شهدت شواطئ مدينة
خان يونس جنوب قطاع
غزة، الجمعة الماضي، مشهدا نادرا أثار الدهشة والفرح بين الصيادين والسكان المحليين، بعد أن تمكن عدد من الصيادين من اصطياد قرش حوتي ضخم، بلغ طوله نحو 10 أمتار ووزنه قرابة طنين.
وتجمع العشرات من المواطنين والنازحين على الشاطئ لمشاهدة
السمكة العملاقة، معبرين عن فرحتهم وذهولهم من حجمها الهائل، مؤكدين أن مثل هذه اللحظات النادرة تمنحهم بصيص أمل وسعادة وسط الظروف المعيشية القاسية التي يعانيها القطاع منذ سنوات طويلة.
تضارب في تحديد نوع السمكة
وفي حين أشارت بعض المصادر المحلية إلى أن السمكة التي اصطدمت بالشاطئ قد تكون من نوع "مولا مولا" أو سمكة الشمس المحيطية، وهي من أكبر الأسماك العظمية في العالم، أكد آدي باراش، المدير العام لمنظمة أسماك القرش في الاحتلال الإسرائيلي، أن الكائن الذي وصل إلى شواطئ خان يونس هو قرش حوتي.
ويُعرف القرش الحوتي بأنه أكبر أنواع القروش والأسماك الغضروفية في العالم، إذ قد يصل طول الفرد البالغ منه إلى 13 متراً، ويتجاوز وزنه أحياناً 21 طناً. ويتميز هذا الكائن البحري بلونه الأزرق الموشى بنقاط بيضاء، ويتغذى عبر شفط المياه التي تحتوي على العوالق والكائنات الدقيقة، دون أن يشكل أي خطر على الإنسان، إذ لا يمتلك أسناناً حادة ولم تُسجل له أي حوادث هجوم على البشر.
قطاع الصيد.. بين الدمار والأمل
يأتي هذا الحدث في وقت يعاني فيه قطاع الصيد البحري في غزة من أضرار جسيمة نتيجة حرب الإبادة الإسرائيلية، إذ لم يتبق من ميناء غزة سوى الحطام وبعض الأرصفة التي تحولت إلى مخيمات للنازحين، فيما بات آلاف الصيادين بلا مصدر رزق.
وفي هذا السياق، قال زكريا بكر، رئيس النقابة العامة للعاملين بقطاع الصيد في غزة، إن ما تعرض له الصيادون هو تدمير ممنهج من قبل الاحتلال الإسرائيلي، موضحاً أن الحصار البحري المفروض منذ سنوات، ومنع إدخال معدات الصيد، إلى جانب الملاحقات والمطاردات اليومية، كلها عوامل أدت إلى شلّ هذا القطاع الحيوي.
وأضاف بكر أن مشهد القرش الحوتي الضخم على شواطئ خان يونس شكل حدثا استثنائيا أدخل شيئا من البهجة إلى قلوب الناس، في وقت تندر فيه لحظات الفرح في غزة.