قرر القضاء البريطاني، يوم الجمعة الماضي، إبطال
محاكمة عضو فرقة الراب الأيرلندية الشمالية "
نيكاب"، المغني ليام أوهانا المعروف بـ"مو شارا"، بعد اتهامه بارتكاب "جرم إرهابي" إثر رفعه علم
حزب الله اللبناني خلال حفل موسيقي في لندن في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024.
وأعلن القاضي في محكمة الجنايات بوولويتش، بول غولدسبرينغ، أن الاتهام بحق المغني "باطل"، موضحاً أنه "صدر بطريقة غير قانونية نتيجة عيب فني إجرائي شاب القرار الاتهامي".
وأضاف: "أجد أن هذه الإجراءات لم تبدأ بالشكل الصحيح، وبالتالي فإن التهم غير قانونية وباطلة، والمحكمة غير مختصة بالنظر فيها". وخاطب أوهانا بالقول: "سيد أوهانا، أنت حر طليق"، مشدداً على أن حكمه "لا يتصل بجوهر القضية".
وقد عمّت الفرحة بين أنصار مغني الراب داخل القاعة وخارجها، فور إعلان القرار.
"محاولات لإسكاتنا فشلت"
وفي أول تعليق له، اعتبر مو شارا أن ما جرى "يكشف فشل محاولات إسكات الفرقة بسبب مواقفها الداعمة لفلسطين". وقال أمام حشود من أنصاره الذين تجمّعوا خارج المحكمة في لندن: "لطالما كان الأمر مرتبطاً بغزة، وبما قد يحصل إذا تجرأ المرء على الكلام علناً. محاولاتكم لإسكاتنا فشلت، لأننا على حق وأنتم على خطأ".
وكان فريق الدفاع عن أوهانا قد طعن منذ الجلسة الأولى في حزيران/ يونيو الماضي بالقرار الاتهامي، معتبراً أنه صدر خارج المهلة القانونية المحددة بستة أشهر، وهو ما شكّل محور الجلسة الثانية في آب/ أغسطس الماضي.
وُجهت إليه تهمة رفع علم حزب الله –المصنّف تنظيماً إرهابياً في
بريطانيا– والهتاف بعبارات مثل: "هيا يا
حماس! هيا حزب الله!"، وهو ما اعتبرته السلطات البريطانية جريمة إرهابية.
منذ ذلك الحين، زادت شهرة فرقة "نيكاب" بشكل لافت نتيجة مواقفها السياسية، لكنها واجهت في المقابل سلسلة من القيود؛ إذ ألغيت لها حفلات في ألمانيا والنمسا، ومنعتها المجر من المشاركة في مهرجان بودابست، كما ألغت الولايات المتحدة جولتها هناك.
اظهار أخبار متعلقة
اتهامات بـ"الاضطهاد" ودعم فلسطين
الفرقة الثلاثية، التي دعت جماهيرها للتجمّع دعماً لمو شارا أمام محكمة وستمنستر صباح الجمعة الماضي، اعتبرت أن ما تتعرض له هو "حملة اضطهاد سياسية"، مشيرة إلى أن الشرطة منعت مناصريها من التواجد في محيط المحكمة.
وجاء في منشور لها عبر "إنستغرام": "استُقبِل (الرئيس الإسرائيلي) إسحق هرتسوغ، الذي تصفه الأمم المتحدة بأنه متواطئ في الإبادة الجماعية، في داونينغ ستريت الأسبوع الماضي لتناول الشاي. وفي المقابل، يُتهم مو شارا، الذي يندد بالإبادات الجماعية حول العالم، بأنه إرهابي".
احتجاج إسرائيلي وإجراءات دولية
تعزّز الجدل المثار حول "نيكاب" بعد مشاركته في مهرجان "غلاستونبري" الشهير بإنجلترا في حزيران/ يونيو الماضي، حيث رفعت شعارات "فلسطين حرة" ووجهت التحية لحركة "فلسطين أكشن"، ما أثار احتجاجات السفارة الإسرائيلية في لندن، التي اعتبرت الأمر "خطاب كراهية".
وفي السياق ذاته، ألغت واشنطن تأشيرات دخول أعضاء فرقة بريطانية أخرى ("بوب فيلان") بسبب هتافات مشابهة في المهرجان نفسه.