قال خبراء إن الاحترار
الناجم عن التغيرات المناخية، بات يشكل مصدر إزعاج لرحلات
الطيران، لتسببه في
زيادة الاضطرابات الجوية والمطبات الهوائية، وما يرافقه من
خوف وانزعاج وحتى
إصابات للمسافرين.
وأرجع تحليل معمق لعدد
من الباحثين في جامعات عالمية، بالطقس والميكانيكا الجوية، هذه الزيادة في بعض
المناطق إلى ارتفاع انبعاثات الغازات المسببة للاحترار.
اظهار أخبار متعلقة
وخلصت دراسة نشرتها
جامعة ريدينغ عام 2023 إلى أن فصول الشتاء تشهد زيادة بنحو 9 في المئة في
اضطرابات الهواء الصافي المعتدلة في شمال الأطلسي، بينما تشهد فصول الصيف زيادة
بنسبة 14 في المئة، في مقابل كل درجة مئوية من ارتفاع درجة حرارة السطح.
لطالما كان الشتاء
أسوأ موسم للاضطرابات الجوية، لكن الاحترار المناخي بات يفــاقم مطبات الهواء
الصافي في الصيف والخريف، مما يضيق هذه الفجوة. ليست الرياح الغربية وحدها
المتأثرة بالتغير المناخي، إذ يسهم أيضا في تفاقم العواصف الرعدية.
ونستعرض في التقرير
التالي جانبها من أبرز ما نعرفه عن المطبات الهوائية، وتسببها في إصابات بحوادث
مختلفة للركاب داخل الطائرات.
ما هي المطبات؟
تعتبر
المطبات الجوية
عبارة عن اضطرابات مفاجئة في حركة الهواء، تحدث تغيرات سريعة في الرياح وحركتها
بمحيط الطائرة، وقد ترتبط بالحمل الحراري داخل السحب الرعدية، أو أمواج الجباليا،
أو اضطراب الهواء الصافي.
وتصنف شدة المطبات
الجوية، وفق معيار تبدد الدوامة المعتمد دوليا، من المنظمة الدولة للطيران المدني،
ومنظمة الأصاد العالمية، بدرجات، الخفيفة 0.10–0.20، ومتوسطة عند 0.20 فأعلى،
وشديدة عند 0.45 فأعلى.
وتنقسم المطبات إلى 3
أنواعه، هي مطبات الحمل الحراري داخل أو قرب السحب الركامية والعواصف الرعدية،
ويمكن رصدها بالرادار الجوي، ومطبات ميكانيكية فوق سلاسل الجبال بسبب أمواج الجبال
والدوامات الهابطة، ومطبات الهواء الصافي قرب التيارات النفاثة في طبقات الطيران، وهي
الأخطر لأن الطيارين والركاب لا يرون مؤشرا بصريا يسبقها.
تصاعد في الحدة
ووفقا لأبحاث حديثة،
تصاعدت اضطرابات الهواء الصافي، حول العالم، خلال العقود الماضية، وتحديدا، بات الاضطرابات
شديدة في شمال المحيط الأطلسي، بنسبة زيادة 55 بالمئة بين أعوام 1979-2020، مع
زيادات أيضا في قارات أوروبا وأمريكا الشمالية، وفوق الدول العربية.
رعب المسافرين جوا
وتشكل المطبات الجوية،
أحد أبرز مصادر الرعب للركاب وطاقم الطائرة خاصة المضيفين منهم، وحدوثها يدخل
الكثيرين في نوبات هلع وصراخ داخل الطائرة، بسبب الاهتزازات المفاجئة التي تحصل والتي
في حال كانت عنيفة قد تسقط الكثير من الأمتعة وتتسبب بفوضى خلال الرحلة الجوية.
وتوحي المطبات الجوية
للركاب أن الطائرة على وشك الوقوع، رغم أن الأضرار بالمجمل تكون نفسية على الركاب،
والأضرار الهيكلية على جسم الطائرة نادرة الحدوث.
وتجرى اختبارات قاسية
للطائرات عند صناعتها وقبل إدخالها إلى الخدمة، لتحمل أقسى درجات المطبات الجوية،
وعوامل الطقس خلال الطيران.
حوادث لا تنسى
وسجلت وفاة مسافرة
وإصابة العديد من الركاب، خلال رحلة لشركة يونايتد إيرلاينز الأمريكية، في كانون أول/ديسمبر
1997، فوق المحيط الهادي، بعد تعرض طائرة جامبو لمطبات عنيفة.
وأثناء رحلة سنغافورة
للطيران، في أيار/مايو 2024، تعرضت طائرتها البوينغ 777 لاضطرابات جوية في
ميانمار، أدت إلى وفاة راكب مسن، وأصيب العشرات جراء المطبات العنيفة، واضطرت
الطائرة للهبوط في العاصمة التايلاندية بانكوك.
وخلال رحلة إير
يوروبا، في تموز/يوليو من العام ذاته، بين مدريد ومونتفيديو، هزت المطبات الجوية،
الطائرة، وأصيب نحو 40 من الركاب، ووقعت فوضى عارمة داخل الطائرة وتساقطت الأمتعة
على رؤوسهم، وجرى تحويل الرحلة إلى البرازيل.
وفي العام ذاته كذلك،
في أيار/مايو، أصيب 12 مسافرا في طائرة للخطوط القطرية، في الأجواء التركية، بعد
مواجهتها مطبات جوية، لكنها هبطت بسلام في دبلن.
وأصيب 25 مسافرا هذا
العام، بسبب مطبات جوية شديدة، في رحلة لطيران دلتا إيرلاينز، وجرى تحويل الرحلة
على الفور، إلى مينابوليس في الولايات المتحدة.
سبل الحماية من المطبات
يعكف خبراء على تحسين
مسارات الرحلات الجوية، لتجنب مناطق الاضطرابات، وتحسين دقة التنبؤات، لكن شركات طيران
تعمل على استراتيجيات تتضمن زيادة استخدام حزام الأمان داخل الطائرة، من خلال
إيقاف خدمة المقصورة مبكرا.
اظهار أخبار متعلقة
ويجري اختبار تقنيات
واعدة، من بينها الرادار الذي يصدر أشعة ليزر في الغلاف الجوي لرصد التغيرات
الطفيفة في كثافة الهواء وسرعة الرياح، كذلك يعد خفض انبعاثات غازات الدفيئة أمرا
بالغ الأهمية.
ويعد الطيران مسؤولا
عن نحو 3,5 في المئة من الاحترار المناخي الناجم عن أنشطة الإنسان، وتستكشف شركات
الطيران أنواعا أنظف من الوقود، لكن التقدم المحرز كان "مخيبا للآمال"،
وفقا للاتحاد الدولي للنقل الجوي.