حول العالم

مهاجر أفريقي ينقذ عائلة من حريق في باريس.. احتفاء شعبي وصمت رسمي (شاهد)

مهاجر إفريقي يخاطر بحياته وينقذ عائلة كاملة من حريق في ضواحي باريس - الأناضول
مهاجر إفريقي يخاطر بحياته وينقذ عائلة كاملة من حريق في ضواحي باريس - الأناضول
أنقذ مهاجر من أصول إفريقية عائلة فرنسية مكونة من ستة أفراد من حريق مروع اندلع في إحدى شقق الطابق السادس بمبنى سكني في ضواحي العاصمة باريس، وسط استمرار تشديد السلطات الفرنسية لإجراءات الترحيل وتقليص فرص التسوية للمهاجرين.

ووثق مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، اللحظات الحاسمة التي تسلق فيها الشاب فوسينو سيسيه، وهو مهاجر من أصول إفريقية، واجهة المبنى، وسار على الحافة الخارجية معرضاً حياته للخطر، لإنقاذ العائلة المحاصرة داخل الشقة المشتعلة بالدائرة الثامنة عشرة شمالي العاصمة، وذلك يوم الجمعة الماضي.

وفي تسجيل لقناة RTL الفرنسية، قال سيسيه: "رأيت الأطفال الرضع والصغار يصرخون طلباً للنجدة، لم أتردد، بل قفزت من النافذة وتقدّمت إليهم"، مضيفاً: "الأم رأتني وأعطتني طفليها واحداً تلو الآخر، فأوصلتهما بأمان إلى الجهة المقابلة من المبنى".

ولفت سيسيه إلى أنه لم يدرك خطورة ما فعله إلا بعد مشاهدة المقاطع التي التقطها الجيران ونشروها لاحقاً على الإنترنت، قائلاً: "ما قمت به كان تلقائياً، ولم أكن أعلم أن أحداً يصوّرني".


تكريم شعبي.. وصمت رسمي
في حين أشاد كثير من الفرنسيين على منصات التواصل بالتصرف "النبيل والبطولي" لسيسيه، معتبرين أنه "جسد ما تعجز عنه القوانين العنصرية"، لم يصدر أي بيان رسمي عن الحكومة الفرنسية بشأن الواقعة حتى لحظة كتابة التقرير، رغم تصاعد الدعوات لمنحه الجنسية تكريماً لشجاعته، كما حدث سابقاً مع المهاجر المالي مامادو غاساما الذي أنقذ طفلاً في حادث مشابه عام 2018.

ويعيد هذا المشهد إلى الأذهان التناقض المتزايد بين الدور الإنساني الذي يلعبه بعض المهاجرين في المجتمع الفرنسي، والسياسات الحكومية المتشددة تجاههم، والتي تعكسها آخر بيانات وزارة الداخلية الفرنسية.

اظهار أخبار متعلقة


تشديد السياسات وترحيل الآلاف
ففي تقرير رسمي نشرته الوزارة بتاريخ 4 شباط/ فبراير الماضي٬ أظهر أن عدد المهاجرين غير النظاميين الذين تم ترحيلهم من البلاد ارتفع بنسبة 26.7% خلال عام 2024، ليصل إلى 21,601 شخصاً، مقارنة بالأعوام السابقة.

وفي الوقت ذاته، تراجعت نسبة تسوية أوضاع المهاجرين بـ10%، إذ لم يتجاوز عدد الذين حصلوا على إقامات نظامية 31 ألف و250 مقيماً، رغم تدهور الأوضاع الإنسانية في عدد من دولهم الأصلية، وعلى رأسها السودان، الذي يعاني من حرب أهلية دامية منذ منتصف 2023.
التعليقات (0)

خبر عاجل