نال العالم الأمريكي
العربي
عمر ياغي جائزة نوبل للكيمياء، وحصل عليها برفقة الياباني سوسومو كيتاغاوا ووالبريطاني
ريتشارد روبسون، لاكتشافهم طريقة جديدة لبناء مواد كيميائية تُسمى الأطر الفلزية العضوية.
وتم تكريم ياغي والعالمين
الآخرين لابتكارهم "هياكل جزيئية ذات مساحات واسعة تسمح بتدفق الغازات والمواد
الكيميائية الأخرى، ويمكن استخدام هذه الهياكل، وهي أطر فلزية عضوية، في تجميع المياه
من هواء الصحراء، واحتجاز ثاني أكسيد الكربون، وتخزين الغازات السامة، أو تحفيز التفاعلات
الكيميائية".
وعلم ياغي بفوزه بجائزة
نوبل أثناء توقفه في طريقه إلى مؤتمر في بروكسل، بلجيكا، وقال: "عندما هبطتُ،
لم أجد شيئًا على هاتفي، ثم تلقيتُ اتصالًا".
وانتهى به الأمر بحديث
مطول مع أحد أعضاء لجنة نوبل، شاكرًا إياهم جزيل الشكر، محاطًا بالمسافرين المتعجلين.
وقال: "لا يوجد
شيء كهذا، إنه لأمرٌ مُدهش". استلام الجائزة "شعورٌ نادرٌ ما يغمرك".
نقد سابق من حملة المقاطعة
ولم تكن هذه الجائزة
الوحيدة التي فاز بها، حيث نال في عام 2018 جائزة المؤسسة الإسرائيلية “Wolf foundation” عن الكيمياء والتي تبلغ قيمتها 100 ألف دولار، تقديراً لإنجازه العلمي
في الكيمياء الحيوية.
وفي الوقت الذي رفض
فيه العالم الفيزيائي البريطاني ستيفن هوكينج دعوة رئيس دولة الاحتلال الأسبق شمعون
بيريز لحضور مؤتمر أكاديمي برعايته في القدس المحتلة عام 2013 بسبب الجرائم الإسرائيلية
بحق الشعب الفلسطيني، قبل ياغي ذو الأصول الفلسطينية تكريماً من المؤسسة التي تديرها
حكومة الاحتلال.
وانتقدت حملة المقاطعة
الفلسطينية ياغي لقبوله الجائزة الإسرائيلية في ظل جرائم الإبادة الجماعية التي يمارسها
الاحتلال ضد أبناء وطنه في الضفة وقطاع غزة.
وقالت الحملة في
بيان
لها آنذاك، "تدين الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل قبول
البروفيسور الأردني-الأمريكي من أصل فلسطيني، عمر ياغي، جائزة المؤسسة الإسرائيلية Wolf foundation".
كذلك أدانت الحملة
تصريح ياغي والذي قال فيه بأنه يشعر بالتقدير والفخر لمنحه الجائزة من قبل "صندوق
وولف" و"لدعمه وفهمه للطبيعة التحولية للعلوم الأساسية وتأثيرها اللامحدود
على التقدم البشري، وبالأخص على حرية الروح الإنسانية".
وتساءلت الحملة باستهجان،
"عن أي حرية إنسان يتحدث ياغي بينما يقبع الشعب الفلسطيني تحت نظام الاحتلال والاستعمار-الاستيطاني
و الأبارتهايد الإسرائيلي؟، كيف يقبل ياغي تكريماً من رئيس دولة الاحتلال داخل قاعات
الكنيست الإسرائيلي؟ لا سيما أن هذا التكريم يأتي تزامناً مع إحياء الشعب الفلسطيني
وأحرار العالم مرور سبعين عاماً على النكبة الفلسطينية".
وأضافت، "وفي
الوقت الذي يقوم فيه قناصة جيش الاحتلال بمجزرة متدحرجة ضد شعبنا في قطاع غزة المحاصر،
والنكبة المستمرة والتطهير العرقي المستمرين ضد شعبنا، بالذات في القدس والأغوار والنقب؟".
وأشار بيان الحملة
إلى أنه في الوقت الذي تتصاعد العزلة الدولية لإسرائيل ومقاطعة عدد متزايد من الأكاديميين/ات
والفنانين/ات العالميين/ات لها وتنامي التأييد لحركة المقاطعة(BDS)،
لاسيما في الجامعات الأمريكية وبين النقابات الأكاديمية في العالم، تشكّل مشاركة ياغي
هذه تواطؤاً واضحاً في ضرب الجهود الفلسطينية والدولية الهادفة إلى عزل النظام الإسرائيلي
الاستعماري والعنصري".
ووفق البيان
"تأكيداً للوظيفة التطبيعية لمنح هذه الجائزة إلى ياغي والاستغلال الإسرائيلي
السياسي لها، صرّح رئيس دولة الاحتلال أنّه: "لم يقتصر اختيار الفائزين بالجائزة
لتميزهم العلمي أو الفني فقط بل لما قدموه للبشرية والتواصل بين الشعوب... والبروفيسور
عمر ياغي من الجارة الأردن يثبت بأنه لا حدود ولا عوائق للتواصل من أجل الإنسانية".
نقد لاذع
وفور الإعلان عن فوزه
بجائزة نوبل تعرض عمر ياغي لنقد لاذع من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عادت
للواجهة مرة أخرى قضية قبوله لجائزة من دولة الاحتلال الإسرائيلي، التي تحتل وطنه.
وعبر عدد من المستخدمين
عن أسفهم وغضبهم لهذا التصرف، معتبرين أن القبول الإسرائيلي هو أول خطوة في طريق الفوز
بجائزة نوبل، حيث أكد الكثير منهم أن عدد من الفائزين بالجائزة نالوا قبلها جوائز من
الاحتلال.
جدل حول جائزة نوبل
وكثيرا ما تُثير جائزة
نوبل وتحديدا الممنوحة للسلام الجدل، حيث تم ترشيح ومنح الجائزة لشخصيات هم في نظر
البعض مجرمي حرب، منهم رئيس دولة الاحتلال الأسبق شمعون بيريز.
حيث اثار منح بيريز
جائزة نوبل للسلام الجدل والانتقاد لإدارة الجائزة، خاصة أنه متهم بارتكاب جرائم حرب
في فلسطين ولبنان، حيث هو من وافق على قصف مقر الأمم المتحدة في لبنان في حرب عام
2006.
ويتهم المنتقدون المؤسسة
المسؤولة عن الجائزة بأنها تقع تحت هيمنة غربية، ولذلك معظم الفائزين فيها حتى في فئة
الآداب هم غربيون.
يُذكر أن العالم عمر
ياغي فلسطيني الأصل وولد في الأردن لأسرة فلسطينية لاجئة، وكانت عائلته قد لجأت إلى
الأردن بعد نكبة عام 1948، كما أنه يحمل الجنسية السعودية أيضا إضافة للأردنية.