جددت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، توغلها في محافظة
القنيطرة جنوب غربي
سوريا، في استمرار لسلسلة من الانتهاكات المتصاعدة لسيادة البلاد، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وقالت الوكالة إن قوة إسرائيلية مكونة من دبابتين وأربع سيارات عسكرية توغلت في بلدة جباتا الخشب بريف القنيطرة الشمالي، وأقامت حاجزا عند مدخل الكسارات على الطريق الواصل إلى قرية عين البيضا.
ولم يصدر تعليق رسمي من الحكومة السورية حول طبيعة هذا
التوغل أو ما أسفر عنه، غير أن دمشق عادة ما تدين هذه الاعتداءات المتكررة، مؤكدة التزامها باتفاقية فصل القوات الموقعة عام 1974، والتي أعلنت تل أبيب لاحقا انهيارها عقب سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024.
وفي تصعيد جديد، نقلت “سانا” أن القوات الإسرائيلية نفذت الاثنين الماضي توغلات أخرى في قرى العجرف والمشيرفة وأم باطنة بريف القنيطرة، حيث أجرت عمليات تفتيش موسعة ومحاصرة لعدد من المنازل.
وذكرت الوكالة أن دورية إسرائيلية مكونة من دبابتين وأربع سيارات عسكرية انطلقت من نقطة العدنانية باتجاه قرية المشيرفة، ثم توقفت في القرية نفسها وبدأت بتفتيش منازل السكان.
كما اقتحم رتل آخر من سبع آليات عسكرية ودبابتين قرية أم باطنة، وحاصر منزلا غرب سرية أم باطنة دون الكشف عن أهداف العملية.
وتأتي هذه التحركات ضمن سلسلة انتهاكات متكررة شهدتها المنطقة خلال الأسابيع الماضية، كان أبرزها توغل 21 آلية عسكرية إسرائيلية في قرى بريف القنيطرة الشمالي وبلدة الصمدانية الشرقية، في وقت يشتكي فيه الأهالي من تدمير أراضيهم الزراعية التي تمثل مصدر رزقهم الأساسي، إضافة إلى اقتلاع الغابات واعتقال مدنيين وإقامة حواجز وتفتيش المارة.
ورغم أن حكومة دمشق الحالية لم تصدر أي تهديد تجاه تل أبيب منذ سقوط النظام السابق، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي واصل تنفيذ غارات جوية وهجمات برية داخل الأراضي السورية، استهدف مواقع وآليات عسكرية ومستودعات ذخيرة، وأسفرت عن مقتل مدنيين وتدمير بنى تحتية، وفق ما نقلته وسائل الإعلام السورية.
وتحول الجنوب السوري منذ كانون الأول/ديسمبر الماضي، وتحديدا في محافظتي القنيطرة والسويداء، منطقة نفوذ عسكري وأمني إسرائيلي، بعد تدخل تل أبيب إلى جانب فصائل محلية مرتبطة بالشيخ حكمت الهجري، أحد مشايخ العقل لدى الدروز في سوريا.
وقد أدى ذلك إلى تحول الاحتلال إلى طرف مباشر في الأزمة السورية، التي اكتسبت لاحقا أبعادا سياسية تهدد وحدة البلاد.
وتتهم مصادر سورية الاحتلال الإسرائيلي باستخدام ورقة الدروز لتحقيق مكاسب ميدانية في الجنوب السوري وفرض شروطها على دمشق في أي تسوية مقبلة، بزعم “حماية أبناء الطائفة الدرزية”.
وتشير تقارير دبلوماسية إلى أن الطرفين دخلا مفاوضات غير معلنة برعاية أمريكية في عواصم غربية عدة، لكنها تعثرت بسبب تمسك تل أبيب بإنشاء ممر بري يصل بين الأراضي المحتلة ومحافظة السويداء، ورفضها العودة إلى حدود 1974، إضافة إلى مطالبتها بمنع دخول السلاح الثقيل جنوب دمشق.
في المقابل، تؤكد الحكومة السورية التزامها بسيادة أراضيها ووحدة البلاد، مطالبة بأن تكون أي ترتيبات أمنية تحت إشراف الأمم المتحدة.
وكان الرئيس السوري أحمد
الشرع قد كشف في وقت سابق أن الجيش الإسرائيلي نفذ أكثر من 1000 غارة جوية و400 توغل بري منذ الإطاحة بنظام حزب البعث في كانون الأول/ديسمبر 2024. كما أشار إلى أن الاحتلال دمر غرفا مسبقة الصنع واقتلع أشجارا داخل ثكنة مهجورة في ريف القنيطرة الأوسط.