هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تواجه الساحة السورية في الوقت الراهن تحدّيات مركّبة، تتداخل فيها الأبعاد السياسية والعسكرية والاجتماعية والدينية، وتنعكس آثارها على الوعي الجمعي، وعلى البنية الحركية والفكرية لمختلف القوى الفاعلة. وقد أفرز هذا التعقيد ظاهرةً لافتة تتمثل في الخلط بين السياسة الشرعية ومسائل الاعتقاد، بحيث باتت القرارات الإدارية والسياسية محلَّ تجاذبٍ عقدي، وغدت الأحكام الدينية تُسقَط على مواقف سياسية متغيّرة بطبيعتها، وهو ما قد يؤدي إلى تمزيق الصف، وإضعاف القدرة على إدارة الشأن العام، والعجز عن الوصول إلى خيارات وطنية جامعة.
يشكّل مفهوم "الحقيقة" ذروة الإشكال الفلسفي في مشروع عبد السلام الزبيدي، لأنه يضعه في قلب التحوّل الأكبر الذي أحدثته الرقمنة في البنية المعرفية للعالم. فالسؤال لم يعد: ما الحقيقة؟ وفق التقاليد الفلسفية العريقة، بل أصبح: من ينتج الحقيقة؟ وبأي آليات؟ ومن يملك سلطة تعريفها في زمن المدار المعلوماتي؟
يمكن اعتبار ما قدمه الريسوني دعوة صريحة إلى إعادة تأصيل الأخلاق في حياة المسلمين، عبر فهم الدين ليس فقط كمعرفة نظرية أو عبادات شكلية، بل كمنهج شامل: الأخلاق هي مقياس الإيمان والصدق، الحقوق والواجبات هي امتداد للأخلاق العملية، الجهاد والمقاومة هما تطبيق أخلاقي للعدل في المجتمع.
لم يعد العالم الذي نعيش فيه نسخةً مطوّرة من الماضي، بل أفقًا معرفيًا جديدًا يتجاوز كل ما عرفه الإنسان من قبل. فمنذ أن دخلت البشرية عصر الرقمية، لم يَعُد السؤال الفلسفي يدور حول "كيف نستخدم التقنية؟" بل حول "كيف تُعيد التقنيةُ تشكيل إنسانيتنا؟". في هذا السياق، يظهر كتاب الدكتور عبد السلام الزبيدي "الذكاء والحقيقة في علاقة الإنسان بالمدار المعلوماتي" كمحاولة فلسفية جريئة لإعادة التفكير في موقع الإنسان داخل هذا التحول الكوني الذي تسير فيه المعلومة بسرعة تفوق قدرة الوعي على إدراك مساراتها.
تمثّل الطائفة الإنجيلية في لبنان واحدة من أصغر الأقليات المسيحية المعترف بها رسمياً. ورغم حجمها الديمغرافي المحدود، فإن بصمتها في التاريخ اللبناني الحديث، لا سيما في مجالات التعليم والخدمات الاجتماعية والفكر السياسي، تبدو أعمق بكثير من وزنها العددي. يعود هذا التأثير غير المتكافئ إلى جذور تاريخية مرتبطة بالإرساليات البروتستانتية الأميركية والبريطانية في القرن التاسع عشر، التي تركت إرثاً مؤسسياً لا يزال فاعلاً حتى اليوم.
تستعد العاصمة القطرية الدوحة لاستضافة النسخة الثالثة والعشرين من منتدى الدوحة خلال ديسمبر 2025، تحت شعار "ترسيخ العدالة: من الوعود إلى الواقع الملموس"، بمشاركة قادة عالميين وصناع سياسات وخبراء من مختلف دول العالم لمناقشة أبرز القضايا الراهنة، من السلام والأمن إلى التحولات الاقتصادية والتكنولوجية، في إطار منصة دولية تهدف إلى تعزيز الحوار متعدد الأطراف وتحويل النقاشات إلى نتائج ملموسة تعزز العدالة والاستقرار على المستوى العالمي.
يرى الفلالي أنَّ البناء المغاربي قضية لصيقة بالواقع الداخلي لكل مجتمع، وليست مشروعاً منفصلاً في برزخ المقاصد النظرية السخية. وما عطالتها الطويلة على مدى ستة عقود إلا بسبب معارضتها لواقع البناءات القطرية وتنزيلها منزلة المنافسة لممارسة السيادة.فالدعوة إلى بعث الاتحاد المغاربي في غياب القدر العادل من التجانس بين الشعوب في التحول الديمقراطي،
تقدم هذه القراءة الخاصة رؤية متوازنة ومستنيرة، تحاول تصحيح الانحرافات الشعبية والشعوبية، وتؤكد أن الإنصاف في دراسة التاريخ يتطلب عرض الفضائل والعيوب معًا، بعيدًا عن الجهل والتحامل، ليتمكن القارئ من فهم علاقة العرب بالدولة العثمانية في بعدها التاريخي والسياسي والديني على نحو واقعي وموضوعي.
يلاحظ المرء، أنه إذا كان الخيَّاط الباريسي الشهير" فرانسيس سمالتو" هو الذي يحافظ على علاقة دائمة مع قادة المغرب العربي، لأنه يقدم لهم خبرته وذوقه في التفصيل والخياطة ، فإن الرجل السياسي الفرنسي يقف شاهدا ً على هشاشة الزمن الحاضر، حتى أن المغرب العربي بات لا يملك من أمل في الوحدة سوى "ظل أيديه" .
يتخذ بيان الجماعة طابع الموقف التاريخي المسؤول، لا من موقع المعارضة الانفعالية أو الحسابات السياسية الضيقة، بل من موقع الوعي التاريخي بمرحلة مفصلية، تستوجب خطابا يزاوج بين النقد الجذري والالتزام الوطني، فالجماعة لا تكتفي بتوصيف الأعطاب البنيوية للنظام السياسي، بل تدعو إلى تحمل جماعي للمسؤولية التاريخية، في إعادة بناء مشروع وطني على أسس العدالة والحرية والمشاركة الشعبية.