سياسة دولية

إندونيسيا تدرس علاج 2,000 غزي مؤقّتا.. وسط تحفظات بشأن حق العودة

الحكومة الأندونيسية على ما يبدو تدرس احتمالات عدة- جيتي
الحكومة الأندونيسية على ما يبدو تدرس احتمالات عدة- جيتي
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، تقريرا، بخصوص التفاصيل التي تعمل عليها أندونيسيا لمعالجة 2,000 شخصا من غزة، وذلك في خضمّ المخاوف المتسارعة حول حق العودة

وفي تقرير، أعدته كيت لامب، قالت فيه إنّ: "الحكومة الأندونيسية تعمل على وضع خطط لعلاج 2,000 شخصا من غزة التي مزّقتها الحرب، حيث تجري سلسلة من المناقشات بين الوزارات لمناقشة الجوانب اللوجستية والقانونية وتداعيات السياسة الخارجية المتعلقة بهذا الاقتراح شديد الحساسية، وذلك حسب مسؤول حكومي بارز".

وتابع التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنّ: "إندونيسيا أعلنت في وقت سابق من هذا الشهر أنها ستقدم مساعدة طبية مؤقتة لـ2,000 فلسطينيا من غزة، مع تحديد جزيرة غالانغ غير المأهولة كأحد المواقع المحتملة".

وتقع الجزيرة جنوب سنغافورة مباشرة، وكانت في السابق محلا لمخيم سابق للاجئين الفيتناميين، وفي الفترة الأخيرة موقعا لمستشفى مختص بعلاج الأوبئة. وتردّد المسؤولون في إندونيسيا ذات الأغلبية المسلمة، وهي دولة لا تربطها علاقات دبلوماسية رسمية بدولة الاحتلال الإسرائيلي، ولطالما كانت داعمة قوية للدولة الفلسطينية،  بتقديم أي تفاصيل عن الخطة واكتفوا بالقول إنه مجرد خيار واحد قيد الدراسة. 

لكن، وفي دلالة على جدية المقترح، أورد التقرير نفسه: "اجتمعت وزارات مختلفة، بما في ذلك وزارة التنسيق الأمني، ووزارتا الصحة والخارجية، لمناقشة كيفية تنفيذه، وفقا لما ذكره ديف لاكسونو، نائب رئيس اللجنة البرلمانية الأولى، التي تشرف على الدفاع والشؤون الخارجية".

ونقلت الصحيفة عنه قوله: "ركزت هذه المناقشات على الجدوى اللوجستية والجاهزية الطبية والأطر القانونية. كما أُطلعت اللجنة الأولى على التداعيات الاستراتيجية، خاصّة فيما يتعلق بموقف إندونيسيا من السياسة الخارجية والاستقرار الإقليمي". 

إلى ذلك، أضاف أنّ: "الخطط في هذه المرحلة لا تزال "استكشافية"، وقد تمّ اختيار جزيرة غالانغ كموقع نظرا لاستخدامها التاريخي للأغراض الإنسانية وبنيتها التحتية القائمة"، مردفا: "تجري أيضا دراسة مواقع أخرى، بما في ذلك مرافق في جاوة الغربية وجاوة الوسطى، قريبة من المستشفيات الرئيسية والمراكز اللوجستية".

وتقول الصحيفة إنّ: "الحكومة الأندونيسية على ما يبدو، تدرس احتمالات عدة، بما فيها استخدام مستشفيات عسكرية كبيرة في جاكرتا، وكذلك موقع في الأردن التي تربطه علاقات قوية بشكل خاص مع الرئيس الإندونيسي، برابوو سوبيناتيو، وهو ما أثير أيضا خلال المناقشات الوزارية، وفقا لمسؤول كبير مطلع بشكل مباشر على المحادثات".

أيضا، بحسب التقرير ذاته، فإنّ المسؤولون يقرّون بأنّ: "الخطة ستكون حساسة سياسيا، حيث يتهم بعض القادة الإسلاميين في الحكومة الوطنية بأنهم "مخدوعون" من قبل إسرائيل، ويتساءلون عن الضمانات التي ستوضع لعودتهم".

إلى ذلك، أكد المدير العام للشؤون الآسيوية والمحيط الهادئ وأفريقيا بوزارة الخارجية الإندونيسية، عبد القادر جيلاني، على أنه: "لم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأن غالانغ"، مردفا: "إحدى القضايا هي كيفية التأكد من احترام حق العودة للفلسطينيين، لأننا نعلم أن الكثيرين قلقون من أن هذا النوع من السياسة يمكن تفسيره بطرق أخرى". 

وأضاف: "لذا، علينا التأكد من توافقها مع مبدأ القانون الإنساني الدولي وبخاصة احترام حق العودة للفلسطينيين"، مبرزا: "من أهم الأمور أننا لن نفعل ذلك دون موافقة ودعم من الجهات المعنية، وبخاصة السلطات الفلسطينية ودول المنطقة. إن تنفيذ هذه الخطة ينطوي على درجة عالية من التعقيد، لا سيما من حيث جوانبها السياسية والتقنية". 

تجدر الإشارة إلى أنّ إندونيسيا قد تمكّنت من تنفيذ ثاني عملية إنزال جوي إنساني لها على غزة، في يومين، خلال هذا الأسبوع، وهي خطوة قال جيلاني إنها تمت بدعم وتنسيق من الأردن.

اظهار أخبار متعلقة


وكان موقع "أكسيوس" قد ذكر في تموز/ يوليو أنّ: "مسؤولا في جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) زار واشنطن سعيا للحصول على دعم الولايات المتحدة في إقناع الدول باستقبال مئات الآلاف من الفلسطينيين من غزة، وكانت إندونيسيا من بين عدة دول متقبلة للفكرة. وسيكون أي تهجير دائم مثيرا للجدل بشكل كبير في إندونيسيا، ولكن حتى الآن، كانت الانتقادات الموجهة لخطة غزة خافتة نسبيا في الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا".

وقال المحلل السياسي، كينيدي مسلم: "في الوقت الحالي، هناك العديد من القضايا في العناوين الرئيسية، لذا فإن قضية غزة، بصراحة، لا تحظى بتغطية إعلامية واسعة النطاق"، مضيفا: "إنها ليست قضية رئيسية في إندونيسيا في الوقت الحالي".

وأكد عضو البرلمان لاكسونو أنّ: "أي إجراءات لقبول الفلسطينيين من غزة ستكون مؤقتة، بالتنسيق مع وكالات مثل الأونروا واللجنة الدولية للصليب الأحمر لوضع وثائق واضحة وسجلات طبية وبروتوكولات إعادة إلى الوطن"؛ مؤكدا: "هدفنا هو توفير الرعاية، وليس إعادة التوطين، ودعم عودتهم النهائية بمجرد أن تسمح الظروف في غزة بذلك". إنها مهمة حساسة، ونحن ندرك تماما الحساسيات الجيوسياسية التي تنطوي عليها".
التعليقات (0)