أعلن رئيس أركان جيش
الاحتلال الإسرائيلي، إيال
زامير، الأربعاء، رسميا بدء عملية عسكرية جديدة تحت مسمى "
عربات جدعون 2"، تهدف إلى احتلال كامل مدينة
غزة بعد تطويقها وتهجير سكانها.
وقال زامير في بيان للجيش عقب جولة ميدانية في القطاع رافقه خلالها قادة المنطقة الجنوبية والفرقة 162 ولواء غفعاتي ولواء 401 ولواء المدفعية 215: "انطلقنا إلى المرحلة الثانية من عملية عربات جدعون لتحقيق أهداف الحرب".
يأتي إعلان زامير بعد أسابيع من وصف جيش الاحتلال مدينة غزة بـ"منطقة قتال خطيرة"، وتنفيذ غارات وعمليات نسف واسعة أوقعت آلاف الضحايا ودمارا هائلا.
وكشفت القناة 12 العبرية في وقت سابق عن وثيقة داخلية اعترف فيها الجيش بفشل عملية "عربات جدعون" الأولى (16 أيار/مايو الماضي – 6 آب/أغسطس الماضي) في تحقيق أهدافها المعلنة، وعلى رأسها القضاء على
حماس واستعادة الأسرى.
وبحسب صحيفة "معاريف"، يستعد الجيش لاستدعاء نحو 60 ألف جندي احتياط، سيخضعون لدورات تنظيمية وتدريبية قبل الدفع بهم لتعويض النقص في الشمال، أو للمشاركة المباشرة في العمليات داخل غزة وتعزيز الوجود العسكري بالضفة الغربية.
تطويق المدينة وتهجير السكان
ميدانيا، بدأت الفرقتان 99 و162 بتطويق غزة، حيث تتقدم الفرقة 162 من الشمال، فيما تتولى الفرقة 99 السيطرة على أحياء الزيتون والصبرة. وتخطط قيادة الاحتلال لفتح ممر جنوبي غربي لإجلاء السكان قسرا نحو مناطق "إنسانية" في مواصي وجنوب القطاع، تمهيدا لمرحلة تجريف الأراضي.
ويأتي ذلك بينما يغلق الاحتلال الإسرائيلي منذ 2 آذار/مارس الماضي جميع المعابر المؤدية إلى غزة، ما أدخل القطاع في مجاعة خانقة، رغم تكدس شاحنات المساعدات على الحدود. وسمحت تل أبيب قبل نحو شهر بدخول كميات محدودة من الإغاثة "لا تلبي الحد الأدنى"، فيما تتعرض الشحنات لعمليات نهب متكررة من عصابات محلية تقول حكومة غزة إنها "تحظى بحماية إسرائيلية".
اظهار أخبار متعلقة
تزامنت تصريحات زامير مع انتقادات وزارية لطريقة إدارة الجيش للحرب. وخلال اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت)، طالب نتنياهو بوقف ما وصفه بـ"المؤتمرات الإعلامية للجيش"، معتبرا أنها تضر بـ"التماسك الداخلي".
وبحسب تسريبات عبرية، فقد حذّر الجيش سابقا من أن احتلال مدينة غزة قد يعرّض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر، ولن يحقق حسما عسكريا إلا في حال احتلال القطاع كاملا وفرض حكم عسكري شامل.
ورغم ذلك، قرر المجلس الوزاري المضي بخيار الاحتلال بدلا من صفقة تبادل، في ظل دعم رئيس الموساد ديدي برنياع للمقترح الذي قدمته حماس باعتباره "الخطة الوحيدة الواقعية".
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، يواصل الاحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي حرب إبادة ضد غزة، شملت القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة قرارات الأمم المتحدة وأوامر محكمة العدل الدولية.
وبحسب إحصاءات فلسطينية رسمية، فقد خلّفت الحرب حتى الآن أكثر من 63 ألف و700 شهيداً و161 ألف جريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، إلى جانب 9 آلاف مفقود، في حين يواجه مئات الآلاف ظروف نزوح قاسية ومجاعة أودت بحياة 367 شخصاً، بينهم 131 طفلاً.
إضافة إلى 9 آلاف مفقود تحت الأنقاض أو في الطرقات حيث تعجز فرق الإسعاف عن الوصول، فيما نزح مئات الآلاف قسرا وسط أوضاع إنسانية "غير مسبوقة".