عُثر على المليونير الروسي في مجال العملات المشفرة رومان نوفاك وزوجته آنا مقتولين بعد استدراجهما إلى لقاء مزعوم مع "مستثمرين" في دولة
الإمارات العربية المتحدة.
ووفق تقارير صادرة عن جهات إنفاذ القانون، شوهد الزوجان المقيمان في
دبي آخر مرة قبل نحو شهر أثناء توجههما إلى منتجع الجبال في حتا للقاء شخصين كانا يعتقدان أنهما مستثمران، حيث تعرّضا لاحقاً لعملية ابتزاز بهدف الاستيلاء على عملات مشفرة.
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" في
تقرير أن نوفاك اشترى قبل اختفائه بوقت قصير سيارة بريطانية نادرة من طراز AC Cobra، مشيرة إلى أن الزوجين توجها إلى منطقة حتا برفقة سائقهما الشخصي، الذي أوصلهما إلى موقف سيارات قريب من البحيرة، قبل أن ينتقلا إلى مركبة أخرى لاستكمال رحلتهما.
أثناء الرحلة، أرسل نوفاك رسالة إلى بعض معارفه ذكر فيها أنه "عالق في الجبال على الحدود مع عُمان" ويحتاج بشكل فوري إلى 152 ألف جنيه إسترليني، بحسب ما أفادت سفيتلانا بيتريـنكو من لجنة التحقيق الروسية، التي أكدت أن التواصل مع الزوجين انقطع مباشرة بعد إرسال الرسالة.
تابعت السلطات هواتف الزوجين لمدة يومين في حتا، ثم في عُمان وكيب تاون، قبل أن تختفي الإشارات في أوائل تشرين الأول/أكتوبر. ويُعتقد أن الجناة عمدوا إلى تشغيل هواتف الضحيتين بهدف تضليل المحققين، وأطلقت عائلة الزوجين في
روسيا نداء استغاثة قبل أن تُكتشف جثتاهما مقطّعتين ومدفونتين في صحراء الإمارات. وتشير التحقيقات إلى أن منفذي
الجريمة مقاتلان روسيان سابقان في حرب بوتين في أوكرانيا، إضافة إلى ضابط تحقيق سابق في جرائم القتل.
وأظهرت صور بثتها وسائل إعلام روسية اعتقال ثلاثة مشتبه بهم في سانت بطرسبرغ ومنطقتي ستافروبول وكراسنودار بعد عودتهم من دبي.
وتم التعرف عليهم كمواطنين روس هم كونستانتين شاخت (53 عامًا)، وهو محقق سابق في جرائم القتل تحول إلى مهرب مخدرات، ويوري شاريبوف (46 عامًا)، وفلاديمير داليكين (45 عامًا) اللذان شاركا في الحرب الروسية قبل تسريحهما. ويُزعم أنهم كانوا "المستثمرين" الذين استدرجوا الزوجين لابتزازهما وسرقة كلمة مرور محفظة نوفاك الرقمية.
وذكرت وسائل إعلام روسية، من بينها موقع "فونتانكا"، أن "نوفاك لم يقاوم – لكن لم يكن هناك أي عملات مشفرة، فالمحفظة كانت فارغة". وبعد فشل الجناة في الحصول على فدية من أي جهة أخرى، "تم قتل رومان وآنا ثم تقطيعهما"، وفقاً للتقارير.
وأضاف الموقع أن "شرطة الإمارات عثرت على آثار دماء تعود لآنا نوفاك في الفيلا، ودماء داخل السيارة المستأجرة، إضافة إلى مخبأ من السكاكين بالقرب من مسرح الجريمة، وقميص أحد الجناة الذي تُرك في المكان على عجل".
تم حبس المتهمين الثلاثة حتى 28 كانون الأول/ديسمبر، فيما يُعتقد أن خمسة روس آخرين، جميعهم دون سن الخامسة والعشرين، على صلة بالقضية المروعة.
وكان نوفاك قد تفاخر بعلاقاته الواسعة مع شخصيات ثرية، من بينهم الملياردير الروسي مالك منصة "تيليغرام" بافل دوروف.
وأشارت التقارير إلى أن نوفاك كان قيد التحقيق وقت اختفائه بتهمة اختلاس أكثر من 38 مليون جنيه إسترليني من مستثمرين في العملات المشفرة، بحجة تطوير أعماله. ومن بين ضحاياه المزعومين "رجال أعمال من الصين ودول الشرق الأوسط"، وفقاً لتقارير روسية.
وذكرت صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" أن نوفاك كان بارعًا في إظهار نفسه كشخصية تعمل في مستوى كبار رجال الأعمال مثل بافل دوروف وبعض شيوخ العرب، غير أنها أوضحت أنه في الحقيقة لم يكن سوى محتال ماهر تمكن من إقناع العديد من المستثمرين بتسليمه مئات الملايين من الدولارات.
وبيّنت الصحيفة أن نوفاك كان يشرف على إدارة "شبكة عملات مشفرة سريعة وموثوقة" تعمل من خلال تطبيق صممه "مطورون أوكرانيون"، مشيرة إلى أنه قضى في السابق عقوبة سجن بتهمة الاختلاس. وأضافت أن السلطات الروسية أجرت في الآونة الأخيرة عمليات تفتيش داخل بورصات العملات المشفرة في منطقة موسكو سيتي، في محاولة لتعقّب أي أثر لاستثماراته.
أُعلن أن أطفال الزوجين، الذين فقدوا والديهم بعد الحادث، نُقلوا إلى رعاية والدي آنا لتولي شؤونهم بعد اختفائهما.