سياسة عربية

رغم الحظر الدولي.. حفتر يحصل على مروحيات قتالية من هذه الدولة

موقع ديفنس ويب الجنوب أفريقي: حفتر يتلقى دعما عسكريا من روسيا وبيلاروسيا وبعض دول المنطقة – صفحة حفتر الشخصية
كشف موقع "أناليزي ديفيزا" الإيطالي المتخصص في الشؤون الدفاعية عن صفقة سرية أبرمتها قوات خليفة حفتر لشراء 4 مروحيات فرنسية الصنع طراز "غازيل" من جنوب أفريقيا، في خرق محتمل لحظر الأسلحة المفروض على ليبيا من قبل الأمم المتحدة.

وتمت الصفقة بحسب الموقع خلال الأشهر الأخيرة بسرية تامة، إذ جرى تصدير المروحيات من مطار لانسيريا الدولي قرب جوهانسبرغ على متن رحلات شحن خاصة يُعتقد أنها حطّت في مدينة بنغازي الليبية.

ونقل التقرير عن دارين أوليفييه رئيس تحرير مجلة "أفريكان ديفنس ريفيو" قوله إن المعلومات المؤكدة تشير إلى نقل 4 مروحيات من جنوب أفريقيا إلى ليبيا، لكنه أوضح أنه لا يعرف إن كانت خاضعة لضوابط تصدير رسمية أو ما إذا كانت الطائرات الناقلة عطّلت أجهزة الإرسال خلال الرحلات لتجنّب المراقبة.

صنعت في فرنسا
لمروحيات الأربع من طراز "غازيل إس إيه-341" (SA-341 Gazelle) ذات المحرك الواحد، صُنعت في فرنسا، لكنها كانت ضمن أسطول الجيش البريطاني قبل أن تُنزع عنها صفتها العسكرية وتُباع لشركات مدنية بجنوب أفريقيا.

وبحسب المجلة المتخصصة في أخبار الدفاع والأمن والأسلحة، تم نقل المروحيات عبر طائرات شحن من طراز "إيل-76" تابعة لشركة "ترانسافيا إكسبورت" البيلاروسية، حيث خضعت لتعديلات في جنوب أفريقيا وأُعيد تزويدها بالدروع وأسلحة رشاشة، لتتحول إلى طائرة شبه قتالية بعد أن أُزيلت منها الأسلحة سابقًا، معتبرة هذا التصرف خرقًا صريحًا للحظر المفروض من الأمم المتحدة على توريد الأسلحة إلى ليبيا.

ووفقًا لقانون مراقبة الأسلحة التقليدية في جنوب أفريقيا (NCACA)، يتطلب تصدير الطائرات العسكرية تصاريح حكومية صارمة، بما في ذلك شهادات المستخدم النهائي وفحوصات ما بعد التسليم، وأشارت المجلة إلى أنه إذا كانت هذه المروحيات قد تم الموافقة على تصديرها إلى الأردن، ثم ظهرت لاحقًا في ليبيا، فهذا يُعد تحويلًا غير قانوني للأسلحة، وهو بالضبط ما تهدف القوانين إلى منعه.

وأثار هذا الكشف انتقادات واسعة، حيث طالب حزب "التحالف الديمقراطي" المعارض في جنوب أفريقيا بفتح تحقيق شفاف ومراجعة صارمة لعمليات تصدير الأسلحة، وأشار الحزب إلى أن هذه الحادثة تُظهر ثغرات في الرقابة على الصادرات العسكرية، مما يُهدد مصداقية جنوب أفريقيا في مجال مراقبة الأسلحة، ويستدعي اتخاذ إجراءات قانونية ودبلوماسية لمحاسبة الأطراف المتورطة

من جانبها، أعلنت وزارة النقل الجنوب أفريقية عن بدء مراجعة شاملة لجميع رحلات "إيل-76" التي تمت هذا العام، للتحقق من مدى تورطها في نقل هذه المروحيات، وقالت المجلة إن هذه الصفقة تُعتبر مثالًا آخر على التحديات التي تواجه المجتمع الدولي في فرض رقابة فعّالة على تجارة الأسلحة، خاصة في مناطق النزاع مثل ليبيا.

قدرات جوية متنامية لحفتر
وربط موقع "أناليزي ديفيزا" الإيطالي التحقيق الحالي بقدرات قوات حفتر الجوية المتنامية. فبحسب موقع "ديفنس ويب" الجنوب أفريقي، لا تمثل صفقة "غازيل" تطورا استثنائيا، نظرا لأن حفتر يتلقى بالفعل دعما عسكرياً من روسيا وبيلاروسيا وبعض دول المنطقة.

وفي عرض عسكري أقيم في بنغازي في أيار/مايو الماضي، عرضت قواته أسطولا متنوعا يضم طائرات "ميغ-29" و"سو-24″ ومروحيات "مي-8″ و"غازيل" وطائرة نقل ثقيل "مي-26" بالإضافة إلى طائرات مسيّرة قتالية.

ووفق تقرير "ميليتاري بالنس 2025" الصادر عن المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، يمتلك جيش حفتر عددا غير محدد من مروحيات "مي-24/35" الهجومية وأكثر من 3 طائرات "غازيل إس إيه-341" إضافة إلى مروحيات نقل من طراز "إيرباص إتش-215″ و"مي-8″ و"مي-17" بينما خرجت من الخدمة مقاتلات "ميغ-21" و"ميراج إف-1″ القديمة.