"زنزانة VIP".. ساركوزي يبدأ تنفيذ حكم السجن (صور)

دخل الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، أحد أبرز وجوه اليمين في بلاده، إلى سجن "لا سانتيه" بوسط باريس، ليبدأ تنفيذ حكم بالسجن خمس سنوات، في سابقة لم تشهدها فرنسا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

وبحسب صحيفة ذا تايمز البريطانية أن قرار القضاء الفرنسي، الذي نفذ بهدوء، وضع البلاد أمام لحظة تاريخية نادرة، إذ لم يسجن أي رئيس سابق منذ فيليب بيتان عام 1945، ورغم محاولات التعتيم على تفاصيل عملية التسليم، تسربت صور ومعلومات أكدت أن ساركوزي يقضي أيامه الأولى داخل قسم خاص بكبار الشخصيات " VIP " أُنشئ لحماية السجناء من ذوي الملفات الحساسة.

وتحتوي الزنزانة التي وصفت بأنها "مؤقتة"، على سرير معدني ودُش وثلاجة صغيرة وتلفاز، ووفق ما أوردته ذا تايمز البريطانية، فإن الرئيس الأسبق سيتلقى معاملة مطابقة للقانون دون أي امتيازات سياسية أو شخصية، على أن يُسمح له بزيارتين أسبوعيتين.

وأعلن محامو ساركوزي تقديم طلب استئناف، معتبرين أن الحكم " قاسٍ ومُسيّس"، فيما وصف مقربون منه ما يجري بأنه "إهانة لرجل خدم الدولة"، وعلى الجانب الآخر، رأى مراقبون للصحفية أن دخول رئيس سابق السجن "يكرّس استقلال القضاء الفرنسي" ويؤكد أن العدالة لا تعرف ألقابًا.




وتعود القضية التي أعادت ساركوزي إلى الواجهة إلى اتهامات بتمويل غير مشروع لحملته الانتخابية عام 2007، يعتقد أن الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي كان أحد مصادره، والتحقيق الذي استمر سنوات طويلة انتهى بإدانة الرئيس الأسبق، رغم نفيه المتكرر واعتباره الملف "فخًا سياسيًا".

وسيتحول نيكولا ساركوزي إلى "نزيل رسمي" في أحد أشهر سجون باريس، وذلك ابتداء من يوم الثلاثاء 21 أكتوبر 2025. هذا السجن الذي طالما استقبل مجرمين، تجار مخدرات، والآن رجال دولة سابقين.

واستقبل السجن الذي يستقبل ساركوزي في السابق شخصيات مثيرة للجدل، من رجال مخابرات إلى مسؤولين حكوميين أدينوا في قضايا فساد، ما دفع وسائل الإعلام إلى وصفه ساخرًا بأنه "نادي كبار الزوار خلف القضبان".




ورغم العزلة الجديدة، لا يزال اسم ساركوزي حاضرًا في أروقة السياسة الفرنسية، إذ يحظى بتأثير واسع داخل اليمين، كما يُنظر إليه في الأوساط المحافظة كرمز “للصلابة” رغم السقوط المدوي.