تقارير

فلسطين تتصدر المشهد في مهرجان الدوحة السينمائي 2025.. 97 فيلماً من 62 دولة

فيلم "صوت هند رجب" يبدو مرشحاً ليكون الحدث الأبرز، ليس فقط لأنه يفتتح الدورة، بل لأنه يحمِل وجهاً فلسطينياً صغيراً استطاع أن يهزّ الضمير العالمي.. فيسبوك
انطلقت في الدوحة اليوم الخميس فعاليات النسخة الـ13 من مهرجان الدوحة الدولي للأفلام، بمشاركة واسعة من 97 فيلماً يمثلون 62 دولة، وبرنامج سينمائي ضخم يرسّخ مكانة العاصمة القطرية كأحد أبرز مراكز صناعة السينما في الشرق الأوسط.

غير أن الحضور الفلسطيني اللافت هذا العام بدا العنوان الأوضح للمهرجان، إذ اختارت إدارته افتتاح الحدث بالفيلم المؤثر "صوت هند رجب"، الذي يوثّق اللحظات الأخيرة للطفلة الفلسطينية هند رجب ويعيد طرح مأساة الأطفال تحت نيران الاحتلال أمام جمهور دولي واسع.

فلسطين في قلب الافتتاح

فيلم الافتتاح "صوت هند رجب" لم يكن مجرد اختيار فني، بل رسالة سياسية وأخلاقية واضحة، فالمهرجان ـ الذي يستمر حتى 28 نوفمبر ـ يفتتح فعالياته بقصة طفلة هزّ صوتها العالم، قبل أن تتحول شهادتها الأخيرة إلى رمز جديد لمعاناة الفلسطينيين، بعد نيل الفيلم جائزة لجنة التحكيم الكبرى "الأسد الفضي" في مهرجان فينيسيا الأخير.

ويؤكد هذا الاختيار، بحسب مراقبين، أن الدوحة تستخدم منصتها السينمائية الأكبر لقول إن فلسطين ليست حضوراً عابراً في سينما المنطقة، بل قضية مركزية تتصدر الشاشة الكبرى كلما سنحت الفرصة.

97 فيلماً.. وصعود مكانة قطر السينمائية

وتشهد نسخة 2025 مشاركة لافتة من السينمائيين حول العالم، حيث تقدم الأفلام التسعة والتسعون باقة متنوعة من القصص الإنسانية والإبداعية. ويقول المسلم إن المهرجان يهدف إلى تعزيز موقع قطر كمنصة عالمية لصناعة السينما، خاصة بعد إطلاق المسابقة الدولية ولجنة تحكيم دولية لأول مرة، ما يعدّ خطوة نوعية تضع الدوحة في موقع أكثر تأثيراً في خريطة المهرجانات الدولية.

وتبلغ قيمة جوائز المهرجان 300 ألف دولار موزعة على أربع مسابقات رئيسية: الأفلام الطويلة، الأفلام القصيرة، "صُنع في قطر"، وبرنامج "أجيال" المخصص للشباب.

المهرجان.. منصة فكرية وجمالية

ويمتد برنامج المهرجان لثمانية أيام، تتوزع فعالياته في مواقع ثقافية بارزة مثل كتارا، ومشيرب قلب الدوحة، ومتحف الفن الإسلامي، حيث تشمل الفعاليات عروضاً مجتمعية، وندوات حوارية، وبرامج شبابية، وورشاً تفاعلية، تجمع بين السينمائيين والباحثين والفنانين.

كما يمنح المهرجان مساحة واسعة للإبداع المحلي عبر قسم "صُنع في قطر" الذي يقدم عشر تجارب جديدة لصناع أفلام قطريين، تعكس تنوعاً لافتاً في الموضوعات والرؤى الفنية.

سينما فلسطين.. صوت يعلو من الدوحة

ويتوقع أن يكون الحضور الفلسطيني الأبرز هذا العام محطّ اهتمام نقاد وصحفيين دوليين، إذ يقدّم المهرجان فسحة نادرة لتعزيز حضور القصص الفلسطينية في مهرجانات كبرى، في وقت يتصاعد فيه الطلب على الأفلام الوثائقية التي تكشف حقائق الميدان بعيداً عن التسييس والتعتيم الإعلامي.

وإذ تنطلق فعاليات المهرجان اليوم، فإن فيلم "صوت هند رجب" يبدو مرشحاً ليكون الحدث الأبرز، ليس فقط لأنه يفتتح الدورة، بل لأنه يحمِل وجهاً فلسطينياً صغيراً استطاع أن يهزّ الضمير العالمي ويحوّل مهرجان الدوحة إلى منصة جديدة لصوت لا يزال يتردد.. صوت هند.