمل السلاح وبناء
القوة للتحرير إلى العودة العشوائية الشاملة للأسر السورية، والتي تحولت في ذاتها
إلى عبء على الدولة.
3- من العودة الطبيعية للهوية الاسلامية إلى حصار
وتحييد الهوية الإسلامية.
4- من الوحدة والتعاون مع التنظيمات الدينية المدنية
الجادة والفاعلة تربويا ومجتمعيا وسياسيا وأهمها الإخوان المسلمون؛ إلى المطالبة
بحلها.
المؤشر الرابع: الانتماء.. المشاريع
والأحلاف والدول المستفيدة
1- الانتماء المباشر السريع إلى المشروع والحلف الغربي
بكل وضوح أو مواربة. وكان من الممكن الانتماء إلى حلف المقاومة مع المقاومة
الفلسطينية ونقل مشروع المقاومة من المحلية في غزة إلى الإقليمية في المنطقة،
وقتها كان سيحظى بدعم شعوب المنطقة ثم دول متتالية لأن مقاومته شرعية وقانونية حتى
بالقوانين الدولية الغربية.
2- القبول الغربي والأمريكي والاحتفاء بهذا النموذج
الإسلامي المؤدلج في الجمعية العامة للأمم المتحدة والبيت الأبيض، ودلالاته عن حجم
التنازلات التي تم تقديمها وسيتم تقديمها في الفترة القادمة.
3- مشروع دولة سورية منزوعة القوة والإرادة تعيش على تهديد
التقسيم يعني وبكل وضوح التطبيع والتبعية الكاملة لمشروع الكيان في التمدد
والسيطرة على المنطقة وتحقيقه حلمه بدون تكلفة.
4- تحول الشرع من عدو الأمس لأمريكا والكيان إلى الصديق
المحايد والحليف التابع.
المؤشر الخامس: اللقاء والتعاون
والتحالفات الجديدة (الاصطفاف)

1- البداية السريعة باللقاءات والتعاون الأمني مع
الكيان والتي تعد في عرف الكيان المؤشر العملي على صدق توجه الشرع كشرط أول لرفع
العقوبات.
2- الشرع يصطف مع التحالف الغربي وهو ضعيف جدا، وفي
المقابل يريد أن يحافظ على تحالفه مع تركيا ودعمها له بحكم مصالحها وأمنها القومي،
وقريبا سيصل إلى نقطة تقاطع مع تركيا بحسب السيناريوهات التي تعد لسوريا كمنطقة
حرب أولية تجريبية للكيان مع تركيا، والكلمة ستكون للقوة التركية وقدرتها على وقف
أوهام تمدد الكيان في المنطقة.
3- الانضمام إلى الحلف الإبراهيمي لتغيير هوية المنطقة
وتعبيدها للكيان.
المؤشر الساس: تصريحات ورضا وقبول الأعداء
احتفاء الغرب أعداء المشروع الإسلامي وممثلي الشيطان
في العصر الحالي وتغنيهم بذكاء وعبقرية الشرع يكشفه الوحي الإلهي العظيم: "وَلَن
تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ
قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم
بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا
نَصِير" (البقرة: 120).
المؤشر السابع: التعاطي مع القضايا الكبرى
والملفات الساخنة
1- الصمت التام في ملف احتلال الجولان ثم القنيطرة
وأجزاء من درعا وريف دمشق.
2- الصمت التام في ملف الإبادة في غزة.
3- الصمت التام في ضرب ما تبقي من الجيش السوري وضرب
مقر وزارة الدفاع وسط العاصمة دمشق، بالرغم من وجودة قدرات عسكرية يمكن أن تصنع
حالة مقاومة قابلة للنمو والتطور مع الأيام ضد الكيان.
المؤشر الثامن: الشرعية التي يستند اليها
1- التحول من شرعية الجهاد وتقديم نموذج لإحياء روح
الجهاد في المنطقة ضد الغزاة المعتدين والتحرير؛ إلى نموذج جديد للأدلجة والتحول
إلى شرعية قبول واعتماد الأعداء- الغرب.
2- التحول من شرعية الجهاد والتحرير والوفاء بأسئلة
وأهداف المرحلة التاريخية الصعبة لسوريا وللمنطقة وللأمة الإسلامية ككل؛ إلى شرعية
القدرة على توفير الخدمات للشعب.
3- التحول من شرعية الجهاد والتحرير إلى شرعية القيام
بالدور السياسي الفلكلوري لتخدير وتنويم الشعوب، وتمرير مشاريع الهوية والسيطرة
على سوريا والمنطقة بدون طلقة.