قالت صحيفة
التلغراف
البريطانية، أمس السبت، إن 5 منشآت عسكرية للاحتلال على الأقل، تعرضت لقصف مباشر
من
صواريخ إيرانية خلال الحرب التي استمرت 12 يوما.
وبناء على بيانات
الرادار والأقمار الصناعية التي راجعها باحثون من جامعة ولاية أوريجون الأمريكية، أصابت
ستة صواريخ إيرانية أهدافا عسكرية في شمال ووسط وجنوب فلسطين المحتلة.
وشملت المواقع
المستهدفة قاعدة معسكر تسيبوريت قرب الناصرة، وقاعدة جليلوت، وقاعدة تل نوف
الجوية، ومركزا لجمع المعلومات الاستخبارية، ومنشأة لوجستية رئيسية.
ولم يعلن
الاحتلال عن
هذه الضربات، ولا يمكن الإبلاغ عنها من الداخل بسبب قوانين الرقابة العسكرية
الصارمة، لكن ستزيد هذه البيانات من تعقيد المعركة
الكلامية بين الطرفين، حيث يسعى كل طرف إلى ادعاء النصر المطلق.
وقالت الصحيفة إن هذه
الضربات على المنشآت العسكرية تضاف إلى 36 ضربة أخرى معروف أنها اخترقت أنظمة
الدفاع الجوي الإسرائيلية، مما تسبب في أضرار جسيمة للبنية التحتية السكنية
والصناعية.
تشمل الضربات
الصاروخية الناجحة التي اعترف بها الاحتلال، سبع ضربات على مرافق النفط والطاقة،
وتدمير جزء من معهد وايزمان، أحد مراكز البحث العلمي الرائدة لدى الاحتلال، وإلحاق
أضرار جسيمة بالمركز الطبي لجامعة سوروكا، وهو مستشفى يقع بجوار جامعة بن غوريون
في بئر السبع، وكذلك الضربات على سبع
مناطق سكنية كثيفة البناء تركت أكثر من 15000 مستوطن بلا مأوى.
وبحسب تحليل للصحيفة،
والتي قالت إنه على الرغم من اعتراض الغالبية العظمى من الصواريخ الإيرانية، إلا
أن نسبة الصواريخ التي نجحت في الوصول إلى الهدف ازدادت باطراد خلال الأيام
الثمانية الأولى من الحرب.
وقال الخبراء إن أسباب
ذلك غير واضحة، ولكنها قد تشمل ترشيد مخزون محدود من الصواريخ الاعتراضية على جانب
الاحتلال، وتحسين أساليب إطلاق الصواريخ، واحتمال استخدام إيران لنوعيات أكثر تطورا.
ولفتت إلى أن أنظمة
الدفاع الجوي للاحتلال، كانت مدعومة طوال الحرب بمنظومتي دفاع صاروخي أمريكيتين
أرضيتين من طراز "ثاد"، وصواريخ اعتراضية بحرية أطلقت من قواعد أمريكية
في البحر الأحمر.
ويقدر أن الولايات
المتحدة أطلقت ما لا يقل عن 36 صاروخا اعتراضيا من طراز "ثاد" خلال
الحرب بتكلفة بلغت نحو 12 مليون دولار أمريكي لكل صاروخ.
اظهار أخبار متعلقة
وكان اختراق أنظمة الدفاع
الصاروخي الشهيرة للاحتلال، بمثابة صدمة، حيث اضطر الجيش إلى إصدار إشعارات تحذر
من أنها "ليست محكمة".
وصرح رافيف دراكر، أحد
أشهر الصحفيين لدى الاحتلال، الأسبوع الماضي: "وقعت العديد من الضربات
الصاروخية الإيرانية على قواعد الجيش، في مواقع استراتيجية لم ننشر عنها شيئا حتى
اليوم.. لقد خلق ذلك حالة لا يدرك فيها الناس مدى دقة الإيرانيين وحجم الدمار الذي
أحدثوه في أماكن عديدة".
ويظهر تحليل البيانات
الذي أجرته الصحيفة أن أداء أنظمة الدفاع الأميركية والإسرائيلية المشتركة كان
جيدا بشكل عام، ولكنها كانت تسمح بمرور نحو 16 بالمئة من الصواريخ بحلول اليوم
السابع من الحرب.
وقال المسؤولون
الإيرانيون إن الطريقة الرئيسية لاختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية كانت استخدام
الصواريخ والطائرات المسيرة في آن واحد لإرباك أنظمة الدفاع.
يقول المسؤولون
الإيرانيون إن الصواريخ السريعة الممزوجة بطائرات مسيرة أبطأ أربكت الدفاعات
وجعلتها تشتت انتباهها.
وصرح مسؤول إيراني للصحيفة:
"الهدف الرئيسي من إطلاق طائرات مسيرة انتحارية على إسرائيل هو دائما إبقاء
أنظمتها مشغولة". وتابع: "العديد منها لا ينجح في اختراقها يتم اعتراضها
ومع ذلك، فإنها تسبب ارتباكا".
ويرجح أن جزءا كبيرا
من ترسانة الصواريخ الباليستية الإيرانية لا يزال سليما. وحتى وفقا للتقديرات
الإسرائيلية، لم يدمر سوى نصف منصات إطلاقها خلال الحرب، ولا تزال هناك مخزونات
كبيرة من الصواريخ.
وأكد اللواء علي فضلي
نائب القائد العام للحرس الثوري أن "مدن" الصواريخ الجوفية لا تزال
سليمة في إيران. وصرح يوم الخميس قائلا: "لم نفتح أبواب أي من مدننا
الصاروخية بعد".
وتابع: "نقدر أنه
حتى الآن لم يستخدم سوى حوالي 25 إلى 30 بالمئة من القدرة الصاروخية الحالية، وفي
الوقت نفسه، تدعم دورة الإنتاج هذه القدرة التشغيلية بقوة".
من جهته قال مسؤول
عسكري إسرائيلي يوم الخميس "إيران كان لديها نحو 400 منصة إطلاق، ودمرنا أكثر
من 200 منها، مما تسبب في اختناق في عملياتها الصاروخية".
وأضاف: "قدرنا أن
إيران كانت تمتلك ما بين 2000 و2500 صاروخ باليستي في بداية الحرب. ومع ذلك، فقد
كانوا يتجهون بسرعة نحو استراتيجية الإنتاج الضخم، مما قد يؤدي إلى زيادة مخزونهم
الصاروخي إلى 8000 أو حتى 20000 صاروخ في السنوات القليلة المقبلة".