اتفقت
الصين والمملكة
العربية
السعودية على تكثيف التنسيق والتشاور حيال القضايا الإقليمية والدولية، وذلك
عقب لقاءات رسمية رفيعة المستوى جرت في الرياض، ضمن جولة يقوم بها وزير الخارجية الصيني
وانغ يي في الشرق الأوسط.
ووفق بيانات رسمية
صادرة عن الجانبين، ثمّنت بكين الدور الدبلوماسي الذي تضطلع به الرياض في دعم الاستقرار
الإقليمي والدولي، مؤكدة أهمية استمرار التواصل السياسي بين البلدين في ظل التحديات
المتسارعة التي تشهدها المنطقة.
وشدد الطرفان على ضرورة
دعم الجهود الدولية الرامية إلى التوصل لتسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، استنادًا
إلى
حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، بما يفضي إلى قيام
دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وجاءت هذه التفاهمات
خلال لقاء وزير الخارجية الصيني بنظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، بالتزامن
مع زيارة وانغ يي للمملكة، التي تشكل محطة بارزة في جولته الإقليمية التي شملت الإمارات
ومن المقرر أن تختتم في الأردن.
وعلى الرغم من أن البيان
المشترك لم يفصح عن تفاصيل القضايا التي سيجري تعزيز التنسيق بشأنها، إلا أنه أشار
إلى دعم الصين لمسار تطوير العلاقات بين السعودية وإيران، في إشارة إلى الدور الذي
لعبته بكين في تقريب وجهات النظر بين البلدين.
وفي سياق متصل، التقى
وانغ يي بولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز،
حيث أكد استعداد الصين لأن تكون "الشريك الأكثر موثوقية" للمملكة في مسيرة
النهوض والتنمية الوطنية.
وأوضح الوزير الصيني
أن بلاده تسعى إلى توسيع آفاق التعاون الشامل مع السعودية، لا سيما في مجالات الطاقة
التقليدية، والصناعات المستقبلية، والتقنيات المتقدمة، بما يعزز الشراكة الاستراتيجية
الشاملة بين البلدين.
من جانبه، طلب ولي
العهد السعودي نقل تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وتحياته
الشخصية إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ، مؤكدًا عمق العلاقات الثنائية وأهمية تطويرها
إلى مستويات أعلى. كما جدد التزام المملكة بمبدأ “الصين الواحدة”، ودعمها الكامل لسيادة
الصين ووحدة أراضيها، ورفضها أي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية.
وأشار الأمير محمد
بن سلمان إلى استعداد المملكة لتعميق التعاون مع الصين في مجالات النفط والغاز، والطاقة
المتجددة، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا المتقدمة، معربًا عن دعم السعودية لاستضافة
الصين النسخة الثانية من القمة الصينية-العربية والقمة الصينية-الخليجية عام 2026،
والدفع نحو إنجاز اتفاقية التجارة الحرة بين الصين ومجلس التعاون الخليجي في أقرب وقت.
كما أعرب
ولي العهد
عن تقدير بلاده للدور الصيني في دعم استئناف العلاقات بين الرياض وطهران، مؤكدًا حرص
المملكة على استمرار التنسيق مع بكين في القضايا الدولية ومتعددة الأطراف. وفي المقابل،
نقل وانغ يي تحيات الرئيس شي جين بينغ إلى القيادة السعودية، مرحبًا بزيارة مرتقبة
لولي العهد إلى الصين، ومؤكدًا التزام بكين بمواصلة التنسيق مع السعودية ودول الخليج
بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.