أعلنت كتائب عز الدين
القسام، الجناح العسكري لحركة "
حماس"، الثلاثاء، عن استهداف
ناقلة جند تابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي بقذيفة مضادة للدروع من طراز "الياسين 105"، جنوب شرق مدينة دير البلح وسط قطاع
غزة، في تصعيد جديد للمعارك البرية المتواصلة في المنطقة.
وقالت "القسام" في بيان مقتضب، إن الهجوم وقع قرب مفترق أبو هولي، دون أن تذكر تفاصيل إضافية عن الخسائر في صفوف القوات الإسرائيلية.
ويأتي هذا الهجوم في وقت يتواصل فيه التصعيد الميداني، مع تنفيذ الاحتلال عمليات توغل بري في محيط دير البلح، ضمن مساعيه لتوسيع رقعة العدوان الذي بدأه في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وأسفر حتى الآن عن مجازر مروعة في صفوف المدنيين الفلسطينيين، وسط دعم أمريكي مستمر وتجاهل لأوامر محكمة العدل الدولية بوقف الحرب.
اشتباكات عنيفة جنوب المدينة
وشهدت مناطق متفرقة في جنوب دير البلح، صباح الثلاثاء، اشتباكات عنيفة بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال، بحسب ما أفاد به شهود عيان، مؤكدين سماع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف.
وتزامن ذلك مع إصدار جيش الاحتلال إنذارات إخلاء جديدة للفلسطينيين في الجهة الجنوبية الغربية من المدينة، في خطوة تُنذر بعملية عسكرية موسعة تهدف إلى السيطرة الكاملة على المحور الأوسط من القطاع، ضمن استراتيجية "التطهير البري" التي ينتهجها الجيش منذ بدء عدوانه.
الاحتلال يعترف بمقتل ضابطين خلال يوم واحد
وفي سياق موازٍ، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، مقتل ضابط احتياط خلال معركة دارت جنوب قطاع غزة، ليرتفع عدد القتلى العسكريين خلال أقل من 24 ساعة إلى اثنين.
وقال الجيش في بيان رسمي، إن الرائد احتياط فلاديمير لوزا (36 عاماً)، من الكتيبة 7020 التابعة للواء الخامس، قُتل خلال اشتباك مسلح جنوب القطاع، دون ذكر تفاصيل إضافية عن طبيعة العملية أو موقعها.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد أشارت إلى أن الحادث وقع أمس الاثنين، بالتزامن مع إعلان الجيش في وقت لاحق من ذلك اليوم مقتل جندي وإصابة ضابط من لواء "غولاني" خلال معركة في جنوب القطاع.
اظهار أخبار متعلقة
ارتفاع قتلى الجيش وتكتم على الخسائر
وبحسب الإحصاءات الرسمية الصادرة عن جيش الاحتلال، فقد ارتفع إجمالي عدد قتلاه منذ بدء العدوان في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إلى 895 عسكرياً، بينهم 451 قُتلوا خلال المعارك البرية المستمرة في قطاع غزة، منذ انطلاقها في 27 من الشهر نفسه.
كما تشير المعطيات ذاتها إلى إصابة ما مجموعه 6108 عسكريين حتى الآن، بينهم 2803 أُصيبوا خلال المواجهات البرية، فيما تؤكد تقارير ميدانية وإعلامية أن الجيش الإسرائيلي يفرض رقابة مشددة على المعلومات المتعلقة بخسائره، ما يجعل الأرقام الرسمية أقل من الحقيقة المرجّحة.
وفي ظل التعتيم الإسرائيلي على حجم خسائره، تتواصل تداعيات الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، حيث تجاوز عدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين حاجز الـ200 ألف، بحسب آخر الإحصائيات الصادرة عن وزارة الصحة في القطاع، معظمهم من النساء والأطفال.
وتشير التقديرات إلى وجود أكثر من 10 آلاف مفقود تحت الركام، في ظل دمار هائل طال الأحياء السكنية والمراكز الطبية والبنية التحتية، بينما يعيش مئات آلاف النازحين أوضاعاً مأساوية في ظل حصار خانق ومجاعة متفاقمة أودت بحياة الكثيرين، لا سيما في شمال القطاع.
وبالرغم من الإدانات الحقوقية والمطالب الدولية بوقف الحرب، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية، بدعم سياسي وعسكري من الإدارة الأمريكية، في إطار ما تصفه الفصائل الفلسطينية بـ"حرب إبادة جماعية"، ترقى، وفق منظمات دولية، إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
اظهار أخبار متعلقة