لا يتوقف
الاسرائيليون عن مهاجمة الجهود الدولية الساعية للاعتراف بالدولة الفلسطينية،
باعتبارها أخبار سيئة للاحتلال، لأنها تتفهم مطالب الفلسطينيين، وتتجاهل مخاوفه
الأمنية.
كوبي ميخائيل،
الباحث في المركز الإسرائيلي للاستراتيجية الكبرى، ومعهد دراسات الأمن القومي،
والمتخصص بدراسات الأمن والاستخبارات، والعلاقات بين الجيش والمجتمع، ذكر أن:
"تموز/ يوليو الماضي شهد انعقاد مؤتمر في مقر الأمم المتحدة بنيويورك،
بمبادرة من فرنسا والسعودية، بمشاركة 19 دولة، وهدفه المعلن تمهيد الطريق لاعتراف
موسع بدولة فلسطينية في أيلول/ سبتمبر المقبل".
وأضاف في مقال
نشرته
القناة 12العبرية ، وترجمته "عربي21" أنه: "للوهلة الأولى، يبدو هذا
المؤتمر خطوة دبلوماسية مشروعة، لكن قراءة متأنية لبيانه الختامي تكشف عن صورة
أكثر إثارة للقلق، لأنه عبّر عن انفصال تام عن الواقع، وعودة إلى صيغ قديمة،
ويُفسَّر على أنه إنجاز لحماس، التي يُفسِّر قادتها علنًا عودة القضية الفلسطينية
لصدارة الأجندة الدولية على أنها نتيجة لهجوم الطوفان في السابع من أكتوبر، وبدلًا
من عزل الحركة وردعها، تُمهِّد لها الدبلوماسية الدولية الطريقَ لتنفيذ مشروعها".
اظهار أخبار متعلقة
وأوضح, أن:
"وراء هذه المبادرة تقف عدة دول ذات دوافع مختلفة تمامًا، حيث يسعى الفرنسيون
إلى دورٍ ونفوذٍ في الشرق الأوسط من خلال الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ولديهم
ثقةٌ والتزامٌ تاريخيٌّ وأخلاقيٌّ تجاه الفلسطينيين، ممزوجٍ بموقفٍ نقديٍّ شديدٍ
تجاه الاحتلال، ولذلك تضمن البيان الختامي الإشارة للقرار 194 لحل قضية اللاجئين
الفلسطينيين، وتجديد نشاط الأونروا التي تحولت على مر السنين إلى آلية لترسيخ روح
اللاجئين، وحق العودة، وتقديس الكفاح المسلح".
وانتقد الكاتب
"التوصيات الصادرة عن المؤتمر الداعية لإنشاء قوة حفظ سلام تابعة للأمم
المتحدة تكون مسؤولة عن نزع سلاح حماس، وتأمين الحدود بين غزة والاحتلال، بزعم
أنها تتجاهل فشل جميع تجارب قوات حفظ السلام في المنطقة منذ عام 1967".
وأشار إلى أن:
"الإعلان الختامي للمؤتمر هو وثيقة مؤيدة للفلسطينيين، ومعادية للاحتلال بشكل
واضح، ولا تعزز مستقبل قطاع غزة، ولا إقامة
دولة فلسطينية ديمقراطية، بل تُعبّر
الوثيقة عن انفصالٍ تامٍّ ومقلق عن الواقع، متجاهلةً الدروس التاريخية، ومتمسكةً
بروح الضحية والتشريد الفلسطينية".
اظهار أخبار متعلقة
وزعم قائلًا، أن: "التوصية بنشر قوات حفظ
سلام تابعة للأمم المتحدة، والتظاهر بتكليف هذه القوة بمسؤولية تأمين حدود
الاحتلال، والإيمان الراسخ بإمكانية إقامة حكومة مدنية بديلة في غزة، بقيادة
السلطة الفلسطينية، ولكن بوجود حركة حماس المسلحة، كلّها مسامير في نعش المبادرة،
مما يعني أننا أمام مبادرةٌ ماتت عند ولادتها".