حول العالم

رسائل مسربة تكشف تواصل الأمير أندرو مع جيفري إبستين رغم إنكاره

قضايا إبستين تطال قصر باكنغهام وتعيد فتح القضية التي لم تُغلق بعد- جيتي
كشفت صحيفة "معاريف" العبرية، الثلاثاء 14 تشرين الأول/أكتوبر 2025، عن رسالة بريد إلكتروني مسربة تُظهر أن الأمير أندرو، دوق يورك، واصل تواصله مع مرتكب الجرائم الجنسية جيفري إبستين بعد إعلان قطع علاقته به، في ما وصفه مسؤولون بريطانيون بأنه "أزمة خطيرة تواجه العائلة المالكة".

وأوضحت الصحيفة أن الرسالة، المؤرخة في 28 شباط/فبراير 2011، أرسلها أندرو إلى إبستين وقال فيها: "أنا قلق عليك تماما كما أنت قلق علي! لا تقلق علي! يبدو أننا في نفس الموقف، وعلينا تجاوز هذا. على أي حال، سنبقى على اتصال وثيق، وسنلعب مجددا قريبا".

ووقع الأمير الرسالة بلقبه الرسمي "صاحب السمو الملكي دوق يورك، وسام الفروسية"، وهو اللقب الذي لم يُسحب منه حتى الآن. وبحسب "معاريف"، أُرسلت الرسالة بعد نحو 12 أسبوعًا من إعلان أندرو قطع اتصالاته بإبستين، وبعد يوم من نشر صورة تُظهره وهو يعانق فيرجينيا جوفري، البالغة من العمر 17 عاما آنذاك.

ونقلت صحيفة "ديلي ميل" عن مصادر قولها إن عنوان البريد الإلكتروني تم التحقق منه من خلال مراسلات سابقة، مشيرة إلى أن الوثيقة تثبت أن أندرو كذب في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عام 2019 حين قال إنه "لم يتواصل معه مجددًا منذ ذلك اليوم".

واعتبر مؤرخون ومسؤولون بريطانيون أن القضية تمثل أكبر أزمة تواجه النظام الملكي منذ تنازل الملك إدوارد الثامن عن العرش، وقال المؤرخ أ. ن. ويلسون إن "وجوده كشخصية ملكية أصبح فضيحة، وعلى الملك تشارلز والأمير ويليام عزله فورًا لتجنب إدانة العائلة بأكملها".



وخلال محاكمة إبستين، قالت فيرجينيا جوفري إنها تعرضت لاعتداء جنسي منه لأربع سنوات وإنها تعرفت على الأمير أندرو عبر غيسلين ماكسويل، مشيرة إلى أنها تناولت الشاي معهما قبل الذهاب إلى نادٍ ليلي في لندن حيث "خمن أندرو أن عمري 17 عامًا، فضحك الجميع، ثم قالت غيسلين إنني أصبحت كبيرة على جيفري". وأضافت أن إبستين أجبرها لاحقًا على ممارسة الجنس مع الأمير، وهو ما ينفيه أندرو.

وفي عام 2022، توصل دوق يورك إلى تسوية مدنية مع جوفري بقيمة 12 مليون جنيه إسترليني دون اعتراف بالذنب، بينما ذكرت "معاريف" أن جوفري انتحرت في وقت سابق من هذا العام.

ودعا الوزير البريطاني الأسبق نورمان بيكر إلى "تجريد أندرو من جميع ألقابه الرسمية"، معتبرًا أن "أيام امتيازاته انتهت"، فيما قال الكاتب أندرو ليوني، مؤلف السيرة الذاتية لعائلة يورك، إن "الرسالة المسربة تثبت كذبه في مقابلة نيوزنايت، وما زال هناك المزيد من الوثائق المنتظر كشفها".



وبحسب "ديلي ميل"، فإن الكونغرس الأمريكي يراجع مئات آلاف الوثائق المرتبطة بإبستين، من ضمنها رسائل أخرى "مجرّمة" بينه وبين أندرو. ونقلت الصحيفة عن مصادر في القصر الملكي أن الملك تشارلز الثالث يعتزم منع دوق ودوقة يورك من حضور احتفالات عيد الميلاد المقبلة في ساندرينغهام.

وفي السياق ذاته، أضافت الصحيفة أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير التقى إبستين عام 2002 في مقر رئاسة الحكومة بـ"10 داونينغ ستريت"، بعد وساطة من اللورد بيتر مندلسون، أي قبل ست سنوات من إدانة إبستين بجرائم جنسية ضد قاصرين.