وصلت صباح الأحد
فرق من الدفاع المدني الأردني إلى الأراضي السورية عبر معبر "نصيب –
جابر" الحدودي، للمشاركة ميدانيا في جهود إخماد الحرائق المستعرة في غابات
محافظة
اللاذقية شمال غربي
سوريا، والتي دخلت يومها الرابع دون أن تتم السيطرة
الكاملة عليها.
وبحسب مديرية
الأمن العام الأردنية، فإن الفرق تضم عناصر متخصصة في مكافحة حرائق الغابات، إضافة
إلى وحدات دعم لوجستي ومعدات متطورة تشمل آليات رش مائي، وخزانات متنقلة، وأجهزة
مراقبة حرارية لرصد بؤر النيران.
وأوضحت المديرية
أن المشاركة الأردنية جاءت "استجابة لنداء إنساني من السلطات السورية"،
وضمن إطار التعاون الثنائي لمواجهة الكوارث الطبيعية.
اظهار أخبار متعلقة
وتوجهت الفرق
فور دخولها الأراضي السورية إلى مناطق ريف اللاذقية، التي تشهد اندلاع عشرات بؤر
النيران نتيجة موجة حر شديد تجاوزت درجات الحرارة فيها 41 درجة مئوية، وساهمت
الرياح الشرقية القوية في تسريع انتشار الحرائق، مما أدى إلى خسائر كبيرة في
الغطاء النباتي والأراضي الزراعية.
في موازاة ذلك،
نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر في وزارة الزراعة السورية أن
"الحرائق أتت على أكثر من 3,500 دونم من الغابات خلال الأيام القليلة
الماضية، وتهدد الآن مناطق سكنية في جبلة والحفة وريف القرداحة".
وأضافت المصادر
أن عشرات العائلات أجبرت على النزوح من قراها بسبب اقتراب النيران من منازلهم،
وسط تحذيرات من تصاعد الوضع إذا لم تتم السيطرة عليه خلال الساعات المقبلة.
ومن المقرر أن
تشارك طائرات إطفاء تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني في العمليات الجوية لإخماد
النيران، بمجرد الانتهاء من الترتيبات الميدانية الفنية. حيث تعد هذه الطائرات من
طراز "إير تراكتور"، والمجهزة بقدرة على حمل 3 آلاف لتر من المياه أو
المواد الكيماوية العازلة للحرائق.
وتحظى هذه
المشاركة بتقدير واسع من الجهات الرسمية السورية، إذ صرح محافظ اللاذقية المهندس
عامر هلال بأن "المبادرة الأردنية تعكس روح التعاون العربي، وتُعد دعمًا
حقيقيًا في لحظة حرجة تمر بها المحافظة".
اظهار أخبار متعلقة
الجدير بالذكر
أن محافظة اللاذقية تعد من أكثر المناطق كثافة في الغابات على مستوى البلاد،
وتواجه منذ سنوات تحديات كبيرة في مواجهة الحرائق، خاصة مع ضعف الإمكانات الجوية
وتضاريسها الجبلية الوعرة.
وتشير تقارير
بيئية دولية، من بينها تقرير "البرنامج العالمي لمراقبة الغابات" التابع
للأمم المتحدة، إلى أن حرائق اللاذقية هذا العام هي من بين الأشد منذ أكثر من عقد،
ما ينذر بكارثة بيئية تهدد التنوع البيولوجي في المنطقة.