ملفات وتقارير

الصين تطلق "مبادرة الحوكمة العالمية" لتعزيز العدالة الدولية ودور الأمم المتحدة

أعلنت الصين أنها ستواصل العمل مع الأطراف الدولية لتنفيذ المبادرة، مع التركيز على السلام والأمن والتنمية والعدالة، ودعم دور الأمم المتحدة المركزي..
أعلنت الصين أنها ستواصل العمل مع الأطراف الدولية لتنفيذ المبادرة، مع التركيز على السلام والأمن والتنمية والعدالة، ودعم دور الأمم المتحدة المركزي..
أصدرت وزارة الخارجية الصينية ورقة مفاهيمية شاملة لمبادرة الحوكمة العالمية، تزامنًا مع الذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة، تهدف إلى إعادة صياغة نظام الحوكمة الدولية على أسس من القانون الدولي والتعددية الحقيقية والسلام والتنمية المشتركة، بحسب نص الورقة الكامل الصادر عن بكين.

وأوضحت الورقة أن المبادرة تمثل جزءًا من جهود الصين لتعزيز مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، والاستجابة لاحتياجات تنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة، ومبادرات التنمية والأمن العالمية، وتعزيز التعاون بين دول الجنوب ضمن مشروع الحزام والطريق.

وتأسست الأمم المتحدة في عام 1945 بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، بهدف منع نشوب صراعات كبرى وتعزيز السلم والأمن الدوليين. وقد جاء إنشاؤها نتيجة لتجارب مأساوية شهدها العالم من خلال الحربين العالميتين، لتصبح منذ ذلك الحين المركز الأساسي للحوار الدولي وصنع القرارات الجماعية بشأن قضايا السلم، الأمن، التنمية، وحقوق الإنسان، وتشكل مرجعية رئيسية لمبادرة الحوكمة العالمية الصينية.

مفاهيم المبادرة الأساسية

ـ التمسك بالأمم المتحدة كمركز للحوكمة العالمية: أكدت الورقة على ضرورة احترام دور ومكانة الأمم المتحدة في إدارة القضايا الدولية، وأن تكون المنظمات والمؤسسات الدولية ملتزمة بالحوكمة على أساس الأمم المتحدة.

ـ السيادة على القانون الدولي: شددت المبادرة على التزام الدول بمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، مع رفض المعايير المزدوجة والسياسات الانفرادية، والعمل على المساواة في التطبيق الدولي.

ـ السلم والأمن المشتركين: أوضحت بكين أن الحوكمة العالمية لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال تعزيز التعاون الدولي في السياسات الأمنية، ومعالجة النزاعات الإقليمية، ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، ومكافحة الإرهاب الدولي، وحماية الأمن السيبراني.

ـ التنمية المشتركة: ركزت الورقة على ضرورة دفع التنمية المستدامة، ومعالجة الفقر والفجوات التنموية، وضمان الأمن الغذائي والطاقة والموارد، بما يتماشى مع أهداف الأمم المتحدة 2030.

ـ تحقيق نتائج ملموسة: أكدت الصين أن اجتماعات الحوكمة العالمية ليست غاية بحد ذاتها، بل وسيلة لمعالجة التحديات الدولية وتحقيق نتائج ملموسة تلبي تطلعات الشعوب.



وتأتي المبادرة في وقت تشهد فيه الصين نموًا اقتصاديًا مستمرًا ونفوذًا دوليًا متصاعدًا، إذ تعتبر اليوم ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وتلعب دورًا رئيسيًا في ملفات الأمن، التنمية، والتجارة الدولية. وقد مكنتها قوتها الاقتصادية والسياسية من تعزيز موقعها كفاعل رئيسي في صياغة السياسات الدولية والمبادرات العالمية، سواء عبر الأمم المتحدة أو من خلال مشاريعها مثل الحزام والطريق ومبادرات التنمية العالمية.

وأعلنت الصين أنها ستواصل العمل مع الأطراف الدولية لتنفيذ المبادرة، مع التركيز على السلام والأمن والتنمية والعدالة، ودعم دور الأمم المتحدة المركزي، وزيادة تمثيل الدول النامية في المنظومة الدولية، والمساهمة في بناء نظام عالمي أكثر إنصافًا وعدلاً.

وتمثل المبادرة خطوة استراتيجية صينية لتوسيع نفوذها الدولي، ولتعزيز موقفها كفاعل رئيسي في صياغة مستقبل الحوكمة العالمية، في وقت يشهد النظام الدولي تحديات متعددة على صعيد الأمن والتنمية وتعدد المراكز الدولية.

اظهار أخبار متعلقة


التعليقات (0)

خبر عاجل