وقع الرئيس
الأمريكي دونالد
ترامب، أمرا رئاسيا يقضي بتغيير اسم وزارة الدفاع إلى "وزارة
الحرب"، جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده بالبيت الأبيض، الجمعة، أوضح فيه أن
الإدارة الأمريكية اتخذت خطوة جديدة ضمن إعادة هيكلة
البنتاغون، وأشار ترامب، إلى
أنه سيطلب من الكونغرس إجراء التعديلات القانونية اللازمة لاعتماد القرار.
وقال ترامب: "لقد فزنا في الحرب العالمية
الأولى (1914-1918)، وفزنا في الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، وقبلها وبعدها
ربحنا كل شيء. ثم غيّرنا اسم الوزارة إلى وزارة الدفاع، أما الآن نعيد تسميتها
بوزارة الحرب"، ووجه كلامه للصحفيين في المكتب البيضاوي، قائلا: "أعتقد
أن هذا يُرسل رسالة نصر، إنه تغيير بالغ الأهمية لأنه موقفٌ ثابت".
اظهار أخبار متعلقة
ورجح ترامب أن
يُنجز المسؤولون عملية إعادة البنتاغون إلى اسمه الأكثر جرأة الذي كان يحمله
سابقًا في غضون أسبوع تقريبًا، ولطالما أعرب هو ووزير الدفاع بيت هيجسيث - الذي
تعهد باستعادة روح المحارب في الوزارة - مرارًا وتكرارًا عن أسفهما لتغيير الاسم،
الذي حدث بعد الحرب العالمية الثانية.
من الناحية
الفنية، لا يملك الرئيس السلطة القانونية لتغيير اسم الوزارة بشكل مُلزم، ويتطلب
الأمر قرارًا من الكونغرس لتغيير الاسم إلى
وزارة الحرب، فيما ذكرت قناة فوكس نيوز
أن ترامب صرّح بأنه قادر على إجراء التغيير دون الحاجة إلى موافقة الكونغرس، وإذا
اتضح أنه يحتاج إلى موافقة الكونغرس، فإنه واثق من أن المشرعين سيدعمونه على أي
حال.
وخاطب ترامب،
وزير الدفاع
بيت هيغسيث، الذي كان حاضرا في القاعة قائلا: "سأبدأ من الآن
بمناداتك بلقب وزير الحرب"، ليرد هيغسيث، قائلا:" إن الكلمات مهمة وأننا
لم نفز بحرب كبرى منذ أن أصبحنا وزارة الدفاع"، مستدركا بالقول:" هذا لا
يعني التقليل من شأن مقاتلينا، سواءً في الحرب الكورية أو حرب فيتنام أو جيلنا في
العراق وأفغانستان، بل هو اعترافٌ بأن تغيير الاسم هذا لا يقتصر على إعادة
التسمية، بل يهدف إلى الاستعادة، وتحديد لهجة هذا البلد".
وأضاف وزير الحرب
بيت هيغسيث:" ستقاتل وزارة الحرب بحسم من أجل الفوز، لا من أجل الخسارة،
سنعتمد أسلوب الهجوم، لا الدفاع فقط، بأقصى قوة فتك، لا بقانونية فاترة، ولا
بتأثير عنيف، سنُنشئ محاربين، لا مدافعين فقط"، وفق ما نقله
موقع نيوز ويك
الأمريكي.
وتعرضت خطط
تغيير الاسم لبعض الانتقادات من الديمقراطيين، حيث قالت السيناتور تامي داكوورث
(ديمقراطية عن ولاية إلينوي)، التي فقدت ساقيها في حادث تحطم مروحية خلال حرب
العراق، لرويترز: "لماذا لا نُخصّص الأموال التي ستنفق لأجل التغيير، لدعم
عائلات العسكريين أو لتوظيف دبلوماسيين يُسهمون في منع نشوب الصراعات من الأساس"، من جانبه، قال
السيناتور الأمريكي آندي كيم إن إعادة التسمية فكرة طفولية، مضيفا: "يريد
الأمريكيون تجنب الحروب، ليس الترويج لها"، أما النائب في الكنجرس عن الحزب الجمهوري برايان بابين، فقد كتب ساخرا على منصة "أكس": بايدن أعطانا ضمائر في البنتاغون، وترامب أعطانا وزارة الحرب، أيّهما سيُرعب الصين أكثر؟".
وفي حديث نقلته
فرانس 24، تشير الصحافية هبة القدسي، مديرة مكتب جريدة الشرق الأوسط بواشنطن، إلى
أن الديمقراطيين في الولايات المتحدة يتساءلون عن سبب تغيير اسم الوزارة، والذي لا
يجدون مبررا له "على اعتبار أن بلادهم ليست في حالة حرب، ولا حتى حرب
باردة"، فيما يفترض أن إدارة ترامب تسعى إلى انهاء الحروب، بل ويسعى إلى نيل
جائزة نوبل للسلام، ولا يجد هؤلاء تفسيرا سوى الاستعراض وإظهار القوة، وفق
الصحافية.
من جهتهم، قال
باحثون في منتدى صنع السياسات، إن "الخطوة شكلية" لكنها وعلى الرغم من
ذلك لا تقلل من رسائلها ذات الطابع العسكري، وتشير إلى أنها جاءت كتعويض عن عجز
ترامب عن القيام بـ"تغييرات جذرية وعد بها منذ بداية ولايته"، إذ يرغب ترامب
في أن يترك إرثا ليتم تذكره بعد عشرات السنين بأنه الرئيس الوحيد الذي قام بتغيير
هذه المؤسسات العريقة.
ويرى الديمقراطيون
أن ترامب يحاول كسب مزيد من الثقة ودعم أنصاره من حركة "ماغا" من خلال
هذه الخطوة التي أيدها الجمهوريون بشكل كبير، أما بعض الخبراء فقد لفتوا الانتباه
إلى أن توقيت التوقيع وتغيير الاسم، جاء في أعقاب استعراض الصين العسكري في 3 أيلول/سبتمبر
بحضور الرئيس الصيني ونظيريه الروسي والكوري الشمالي "ضد الهيمنة
الأمريكية"، والذي عده ترامب تأمرًا على الولايات المتحدة، خاصة وأن آخر استعراض
أمريكي جرى في ألاسكا، خلال لقاء ترامب بالرئيس الروسي بوتين، لم يعط انطباعا
بالقوة بل أظهر الولايات المتحدة كـ دولة مرتبكة.
حيث يظهر التوقيت
استعداد واشنطن للرد على أي تهديد، وأنها "رسالة مبطّنة لكل خصوم الولايات
المتحدة، رغم ما ستسببه من نفور لدى حلفاء واشنطن الذين سيرون في الإجراء بأن
أمريكا تمضي باتجاه رفض دورها الدفاعي وتجنب الحروب، وباتت تتحول إلى لعب دور أكثر
عدائية.
اظهار أخبار متعلقة
يذكر أن عام
1949 سميت بوزارة الدفاع لمنع الحروب في "العصر النووي، وأنشئت "وزارة
الحرب" الأمريكية في العام 1789 في عهد الرئيس جورج واشنطن، وظلّت تعرف
باسمها هذا حتى عام 1949، عندما أطلق الرئيس الأمريكي حينها، هاري ترومان، على
الوزارة تسمية "وزارة الدفاع"، وكان الهدف من تغيير الاسم، منح رئيس
البنتاغون صلاحيات مركزية أكبر على مختلف قوات الجيش، وخاصة البحرية، التي كانت
تتمتع باستقلالية كبيرة حتى نهاية الحرب العالمية الثانية.
وقد تم اختيار
اسم "وزارة الدفاع" للإشارة إلى أن الولايات المتحدة في العصر النووي
تركز على منع الحروب، وهو ما أشار إليه ترامب بالقول إنه تم تغيير الاسم ليكون
"صائبا سياسيا"، وذلك عندما تطرق إلى إمكانية تغيير التسمية.