حجم الأضرار في القطاع تجاوز 53 مليار دولار - عربي 21
طرح المؤتمر الدولي السادس للأكاديمية الأوروبية للتمويل والاقتصاد الإسلامي
المقام في جامعة إسطنبول صباح الدين زعيم على مدار يومين خطة لإعادة إعمار غزة جراء
حرب الاحتلال الإسرائيلي.
وفي جلسة بعنوان "دور أدوات ومؤسسات الاقتصاد الإسلامي في إعادة إعمار
غزة"، عرض مدير عام جمعية غزة دسيك عبد الماجد العالول، خطة متكاملة لإعادة إعمار
القطاع بعد الحرب الأخيرة، مع التركيز على التنمية المستدامة وصمود المجتمع المحلي.
وأوضح العالول أن الخطة التي بدأت في بداية 2025 ترتكز على خمسة أهداف رئيسية:
تعزيز المعايير البيئية، ودعم الاكتفاء الذاتي، وتوظيف أحدث التقنيات لمواجهة التحديات،
وضع مسارات قانونية لضمان العدالة، وتعزيز التعاون المحلي والدولي لتحقيق أثر فعال
على المتضررين.
وأشار العالول إلى أن إعداد الخطة اعتمد على تقييم الاحتياجات والأضرار باستخدام
أدوات ميدانية وصور الأقمار الصناعية، والاستفادة من التجارب الدولية السابقة، كما
تم إشراك المجتمع المحلي والخبرات الدولية لضمان التكامل بين مختلف القطاعات.
وتتضمن الخطة أربع مراحل رئيسية: الإغاثة، إعادة الوضع السابق، التنمية، والوقاية،
بتكلفة إجمالية تزيد عن 80 مليار دولار، مع استهداف إنجاز إعادة الإعمار خلال خمس سنوات
بطريقة مستدامة وآمنة.
وأكد العالول أن الخطة تشمل توزيع المساعدات مباشرة دون وسطاء، وإنشاء منصات
للتعليم والعلاج عن بعد، واستثمار البنية التحتية القائمة، لتصبح غزة نموذجاً لإعادة
الإعمار المستدام في الدول العربية والإسلامية.
اظهار أخبار متعلقة
وخلال الجلسة ذاتها أكد رئيس الأكاديمية الأوروبية للتمويل والاقتصاد الإسلامي
(إيفي) المنظمة للمؤتمر أشرف دوابة، على أهمية اعتماد الاقتصاد المقاوم كأداة استراتيجية
لمواجهة التحديات العسكرية والاقتصادية والقانونية التي تواجه قطاع غزة.
وقال دوابة إن التمويل الإسلامي والمشروعات الصغيرة والمتوسطة يمكن أن تلعب
دورا محوريا في تمكين الاقتصاد المحلي وتعزيز التكافل الاجتماعي، مشددًا على ضرورة
استخدام الموارد المحلية والتكنولوجيا، وإشراك المجتمع الدولي والدوليين في دعم عملية
الإعمار.
وأضاف أن أي تأخير في إعادة البناء يؤدي إلى خسائر اقتصادية واجتماعية كبيرة،
وأن الأمل والاستثمار في القدرات الذاتية للمجتمع الإسلامي يمثلان عناصر رئيسية للتعافي.
من جانبه، قدم الباحث الاقتصادي إبراهيم الطاهر دراسة حالة حول دور الذكاء الاصطناعي
في تعظيم الجدوى الاقتصادية لإعادة الإعمار في غزة، موضحا أن حجم الأضرار في القطاع
تجاوز 53 مليار دولار وفق تقديرات البنك الدولي، وأن كل ستة أشهر من التأخير تعادل
فقدان حوالي 1 بالمئة من النمو السنوي.
وأشار الطاهر إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعزز الكفاءة في مراحل تقييم
الأضرار والتخطيط والتمويل وسلاسل الإمداد، موضحًا أن استخدام أدوات مثل نمذجة معلومات
البناء والتوأم الرقمي يقلل الانحرافات المالية والزمنية بنسبة تصل إلى 20 بالمئة،
ويخفض تكلفة التمويل الدولي بنسبة تصل إلى 15بالمئة، كما يتيح الذكاء الاصطناعي تحسين
إدارة اللوجستيات وتقليل نفقات النقل والتخزين بنسبة بين 15 و25 بالمئة، ما ينعكس مباشرة
على القوة الشرائية للسكان واستقرار المجتمع بعد النزاع.
واختتم الطاهر بتقديم مجموعة من التوصيات لتعزيز فعالية الإعمار، من بينها إنشاء
أنظمة وطنية لتقييم الأضرار باستخدام الذكاء الاصطناعي، وجعل اعتماد التوأم الرقمي
إلزاميًا في المشاريع الكبرى، وتطوير منصات شفافة لمتابعة التمويل والتنفيذ، وتدريب
الكوادر المحلية لضمان استدامة الحلول.
وتحتضن جامعة إسطنبول صباح الدين زعيم المؤتمر الدولي السادس للأكاديمية الأوروبية للتمويل والاقتصاد الإسلامي خلال يومي 26 و27 إيلول / سبتمبر 2025،بمشاركة خمسين باحثاً من عشرين دولة لبحث التجارب الإسلامية في إعادة الإعمار والتنمية المستدامة في مناطق النزاعات والكوارث.