حول العالم

لماذا يبحث الإنسان عن العيش حتى عمر 150 عاما؟

قالت إن حياة قصيرة سعيدة أفضل من عمر طويل مليء بالعقاقير- CC0
قالت الكاتبة البريطانية جين شيلينغ في مقال نشرته صحيفة التلغراف بعنوان "حان الوقت لإعادة تعريف الشيخوخة"، إن فكرة إطالة عمر الإنسان إلى ما بعد الحدود المعروفة لم تعد ضربا من الخيال، بعدما تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ عن إمكانية أن يعيش البشر حتى 150 عاما.

وأشارت الكاتبة إلى أن سؤال "متى تبدأ شيخوخة الإنسان؟" شغل الفلاسفة منذ زمن أرسطو، لكنه عاد للواجهة مؤخرا بعد أن قال بوتين إن "الأعضاء البشرية يمكن أن تزرع بما يجعل الإنسان أصغر سنا وربما يضمن الخلود"، ليرد عليه شي جينبينغ بالقول إن "الناس قد يعيشون حتى 150 عاما بنهاية هذا القرن".

وأضافت شيلينغ أنه ليس من الصعب فهم سبب انجذاب الزعيمين الروسي والصيني إلى مثل هذه الفكرة، فكل منهما تجاوز السبعين من عمره، ووفقا لمعيار عمر الإنسان الممتد إلى 150 عاما، فإنهما "ما زالا في منتصف الطريق تقريبا، وربما أمامهما 80 عاما أخرى".

وتساءلت الكاتبة بسخرية: "كيف يا ترى يكون شعور إنسان يبلغ من العمر 150 عاما؟"، مجيبة: "ربما يشبه شعور شاب في الثالثة والسبعين". لكنها أوضحت أن مشروعات إطالة الحياة إلى ما لا نهاية تطرح تساؤلا آخر: "ماذا سنفعل بكل هذا الوقت الإضافي؟"، معتبرة أن الإجابة بالنسبة لبوتين وشي ربما تكون "الاستمرار في الحكم ما دامت الأعضاء المستزرعة تقوم بوظائفها بنجاح".


وذكرت شيلينغ أن مؤسسات عدة بدأت تطرح أفكارا لمساعدة كبار السن على الاستفادة من أعمارهم الطويلة من خلال "خوض تجارب جديدة، وتكوين صداقات جديدة، وتعلم مهارات جديدة"، لكنها تساءلت: "إذا كانت هذه المهام صعبة على من بلغوا الستين أو السبعين، فكيف ستكون لمن يبلغ ضعف هذا الرقم؟".

وأضافت أن الباحثين عن الشباب الدائم ينشغلون غالبا بمتابعة العقاقير المضادة للشيخوخة، إلى درجة أنهم لا يجدون وقتا كافيا للاستمتاع بحياتهم المديدة.

وأشارت الكاتبة إلى قول الأديب هنري ميلر: "من ذا الذي يريد أن يعمر مئة عام؟ إن حياة قصيرة تملؤها البهجة خير ألف مرة من حياة طويلة يكتنفها الخوف والحذر وتمرر حَلقَها الأدوية والعقاقير".