انتقد
خبير إسرائيلي خطة وزير المالية المتطرف
سموتريتش والمتعلقة بالاستيطان في
الضفة
الغربية والقدس المحتلة، وأثرها على زيادة عزلة تل أبيب على الساحة الدولية.
وأكد البروفيسور
آساف ميداني، الباحث الأكاديمي في السياسات والقانون، أنه "منذ السابع من
أكتوبر، وجد الاسرائيليون أنفسهم أمام تساؤلات جديدة من نوع: ما هي الدولة التي
يريدونها أن تكون، لأن الحكومة القائمة لم تعد ترى في إطلاق سراح الرهائن التزاماً
أخلاقياً مطلقاً، ولم تعد تضع حياتهم في مركز اهتماماتها، بل إنها تسعى لترسيخ نهج
أمني قومي يهدف لتحقيق نصر عسكري، واحتلال كامل لغزة للقضاء على حماس، بزعم ضمان ردع
طويل الأمد، والنتيجة أن هناك توترا دائما بين الاسرائيليين حول هذه الفرضيات
المتناقضة".
وأضاف في
مقال نشرته صحيفة
يديعوت أحرونوت، وترجمته "
عربي21" أن "وقف إطلاق
النار في غزة، ولو مؤقتًا، أداةً أخلاقيةً واستراتيجيةً لتحرير الرهائن، ومنع
المزيد من الخسائر الاسرائيلية، فيما يُحذّر مُؤيدو النهج الأمني مما يعتبرونها
التنازلات المُبكرة، التي قد تُعتبر ضعفًا، وتُبقي حماس في مكانها، مُستعدةً
للجولة القادمة، مع أن هذا التوتر ليس جديدًا، لأنه منذ بداية الصهيونية، تذبذب
الإسرائيليون بين المبادئ الأخلاقية العالمية والاحتياجات الأمنية الوجودية".
اظهار أخبار متعلقة
وأوضح أن
"دولة إسرائيل تجد نفسها أمام ثلاثة محاور متباينة: إطلاق سراح الرهائن،
السيطرة على غزة، والضغط الدولي للاعتراف بدولة فلسطينية، ويُقدّم هذا الاعتراف
كتحدٍّ أمنيّ دبلوماسيّ، لكنه قد يكون جزءًا من الحل إذا كان مشروطًا بخطواتٍ تخدم
الجانبين: فلسطين مُجدّدة ومنزوعة السلاح، ضمن حدود خطة ترامب 2020، وإنهاء تعليم
الكراهية، وإطلاق سراح الرهائن كخطوةٍ أولى، كجزء من ترتيبات تُعزز أمن تل أبيب،
وتُعيد مختطفيها".
وأكد أنه
"في هذه اللحظة تحديدًا، عرض وزير المالية بتسلئيل سموتريتش خطته لبناء 3400
وحدة سكنية تربط مستوطنة معاليه أدوميم بالقدس المحتلة، وتقطع التواصل الجغرافي
الفلسطيني، ويصفها بـ"الإنجاز التاريخي المزعوم"، و"المسمار الأخير
في نعش فكرة الدولة الفلسطينية"، مع أنه من الناحية العملية، تُعدّ هذه خطوة
أحادية تُبعد أي فرصة لإنجاز تسوية سياسية، وتُعمّق العزلة الدولية، وتُعرّض
التعاون الاستراتيجي مع شركاء إسرائيل للخطر".
وأضاف
أنه "بدلًا من تهيئة الظروف التي تُعزز دولة إسرائيل سياسيًا وعسكريًا،
يُرسّخ سموتريتش واقع صراع مستمر، يتجاهل التهديدات، ويضحّي بالمبادئ الأخلاقية الأساسية،
ويسعى للجمع بين الردع والدفاع عن النفس والحفاظ على حياة الإنسان، مما يستدعي من
الدولة إيجاد قيادة تُدرك أن الصمود لا يُبنى على تصريحات فارغة، وخارطة طريق
للمستوطنات".