كشفت دراسة أمريكية
حديثة أن العادات الغذائية، وخاصة الإفراط في تناول الكحوليات والمشروبات المحلاة بالسكر،
قد تكون مرتبطة بشكل مباشر بزيادة معدلات
تساقط الشعر، بينما أظهرت النتائج أن الالتزام
بتناول كميات كافية من الحديد وفيتامين (د) يسهم في تعزيز نمو الشعر بصورة صحية.
وقالت خبيرة التغذية
في مركز كليفلاند كلينك الطبي بالولايات المتحدة، جوليا زومبانو، إن هذه النتائج "ليست
مفاجئة، فالمغذيات تؤدي دوراً أساسياً في الحفاظ على صحة الشعر، وأي خلل فيها ينعكس
سلباً على البصيلات".
وأشارت زومبانو في
تصريحات لموقع Health المتخصص في الأبحاث الطبية، إلى أن الدراسة
“تساعد في رسم صورة أوضح للمغذيات الرئيسية التي يجب التركيز عليها للحفاظ على نمو
طبيعي للشعر”.
وبحسب ما نشره الفريق
البحثي، فقد اعتمدت النتائج على تحليل 17 دراسة علمية سابقة أجريت في مناطق مختلفة
من العالم، وشملت أكثر من 61 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 7 و77 عاماً، كان 97% منهم
من النساء.
وأظهرت التحليلات أن
استهلاك الكحوليات والمشروبات السكرية يمكن أن يؤثر سلباً على الميكروبيوم المعوي
– أي البكتيريا والفطريات النافعة التي تعيش في الجهاز الهضمي – وهو ما يؤدي بدوره
إلى إضعاف امتصاص الجسم للعناصر الغذائية الضرورية لنمو الشعر.
وأضافت زومبانو أن
الأشخاص الذين يستهلكون هذه المشروبات بكثرة “قد يقللون في الوقت نفسه من تناول الأغذية
الصحية، مما يفاقم مشكلة ضعف التغذية ويؤثر على قوة الشعر وكثافته”.
اظهار أخبار متعلقة
وفي المقابل، شددت
الدراسة على أهمية بعض المغذيات الدقيقة مثل فيتامين (د)، الذي يُعد أساسياً لتكوين
الخلايا التي تتحول إلى بصيلات شعر جديدة، إلى جانب الحديد الذي يساعد على توصيل الأكسجين
إلى تلك البصيلات، ما يحافظ على نشاطها ويحفّز نمو الشعر.
ويرى الباحثون أن نتائج
هذه الدراسة قد تسهم في تطوير برامج توعية غذائية تستهدف الوقاية من تساقط الشعر، خاصة
بين النساء اللواتي يمثلن الشريحة الأكبر المتأثرة بالمشكلة. كما قد تساعد الأطباء
وأخصائيي التغذية في تصميم خطط علاجية تشمل تعديلات في النظام الغذائي إلى جانب العلاجات
التقليدية لتساقط الشعر.
وتشير التقديرات إلى
أن نحو 40 بالمئة من النساء حول العالم يعانين من درجات متفاوتة من تساقط الشعر مع
التقدم في العمر، وهو ما يجعل العوامل الغذائية – إلى جانب العوامل الوراثية والهرمونية
– جزءاً محورياً في التعامل مع هذه الظاهرة.