رغم كثافة التصريحات الإسرائيلية حول الهجوم
الأخير على اليمن، والمزاعم عن قصف رموز القوة والأهداف الاستراتيجية، ومحطات
الطاقة ومستودعات الوقود والقصر الرئاسي، لكن السؤال المحرج الذي يطرحه الخبراء
على صناع القرار في
الاحتلال هو: كيف أن الدولة التي تمكنت من الطيران لمسافة 2000
كيلومتر للرد على صاروخ اليمن، لم تتمكن منذ عامين من إنقاذ أسرى على بعد
كيلومترين وعمق عشرين مترا في
غزة.
نير كيبنيس الكاتب في موقع
واللا، ذكر أن
"هذا النوع من التحسّن التكنولوجي لليمنيين مقارنة بالصواريخ التي أطلقت على
الاحتلال حتى الآن، يعني أنه سيأتي اليوم، في غضون عشرة أشهر أو عشر سنوات، وسيكون
لديهم نفس القدرة الباليستية التي ميزت الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل في
يونيو قبل أكثر من شهرين بقليل، وهو ما تشير اليه تجاربنا العسكرية في غزة ولبنان".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه
"إذا استمر الصراع ضد
الحوثيين، فإن وصولهم للقدرة الضاربة التي أظهرها
الإيرانيون قبل بضعة أسابيع مسألة وقت فقط، هذا ليس مقالا عن
صواريخ أرض-أرض، بل
عن دولة تخوض المعركة بيد واحدة مكبلة، لأنه لا حل عسكري دون حل سياسي، مع أن كلمة
سياسي لا تعني بالضرورة محادثات سلام، ولا يعني مجرد انسحاب من الأراضي، بل قد
تعني إقامة تحالف دفاعي مع السعودية، وتعاون مع مصر، واتفاقية التفاهم مع سوريا،
التي صيغت مؤخرا، بأموال أمريكية".
وأكد أن "الحل السياسي يتعارض مع رؤية
اليمين المتطرف المهووسة باحتلال غزة، وفرض السيادة عليها، وتوطين اليهود فيها،
لأنها غير واقعية في ظل المناخ الدولي، وحقيقة أن دولة الاحتلال لا تستطيع البقاء
بمفردها دون دعم غربي، فحتى متى سيبقى ترامب في السلطة في الولايات المتحدة، وهل
سيبقى لنا صديق واحد في العالم من بين الدول التي دعمتنا حتى وقت قريب، ورغم ذلك
فإن هؤلاء المجانين الاسرائيليين هم الوحيدون الذين لديهم على الأقل خطة عمل،
والويل لنا إن تحققت".
وأشار إلى أننا "وصلنا إلى يد الدولة
المكبلة، الحذرة من كلمة سياسية كالنار في الهشيم، رغم أن هذا الاتفاق مع
الحوثيين، إن تم، فسوف يمر عبر تفاهم إقليمي مع دول معادية لإيران، أو على الأقل
مهددة منها أكثر من الاحتلال، مع أن هذا الاتفاق له ثمنٌ باهظٌ يتمثل في لفتات
سلمية تجاه الفلسطينيين، وهم الضروريون لتهدئة الرأي العام في القاهرة والرياض،
حتى لو أثاروا غضب سموتريتش وبن غفير".
وأكد أن "جميع الاسرائيليين يدفعون،
وسيواصلون دفع ثمن، سياسة الحكومة الحالية، حتى تقرر إنهاء الحرب باتفاق إقليمي،
لأن البديل عن ذلك، ورغم دقة القصف الجوي الإسرائيلي على بُعد آلاف الكيلومترات،
فسوف تعود إلينا الصواريخ من اليمن: أكثر دقة، وأقوى، وأكثر فتكا".
ليئور بن آري الكاتب في صحيفة
يديعوت أحرونوت،
ذكر أن "إطلاق الصاروخ ذي الرأس الحربي القابل للانشطار على دولة الاحتلال
مؤخرا تصعيدا من جانب الحوثيين، مما يجعلهم يُشكلون تحديا لها، وهم يدركون ذلك،
ومن المُرجح ألا يُحل هذا التحدي بغارات جوية مُحددة، بل بحدث يُغير قواعد اللعبة،
ويُؤثر على الجماعة من الداخل، لأنهم يُطلقون الصواريخ والطائرات المُسيرة منذ
بداية الحرب، ولا يُفوتون أي فرصة لتحمل المسؤولية، حتى عن عمليات إطلاق لم تصل
الاحتلال قط، ولم يُسمع عنها من قبل".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن
"الصاروخ الأخير يُدعى فلسطين 2، استهدف مطار بن غوريون، وتزامن مع إطلاق
طائرتين مُسيرتين استهدفا أهدافا حيوية في تل أبيب وعسقلان، وهي وسائل قتالية تنضم
لأسماء أخرى تظهر بكثرة، مثل صاروخ ذو الفقار وطائرة مُسيرة من نوع يافا، مع أنه
في البداية، بدا هذا مجرد إعلان روتيني آخر من قِبل الحوثيين، ولم يتضح إلا لاحقا،
بعد تقارير من اليمن، واختبارات أجراها جيش الاحتلال، أن الصاروخ المُستخدم برأس
عنقودية".
وأوضح أن "الرد الإسرائيلي على الحادثة
غير المألوفة أعقبه مسارعة كبار مسؤولي الحوثيين للرد بأن هذه الهجمات استهدفت
منشآت مدنية، وأن اليمن لن يتوقف عن دعم الفلسطينيين حتى يتوقف العدوان على غزة
ويرفع الحصار، وهددوا بمواصلة مهاجمة الاحتلال بالصواريخ والطائرات المُسيّرة، مما
يعني أنهم قد يُدخلون المزيد من الأسلحة في حملتهم ضد الاحتلال، مما يستدعي من
الاحتلال معالجة هذه التهديدات، بطرق غير تقليدية".