تجري شركتا جنرال إلكتريك فيرنوفا الأمريكية٬ وسيمنس إنرجي الألمانية٬ محادثات لتوريد توربينات غاز لمشروع إعادة بناء قطاع الطاقة في
سوريا، في صفقة تقدر قيمتها بنحو سبعة مليارات دولار، وفق ثلاثة مصادر قالت لوكالة رويترز.
ويأتي هذا المشروع بعد توقيع الحكومة السورية اتفاقا في أيار/مايو الماضي مع شركة تابعة لـ باور إنترناشيونال القابضة القطرية لإنشاء أربع محطات لتوليد
الكهرباء بتوربينات غاز ذات دورة مركبة بقدرة إجمالية تصل إلى 4000 ميغاوات، بالإضافة إلى محطة للطاقة الشمسية بطاقة 1000 ميغاوات.
وأوضح مصدر أن المحادثات قد تمنح كل من سيمنس٬ وإنرجي٬ وجنرال إلكتريك فيرنوفا٬ عقودا منفصلة للمشروع، لكنه شدد على أن توقيت إبرام الاتفاقيات لا يزال مبكرا للتحديد، دون الكشف عن قيمة العقود المخصصة للتوربينات.
وأضاف المصدر أن المحادثات قد تمتد لتشمل توريد البنية التحتية الحيوية لشبكة الكهرباء، بما يعزز فرص الشركات الغربية في الاستفادة من إعادة إعمار قطاع الطاقة السوري، خصوصا بعد أن خففت الولايات المتحدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب معظم العقوبات المفروضة على دمشق في وقت سابق من هذا العام.
وقالت سيمنس إنرجي لرويترز إن وفدا من الشركة التقى بالمسؤولين السوريين لدراسة كيفية تحسين إمدادات الطاقة على المدى القصير، مؤكدة استعدادها لتقديم خبراتها الفنية لدعم إنشاء إمدادات طاقة مستقرة وموثوقة لسكان البلاد. ولم ترد جنرال إلكتريك فيرنوفا ولا باور إنترناشيونال على طلبات التعليق، كما لم تصدر وزارة الإعلام السورية أي تعليق.
ويأتي هذا التحرك في سياق سعي سوريا لإحياء قطاع الطاقة بعد سنوات من الحرب الأهلية، والتي أدت إلى تدمير كبير في البنية التحتية، وتراجع إنتاج الغاز الطبيعي من 8.7 مليار متر مكعب عام 2011 إلى نحو 3 مليارات متر مكعب عام 2023. ومن المتوقع أن يدعم الغاز المستورد من أذربيجان وقطر تحسن الإمدادات الكهربائية بشكل ملحوظ خلال الأشهر الماضية.
كما أعلنت شركات أخرى مثل بيكر هيوز وهانت إنرجي وأرجنت للغاز الطبيعي المسال نيتها المشاركة في خطط إعادة الإعمار النفطي والغازي في سوريا، بينما وقعت دانة غاز الإماراتية مذكرة تفاهم مع الشركة السورية للبترول لتقييم فرص إعادة تطوير حقول الغاز المتضررة خلال الحرب.
وتسعى سوريا في عهد الرئيس الجديد أحمد الشرع إلى إعادة ترتيب علاقاتها الاستراتيجية بعيدا عن نفوذ إيران، وقد اجتمع الشرع مع الرئيس الأمريكي ترامب في واشنطن هذا الأسبوع، في إطار جهود تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري مع الغرب.