كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية، استنادا إلى وثائق مسرّبة اطّلعت عليها، أن رئيس الوزراء البريطاني السابق، بوريس جونسون، قد ضغط سرّا على مسؤولين في
الإمارات من أجل دعم مشروع تجاري خاص بقيمة مليار دولار، في خطوة يُشتبه أنها قد تمثل خرقا للقواعد الأخلاقية التي تحظر على الوزراء السابقين استغلال اتصالاتهم الحكومية لأغراض تجارية.
وأظهرت الوثائق أنّ: "لوبي يضم ممثلا لصناعة السجائر الإلكترونية، وناشطا بارزا في حملة "غادر" (بريكست)، ومصرفيا نمساويا، سعى مطلع عام 2024 لإقناع حكام أبوظبي بتمويل المشروع، عبر الاستعانة بجونسون كواجهة ذات نفوذ".
وتشير "ملفات بوريس" التي اطّلعت عليها الصحيفة، إلى أنّ: "رئيس الوزراء السابق قد استغل علاقاته التي بناها خلال سنواته في المنصب، لتعزيز فرص هذا المشروع، الذي تعود فكرته إلى شركة غير معروفة تدعى "بيا أدفايزري" تعنى بـ"حلول تمويل المناخ".
وبحسب الوثائق، كان الهدف هو إقناع صندوق "مبادلة" السيادي الإماراتي، البالغ حجمه 300 مليار دولار، برعاية المشروع، في وقت كانت أبوظبي تسعى لتلميع صورتها الخضراء عقب استضافتها قمة المناخ 2023. وذكرت الملفات أنّ: "جونسون كان يعرف خلدون المبارك، رئيس "مبادلة"، منذ فترة توليه منصب رئاسة الحكومة".
اظهار أخبار متعلقة
وتوضح التسريبات أن جونسون ومساعدته شيلي ويليامز-ووكر، التي عملت مديرة لعملياته في داونينغ ستريت، كانا سيحصلان على حصص كبيرة من أسهم الشركة تصل إلى 44%، فيما توزعت النسبة الباقية على شركاء آخرين، بينهم مستشار شؤون عامة دافع عن صناعة السجائر الإلكترونية، ورجل علاقات عامة شارك في حملة "بريكست".
وتضيف الوثائق أنّ: "جونسون حصل أيضا على 350 ألف دولار مقابل خطاب ألقاه في مؤتمر نظمته شركة طاقة مرتبطة بـ"مبادلة"، في حين طُلب منه أن يمتدح رئيس شركة النفط الوطنية الإماراتية الذي ترأس قمة المناخ 2023. وأظهرت مسودات مراسلات أن جونسون حاول عرض مشروع "بيا أدفايزري" على خلدون المبارك مباشرة، بينما لم تكن الهيئة الرقابية البريطانية (Acoba) قد وافقت على عمله بعد، ما أثار مخاوف بشأن خرق محتمل للقوانين".
وفي السياق نفسه، أشارت الصحيفة إلى أنّ: "مكتب جونسون، المسجل كشركة محدودة، كان يتلقى تمويلا من أموال دافعي الضرائب ضمن مخصصات "PDCA" الخاصة بتغطية الأنشطة العامة لرؤساء الوزراء السابقين، ما يثير تساؤلات حول احتمال إساءة استخدام تلك الأموال".
ورد جونسون قائلا: "هذه القصة هراء. لقد استُخدم الـPDCA بالكامل وفقا للقواعد. على الغارديان أن تغيّر اسمها إلى برافدا". لكنه رفض الرد على أسئلة تتعلق بمشروع "بيا أدفايزري". فيما أشارت "الغارديان" إلى أنّ: "سياسيين من حزب العمال والحزب الديمقراطي الحر دعوا لفتح تحقيق في أنشطة جونسون، خصوصا بعد تقارير سابقة عن تعاملاته مع السعودية وفنزويلا".
اظهار أخبار متعلقة
وأكدت أن جونسون سافر في نيسان/ أبريل 2024 إلى أبوظبي على متن طائرة تابعة لـ"الاتحاد للطيران" بينما كان مساعدوه يتعاملون مع استفسارات هيئة الرقابة بشأن دوره.
كما كشفت الرسائل المسرّبة أنّ: "فريق جونسون كان منزعجا من تأخر موافقة Acoba، وأن مساعدته أعادت صياغة رسالة للمبارك "لتكون أكثر بوريسية". وأفادت بأن الشركاء كانوا يخططون لطلب منحة أولية بقيمة 10 ملايين يورو لتغطية التكاليف، مع عوائد متوقعة نسبتها 2.5%، رغم أن الشركة لم تكن تملك سجلا في إدارة مبالغ ضخمة".
وأوضحت الصحيفة أنّ: "مآل المشروع غير معروف حتى الآن، مؤكدة أنها سألت جونسون عن المكاسب المالية التي حققها من هذه الأنشطة، لكنه لم يجب".