سياسة دولية

مفكر أمريكي يكشف حقيقة اللوبي الإسرائيلي بواشنطن ويصف حرب غزة بالإبادة

جون ميرشايمر: انهيار سردية صورتها إسرائيل بأنها "الطرف الخيّر" وأن العرب هم الأشرار- جيتي
جون ميرشايمر: انهيار سردية صورتها إسرائيل بأنها "الطرف الخيّر" وأن العرب هم الأشرار- جيتي
كشف عالم السياسات الأميركي، جون ميرشايمر، عن قوة اللوبي الإسرائيلي في أمريكا، والذي بلغ حداً يجعل واشنطن تتبنى سياسات تصب في مصلحة دولة الاحتلال الإسرائيلي ولو كانت مضرة لها, متّهمًا تل أبيب بتوريط أمريكا في حرب الإبادة في غزة.

وتحدّث ميرشايمر، وهو أحد أبرز منظري العلاقات الدولية في العالم وأستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو، خلال مقابلة مع المذيع الجمهوري، تاكر كارلسون، عن السياسات التوسعية لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

ووصف ما يجري في قطاع غزة بأنه "إبادة جماعية وتطهير عرقي ممنهج"، فيما أشار في الوقت نفسه إلى تحولات ملحوظة في الرأي العام الأميركي تجاه دولة الاحتلال الإسرائيلي.



اللوبي الإسرائيلي والتحكم بالرواية في العالم
خلال المقابلة، تحدّث ميرشايمر بصراحة عن تأثير اللوبي الإسرائيلي في صنع القرار الأميركي، حيث أقر بأنه لم يجرؤ رئيس أميركي على معارضته, مبرزا أنّ هذا اللوبي نجح لعقود في رسم صورة مثالية لدولة الاحتلال الإسرائيلي داخل الرأي العام الأميركي، على إنها "الطرف الخيّر" في الصراع وأن العرب هم الأشرار، لكن هذه السردية بدأت تنهار بعد حرب غزة، لافتاً إلى أنّ: "أميركيين كثراً يدركون اليوم أن إسرائيل تأخذ أكثر مما تعطي أميركا".
واعترف ميرشايمر بأنه تأثر بادئ الأمر بالرواية السائدة التي رسخها اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، لكنه بدأ يغيّر موقفه أواخر الثمانينيات، بعد ظهور ما يعرف بـ"المؤرخين الجدد" في دولة الاحتلال الإسرائيلي مثل بني موريس وإيلان بابي وآفي شلايم الذين كشفوا عبر الأرشيف الرسمي عن كثير من الحقائق المغيّبة بشأن نشأة دولة الاحتلال الإسرائيلي.

اظهار أخبار متعلقة


جون ميرشايمر: حرب غزة "إبادة جماعية"
وصف المفكر الأميركي ما يحدث حالياً في غزة بأنه: "إبادة جماعية والمحاولة الإسرائيلية الثالثة للتطهير العراقي ضد الفلسطينيين"، مشيراً إلى أنّ: "معظم سكان غزة اليوم حوربوا وطردوا من أراضيهم عام 1948، فيما شهدت الضفة الغربية تطهيراً مماثلاً عقب حرب 1967, وهو ما عده نية ممنهجة لمحو هوية الفلسطينيين الوطنية".

ويرى ميرشايمر أنّ: "إسرائيل باتت تستغل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2023 لتنفيذ مشروعها المتجذر تاريخياً بتهجير الفلسطينيين، ولا سيما من غزة باتجاه مصر والأردن, ولهذا السبب لم تعتمد إسرائيل قط حدودها النهائية".

وقال إنّ: "الفكر الصهيوني منذ نشأته يدرك أن قيام دولة يهودية على أرض مأهولة بالفلسطينيين لا يمكن أن يتم من دون تطهير عرقي"، لافتاً إلى أنّ: "ديفيد بن غوريون وآخرين من قادة الصهيونية كانوا يعرفون أنهم بحاجة إلى اقتراف أفعال شنيعة، وكانوا واضحين في أنهم لا يلومون الفلسطينيين على المقاومة لأنهم يدركون أنهم يسرقون أراضيهم".

وأوضح المفكر الأميركي أنّ: "استراتيجية إسرائيل تستند إلى المشروع التوسعي المعروف باسم "إسرائيل الكبرى"، ويشمل الإبقاء على الأراضي المحتلة عام 1948, والاستيلاء على الضفة الغربية وغزة وأجزاء من جنوب لبنان وجنوب سوريا وصحراء سيناء".

اظهار أخبار متعلقة


ميرشايمر أكد أيضُا أنّ دولة الاحتلال الإسرائيلي تسعى لأن يكون جيرانها ضعفاء وإبقائهم مفتتين والحفاظ عليهم مفككين قدر الإمكان كما هو في سوريا ولبنان, قائلًا: "إنه في أي وقت تظهر فيه مصر أو الأردن أي استياء تجاه إسرائيل، تذكرهما الولايات المتحدة بضرورة التصرف بشكل جيد بسبب اعتمادهما اقتصاديًا على أمريكا, وهو ما يجعلهم يرضخون لإرادتها".
واختتم ميرشايمر قوله بأنّ: "شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في جعل "القصة الحقيقية" حول إنشاء إسرائيل وما تفعله اليوم، وهو أمر "صادم للناس" , ومع أن اللوبي لا يزال "يسيطر بشكل أساسي على صانعي السياسات"، إلا أن هناك الآن "فصلاً حقيقياً" بين الخطاب العام وعالم السياسة".
التعليقات (0)

خبر عاجل