أعلن الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، الجمعة، أن الولايات المتحدة نفذت ضربات جوية “واسعة النطاق” ضد مواقع تابعة لتنظيم “
داعش” في
سوريا، ردا على الهجوم الأخير الذي أسفر عن مقتل جنود أمريكيين في مدينة تدمر وسط البلاد، متوعدا بمواصلة استهداف التنظيم “بقوة غير مسبوقة”.
وقال ترامب، في تصريحات مقتضبة، إن الضربات استهدفت “عناصر داعش المتطرفة في سوريا التي كانت تحاول إعادة تنظيم صفوفها بعد هزيمتها على يد إدارة ترامب”، مؤكدا أنه أصدر أوامر بتنفيذ “ضربة واسعة النطاق” وصفها بأنها “ناجحة للغاية”.
وأضاف الرئيس الأمريكي: “كانت الضربة دقيقة للغاية، لقد ضربنا كل موقع بدقة متناهية، ونحن نعيد السلام بالقوة”.
تهديد مباشر للإرهابيين
وفي منشور عبر منصته “تروث سوشيال”، قال ترامب تعليقا على الغارات الجوية: “سنرد بقوة، كما وعدت، على الإرهابيين القتلة المسؤولين عن قتل الوطنيين الأمريكيين الشجعان في هجوم تدمر”.
وأضاف: “سنضرب بقوة معاقل داعش في سوريا، تلك الأرض الملطخة بالدماء والتي تعاني من مشاكل عديدة، لكنها تحمل مستقبلا مشرقا إذا ما تم القضاء على داعش”.
وأشار ترامب في منشوره إلى أن “حكومة سوريا، بقيادة رجل يعمل بجد لإعادة العظمة إلى سوريا”، في إشارة إلى الرئيس السوري أحمد الشرع، “تدعمنا دعما كاملا”، وفق تعبيره.
وختم بتحذير شديد اللهجة قائلا: “أحذر جميع الإرهابيين الذين يجرؤون على مهاجمة الأمريكيين: ستضربون ضربا أشد من أي وقت مضى إذا هاجمتم أو هددتم الولايات المتحدة الأمريكية بأي شكل من الأشكال”.
البنتاغون: عملية للقضاء على داعش
من جهته، أعلن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث أن القوات الأمريكية بدأت عملية عسكرية تستهدف “القضاء على مقاتلي تنظيم داعش، وتدمير بنيتهم التحتية، ومواقع أسلحتهم”.
وأوضح هيغسيث، في منشور عبر منصة “إكس”، أن العملية جاءت “ردا مباشرا على الهجوم الذي استهدف القوات الأمريكية في 13 كانون الأول/ديسمبر في تدمر”.
وبحسب مسؤولين عسكريين أمريكيين، استهدفت الغارات “عشرات الأهداف” التابعة لتنظيم داعش، شملت مواقع بنية تحتية ومخازن أسلحة في مناطق متفرقة من سوريا.
إطلاق عملية “عين الصقر”
وفي بيان رسمي صدر ليل الجمعة/السبت، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية “
سنتكوم” إطلاق عملية عسكرية ضد تنظيم داعش في سوريا حملت اسم “عين الصقر”، وذلك ردا على الهجوم الذي استهدف القوات الأمريكية والسورية في تدمر قبل أسبوع.
وقالت “سنتكوم” إن العملية بدأت عند الساعة الرابعة من مساء الجمعة بتوقيت شرق الولايات المتحدة (21:00 بتوقيت غرينتش)، “بتوجيهات من القائد العام”، واستهدفت “أكثر من 70 هدفا في مواقع متعددة في أنحاء وسط سوريا”.
وأضاف البيان أن العملية نفذت باستخدام “طائرات مقاتلة ومروحيات هجومية ومدفعية”، وشملت “استخدام أكثر من 100 ذخيرة في استهداف دقيق لمواقع البنية التحتية ومخازن الأسلحة التابعة لتنظيم داعش”.
وأشارت القيادة المركزية إلى أن “مقاتلات تابعة للجيش الأردني” قدمت دعما للعملية.
العملية حاسمة لمنع هجمات مستقبلية
وقال قائد القيادة المركزية الأمريكية، الأدميرال براد كوبر، إن “هذه العملية حاسمة لمنع تنظيم داعش من التخطيط لهجمات إرهابية ضد الولايات المتحدة”.
وأضاف: “سنواصل ملاحقة الإرهابيين الذين يسعون إلى إلحاق الأذى بالأمريكيين وشركائنا في المنطقة بلا هوادة”.
وكان ثلاثة أمريكيين، بينهم عسكريان ومترجم مدني، قد قتلوا، وأصيب ثلاثة عسكريين آخرين، في 13 كانون الأول/ديسمبر الجاري، إثر كمين نفذه مسلح من تنظيم داعش في مدينة تدمر، بحسب بيان سابق للقيادة المركزية الأمريكية.
وفي اليوم التالي للهجوم، أعلنت وزارة الداخلية السورية إلقاء القبض على خمسة أشخاص مشتبه بتورطهم في العملية.
وذكرت “سنتكوم” في بيانها أن القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي نفذت، منذ هجوم تدمر، “10 عمليات ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق”، أسفرت عن “مقتل أو اعتقال 23 عنصرا إرهابيا”.
وأضاف البيان أن “القوات الأمريكية وقوات التحالف في سوريا نفذت أكثر من 80 عملية خلال الأشهر الستة الماضية للقضاء على الإرهابيين الذين يشكلون تهديدا مباشرا للولايات المتحدة والأمن الإقليمي”.