سياسة دولية

خلافات داخلية تعطل مواقف الاتحاد الأوروبي ضد الاحتلال الإسرائيلي.. رغم تصاعد جرائمها

كالاس: انقسام داخل الاتحاد الأوروبي يحول دون اتخاذ إجراءات ضد "إسرائيل"- جيتي
كالاس: انقسام داخل الاتحاد الأوروبي يحول دون اتخاذ إجراءات ضد "إسرائيل"- جيتي
قالت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، كايا كالاس، الثلاثاء، إنّ: "الخلافات بين الدول الأعضاء تمنع بروكسل من اتخاذ إجراءات عملية ضد ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، رغم حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة هناك".

وجاءت تصريحات كالاس خلال جلسة للبرلمان الأوروبي، بعنوان: "غزة عند نقطة الانهيار.. تحرك الاتحاد الأوروبي لمكافحة المجاعة، وإطلاق سراح الأسرى، والحاجة إلى المضي قدما نحو حل الدولتين".

وأوضحت أنّ: "الانقسام بين الدول الأعضاء هو ما حال دون تحرك جماعي"، مضيفة أنّ: "بعض الحكومات الأوروبية تمضي حاليا في مبادرات منفردة، تشمل الاعتراف بدولة فلسطين أو فرض عقوبات على الاحتلال الإسرائيلي".


خيارات مطروحة وتعطيل سياسي
كشفت كالاس أنّ: "المفوضية الأوروبية أعدّت قائمة بالخيارات الممكنة للضغط على الحكومة الإسرائيلية، بينها تعليق مشاركة تل أبيب في برنامج "أفق أوروبا" العلمي (2021-2027)". وأضافت بأنّ: "هذه الخطوة لم تحظَ حتى الآن بالدعم الكافي داخل المجلس الأوروبي".

كذلك، أشارت إلى أنّ: "الاتحاد يجري حاليا تقييما شاملا -بطلب من هولندا- بشأن امتثال الاحتلال الإسرائيلي للمادة الثانية من اتفاقية الشراكة المبرمة معها، والتي تنص على ضرورة احترام حقوق الإنسان كشرط للتعاون".

وقالت: "أعتقد أننا يجب أن نواصل جهودنا الدبلوماسية مع الحكومة الإسرائيلية، لأنه إذا لم نتحدث فلن نصل إلى أي مكان".

اظهار أخبار متعلقة


مواقف أوروبية متباينة
ويذكر أن هناك العديد من التصريحات المتباينة لعدد من وزراء خارجية الاتحاد:

إسبانيا: أعلن وزير الخارجية، خوسيه مانويل ألباريس، أنّ: "بلاده قدّمت خطة عمل تشمل فرض حظر على تصدير أسلحة للاحتلال الإسرائيلي، وتوسيع قائمة العقوبات بحقها، داعيا إلى تعليق كامل للاتفاقية الأوروبية معها". وقال: "لا يمكننا الاستمرار في الوقوف بلا تحرك.. الاتحاد الأوروبي لم ينجز شيئا، ووقت الكلمات انتهى ويجب التحرك بالأفعال".

ألمانيا: شدد وزير الخارجية يوهان فاديفول على أنّ: "برلين تطالب الاحتلال الإسرائيلي باحترام المبادئ الإنسانية في قتالها ضد حركة حماس، وأعلن رفض بلاده خطط احتلال غزة".

هولندا: كشف وزير الخارجية كاسبار فيلدكامب أنّ: بلاده أرسلت رفقة السويد رسالة إلى الاتحاد تدعو للضغط على الاحتلال الإسرائيلي وحماس للتوصل إلى اتفاق في غزة، مؤكدا أن هولندا ستقترح فرض حظر على استيراد منتجات المستوطنات بالضفة الغربية.

أيرلندا: وجه وزير الخارجية، سيمون هاريس، خطابا شديد اللهجة للاتحاد، قائلا: "إذا لم نفرض عقوبات على إسرائيل الآن فمتى؟"، مؤكدا أنّ: "منظمات دولية أثبتت وقوع أفعال إبادة جماعية في غزة وأن الإدانات لم تعد كافية".

النمسا: أعلنت وزيرة الخارجية، بيت ريزينغر، أنّ: بلادها تسعى لاتخاذ إجراءات ملموسة ضد المستوطنين المتطرفين تشمل فرض عقوبات محددة، مشيرة إلى أنّ: "الوضع الإنساني في غزة كارثي ويستدعي تدخلا عاجلا".

الدانمارك: قال وزير الخارجية، لارش لوكه راسموسن، إنّ بلاده مستعدة لفرض عقوبات على وزراء في حكومة بنيامين نتنياهو ومنع تصدير منتجات المستوطنات، فيما اتهمت رئيسة الوزراء مته فريدريكسن حكومة تل أبيب بأنها "تتنصل من مسؤولياتها" ولا تبدي أي مؤشرات على تغيير مسارها.

سلوفينيا: أوضحت وزيرة الخارجية تانيا فايو أن بلادها اتخذت بالفعل إجراءات ضد الاحتلال الإسرائيلي، بينها منع دخول وزراء إسرائيليين وحظر التعامل التجاري وتصدير الأسلحة، مؤكدة أنها ستطالب بخطوات أوروبية أكثر صرامة.

النرويج: (ليست عضوا في الاتحاد لكن شريكة في السياسات الأوروبية) شدد وزير الخارجية، إسبن بارث، على ضرورة تقديم "دعم قوي لبناء دولة فلسطينية، وإنهاء الحرب، وإدخال المساعدات، والضغط على الاحتلال الإسرائيلي".

اظهار أخبار متعلقة


وتأتي هذه المواقف الأوروبية في ظل استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي الأهوج على غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بدعم أمريكي مباشر، والذي خلّف حتى الآن 64 ألف و605 شهداء وأكثر من 163 ألف و319 جريحا معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب مئات آلاف النازحين.

كما أدّت المجاعة التي تسببت بها الحرب والحصار إلى استشهاد 399 فلسطينيا، بينهم 140 طفلا، وفق إحصاءات فلسطينية رسمية.

وعلى الرغم من هذه الأرقام الكارثية، لا يزال الاتحاد الأوروبي عاجزا عن اتخاذ موقف موحد تجاه الاحتلال الإسرائيلي، وسط خلافات داخلية تعكس تباينا بين دول تدفع باتجاه العقوبات والاعتراف بالدولة الفلسطينية، وأخرى تتمسك بخطاب دبلوماسي يفتقر لأي أدوات ضغط فاعلة.
التعليقات (0)