اقتصاد دولي

"الذهب الصيني الجديد".. ابتكار علمي أم حملة تسويقية؟

ابتكار يجمع بين العلم والتسويق في سباق سوق الذهب العالمي- جيتي
أثار ما يعرف بـ"الذهب الصيني الجديد" جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، تزامنا مع الارتفاعات القياسية في أسعار الذهب عالميا، حيث بلغ سعر الأونصة الواحدة 4074 دولارا.

وطورت الصين نوعا مبتكرا من الذهب أطلقت عليه اسم "الذهب الصافي الصلب" أو "يينغ زو جين" بالصينية، وحصل على براءة اختراع بعد سنوات من البحث والتطوير.

وتمكنت الصين من إنتاج ذهب بنقاء يبلغ 99.9 بالمئة، حيث يتميز بصلابة استثنائية تصل إلى 60 درجة على مقياس فيكرز، أي ما يعادل أربعة أضعاف صلابة الذهب العادي، وذلك عبر إضافة كميات ضئيلة جدا لا تتجاوز 0.1 بالمئة من معادن نادرة.

ويجمع هذا الابتكار بين صفاء ذهب عيار 24 قيراطا وصلابة ذهب عيار 18 قيراطا، إذ أصبح الذهب الصيني الجديد خالصا بنسبة 99.9 بالمئة وفي الوقت ذاته شديد المتانة، وعلى الرغم من التغيير في تركيبه الذري، حافظ على لمعانه وثبات لونه ومقاومته للخدوش، ما أتاح إنتاج مجوهرات أكثر جمالا وخفة في الوزن.

وظهر هذا النوع لأول مرة في معارض الذهب الصينية خلال العام الجاري، ويشكل حاليا ما بين 20 و25 بالمئة من مبيعات المجوهرات الذهبية في الصين، ليصبح الأكثر انتشارا في السوق، وهو ما أثار تساؤلات حول تأثيره على أسواق الذهب التقليدية.

وأشارت تقارير إعلامية إلى أن الآراء على مواقع التواصل الاجتماعي تباينت بشأن "الذهب الصيني"، إذ رأى بعض المستخدمين أنه مجرد خدعة تسويقية لتعويض ارتفاع الأسعار، فيما اعتبره آخرون ابتكارا تقنيا يعزز من متانة المعدن، في حين حذر آخرون من انعكاساته المحتملة على سوق الذهب العالمي، متسائلين عن قيمته الاستثمارية.

وتوقع خبراء المجوهرات أن يشهد الذهب الصيني انتشارا عالميا واسعا وأرباحا كبيرة في المستقبل، إذ يوفر خيارا اقتصاديا للمستهلكين من خلال إنتاج حُليّ أخف وزنا مع الحفاظ على المظهر والقيمة، خاصة مع استمرار ارتفاع أسعار الذهب.


من جانبه، أوضح خبير الذهب محمد بن جميل أن "الذهب الصيني" ليس اختراعا جديدا، بل هو ذهب عادي يخضع لنفس القوانين والأسعار العالمية، مؤكدا أنه لن يؤثر على أسعار الذهب في الأسواق العالمية.

وأضاف في مقطع مصوّر أن الصين أضافت إلى الذهب النقي بعض المعادن ذات الخصائص الفيزيائية التي تمنحه صلابة مقبولة لتسهيل تشكيله كمشغولات ذهبية، موصياً الراغبين في الشراء باقتناء السبائك الذهبية لأنها "الأكثر نقاءً وخالية من أي إضافات".



وفي أيلول/سبتمبر الماضي، أطلق مجلس الذهب العالمي بالتعاون مع 14 شركة صينية مبادرة "طريق الحرير الجديد للذهب المبتكر" خلال معرض المجوهرات والأحجار الكريمة في مدينة هونغ كونغ.

ويكمن الفارق الأساسي بين الذهب الصيني والذهب الخالص في طريقة المعالجة والتركيب الفيزيائي، إذ أوضح خبراء أن الذهب الصيني يُصنع من ذهب نقي تضاف إليه معادن تمنحه صلابة أكبر، ما يجعله أكثر متانة وسهلا في التشكيل إلى مشغولات ذهبية تحمل مزيجا من القوة والجمال، بينما الذهب الخالص يكون أنقى لكنه أكثر ليونة ويصعب التعامل معه أثناء الصناعة.