نشر موقع "شيناري إيكونوميشي" تقريرا يسلّط الضوء على التصعيد العسكري الأمريكي في البحر الكاريبي، حيث نشرت واشنطن ربع أسطولها البحري قبالة سواحل
فنزويلا، بقيادة حاملة الطائرات النووية "يو إس إس جيرالد فورد".
وقال الموقع في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن مثل هذه الإجراءات التي تتضمن نشر مقاتلات متطورة وطرادات وآلاف من مشاة البحرية الأمريكية، لا يمكن أن تكون مجرد مناورة لمكافحة تهريب المخدرات، بل حصارا بحريا متكاملا قد يؤشر لقرب تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق ضد نظام الرئيس مادورو.
ربع الأسطول
ينقل التقرير عن موقعي "نافال نيوز" و"آرمي ريكوغنيشن" المتخصصين في الشؤون العسكرية، أن إدارة ترامب قررت لعب أوراقها الثقيلة في المواجهة مع فنزويلا، حيث نشرت 25% من السفن الحربية التابعة للبحرية الأمريكية في الكاريبي.
وهذه أهم القطع البحرية الأمريكية التي تبحر الآن على بُعد أميال قليلة من سواحل فنزويلا:
· يو إس إس جيرالد فورد: ليست مجرد حاملة طائرات، بل تعتبر جوهرة البحرية الأمريكية، وهي مزوّدة بنظام إطلاق كهرومغناطيسي، يوفّر معدّل طلعات جوية يفوق بكثير ما كانت توفره الحاملات من فئة نيميتز.
· طرّادات من فئة تايكونديروغا ومدمّرات من فئة آرلي بيرك، وهي تشكل عمليًا قبة جوية صاروخية لا يمكن اختراقها.
· غواصتان هجوميتان تعملان بالطاقة النووية، تحملان صواريخ توماهوك قادرة على ضرب مراكز القيادة والسيطرة من دون أي إنذار مسبق.
ويضيف الموقع أن الإشارة الأوضح على أنّ الأمر يتجاوز بكثير مجرد تعقّب زوارق تهريب المخدرات، وجود سفينة الإنزال "يو إس إس إيو جيما"، وعلى متنها 2000 جندي من الوحدة الاستكشافية الثانية والعشرين لمشاة البحرية الأمريكية، وهي قوات اقتحام برمائية مُجهّزة للهجوم على الشواطئ والبنى التحتية الساحلية والسيطرة عليها.
حصار كامل
وفقًا للموقع، أعاد البنتاغون فتح دفاتر الحرب الباردة، حيث قام بتشغيل قاعدة روزفلت رودز البحرية في بورتو ريكو، والتي كانت مغلقة منذ سنوات، ونشر فيها مقاتلات إف-35 لايتنينغ 2.
والميزة التكتيكية لوجود مقاتلات إف-35 على أرض بورتو ريكو، مع دعم من قاذفات بي-52 الموضوعة في حالة تأهّب في لويزيانا، هو أنّ
الولايات المتحدة تستطيع ضرب أي نقطة في فنزويلا من دون الحاجة حتى إلى إقلاع طائرة واحدة من فورد، ما يعني أنها أصبحت تفرض حصارا كاملا على فنزويلا من البحر والجو.
منظمة إرهابية أجنبية
ذكر الموقع أن الجانب الأكثر إثارة للاهتمام على الصعيدين السياسي والقانوني، هو إنّ وزير الحرب الأمريكي بيت هيغسيث لعب "ورقته الرابحة" عبر تصنيف كارتل "دي لوس سوليس" كـ"منظمة إرهابية أجنبية" وفق القانون الأمريكي.
وأوضح الموقع أن الاستخبارات الأمريكية تعتبر كارتل دي لوس سوليس جزءًا من القوات المسلحة الفنزويلية، تُديره الدائرة المقرّبة من مادورو.
يعني ذلك أن الولايات المتحدة سوف تتعامل مع رموز النظام الفنزويلي بموجب قوانين مكافحة الإرهاب التي أُقِرّت بعد 11 أيلول/ سبتمبر، ولم يعد هناك حاجة لطلب الإذن لتنفيذ اعتقالات أو استهداف "البنى التحتية الداعمة للإرهاب" - أي القواعد العسكرية الفنزويلية.
وتزامنا مع تصريحات هيغسيث بأن هذه الخطوة "تفتح عددًا كبيرًا من الخيارات الجديدة"، صدر إشعار ملاحي جوي يطلب من كل من يعتزم التحليق فوق فنزويلا أن يُبلّغ مسبقًا قبل يومين عن خطّ الطيران الذي ينوي اتباعه.
ضغط عسكري أم تمهيد للغزو؟
يقول الموقع إن بعض المراقبين يرون أن تركيبة القوة المنتشرة حاليا، من مشاة البحرية، إلى صواريخ توماهوك، إضافة إلى تصنيف كارتل دي لوس سوليس منظمة إرهابية أجنبية، كلها معطيات تشير إلى أنّ واشنطن مستعدة للانتقال إلى عملية عسكرية مباشرة إذا ارتكبت كراكاس خطوة خاطئة.
ويشير الموقع إلى أن إعادة تفعيل قاعدة روزفلت رودز يعدّ منعطفًا لوجستيًا حاسمًا، ويؤشر بشكل واضح إلى أن البنتاغون يستعد لعمليات مطوّلة، لا لهجوم خاطف يستمر بضعة أيام.
كما أن وجود سفينة "يو إس إس إيو جيما" التي تحمل على متنها 2000 من مشاة البحرية المجهّزين لعمليات الإنزال البرمائي يجعل هذا الخيار ممكنًا من الناحية النظرية.
ويرى محللون آخرون أن ما يحدث قد يكون عملية ضغط عسكري كلاسيكية، أي استعراض ضخم للقوة على أمل أن ينهار نظام مادورو تحت وطأة الضغط النفسي والاقتصادي والحصار البحري.
وحسب الموقع، يمكن أن يكون هذا الانتشار تمهيدا لشنّ ضربات محدودة وسريعة ضد شخصيات أو منشآت فنزويلية، أو لفرض حصار بحري وجوي كامل، أكثر منه مقدمةً لغزو بري واسع النطاق ومكلف على غرار حرب العراق.
للاطلاع إلى النص الأصلي (
هنا)