سياسة عربية

مجازر إسرائيلية بشعة في مدينة غزة وسط موجات نزوح جديدة (شاهد)

فجر جيش الاحتلال مجنزرة مفخخة بأطنان من المتفجرات في تل الهوا بمدينة غزة- جيتي
كثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الساعات الأخيرة قصفه وغاراته الجوية في مدينة غزة، وارتكب مجزرة في تل الهوا غربي المدينة، وذلك ضمن حرب الإبادة الجماعية المتواصلة في القطاع منذ عامين.

واستشهد أكثر من 50 مدنيا جراء استهداف الاحتلال منزلهم، ولا تزال بعض الجثث تحت الأنقاض، وأحصت مستشفيات القطاع مزيدا من الشهداء في ظل استمرار قوات الاحتلال في قصف مناطق مختلفة من المدينة، ونسف عدد من المباني.



وشن جيش الاحتلال غارات جوية جديدة على حي التفاح شرقي مدينة غزة، أدت إلى تدمير منازل المواطنين، تزامنا مع تقدم آليات الاحتلال ودباباته العسكرية في المناطق الشمالية الغربية من المدينة.

واستقبل مجمع ناصر الطبي بمدينة خانيونس 7 شهداء بينهم 3 أطفال، وسيدتان بالإضافة إلى 20 إصابة جُلهم من الأطفال والنساء، جراء استهداف الاحتلال تجمع للمواطنين أمام مقر عيادة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بمخيم البريج وسط القطاع.

وأكد الناطق باسم الدفاع المدني في غزة أن سيارات الإسعاف ما زالت تنقل الشهداء والجرحى إلى المستشفيات، جراء استمرار المجازر الدموية.



وفجر جيش الاحتلال مجنزرة مفخخة بأطنان من المتفجرات لتدمير منازل المواطنين في تل الهوا بمدينة غزة، تزامنا مع إلقاء مناشير تطالب السكان بالإخلاء الفوري والتوجه نحو الجنوب.

وأكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن 1.9 مليون شخص نزحوا قسرا في القطاع، مشيرة إلى أن "المعاناة والدمار في غزة لا يمكن تصورهما"، مجددة دعواتها إلى وقف إطلاق النار الفوري لحماية المدنيين ومنع المزيد من الكوارث الإنسانية.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن العالم يجب أن لا يخشى ردود الفعل الإسرائيلية، في ظل مواصلة إسرائيل حربها على قطاع غزة وسعيها لضم الضفة الغربية تدريجيا.

وشدد على أنه "ينبغي أن لا نشعر بالخشية من خطر رد الفعل الانتقامي، لأنه سواء قمنا بما نقوم به أم لا، هذه الإجراءات ستستمر، وعلى الأقل هناك فرصة لحشد المجتمع الدولي لممارسة الضغط لمنع حدوث ذلك".

وتابع: "لا أعتقد أننا نتحدث عن رد انتقامي في هذا الأمر أو ذاك. لقد كان هناك تقدم مستمر في إجراءات الحكومة الإسرائيلية بهدف تدمير غزة بالكامل الآن، وضم الضفة الغربية تدريجيا".

واعتبر أن ما يجري في غزة يمثل "أسوأ مستوى من الموت والدمار رأيته منذ أن توليت منصب الأمين العام، وربما في حياتي"، مؤكدا أن معاناة الشعب الفلسطيني لا يمكن وصفها ، مجاعة وافتقار تام للرعاية الصحية الفعالة والناس يعيشون دون مأوى مناسب في مناطق ذات اكتظاظ هائل".

وقاد غوتيريش دعوات من أجل أن توقف إسرائيل حربها في القطاع، وتتراجع عن الهجوم "غير المسبوق" الذي تهدد بشنه على مدينة غزة.



من جانبها، أوضحت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في غزة، أولغا تشيريفكو، أن آلاف النازحين من شمال القطاع يتجهون جنوباً دون وجود أماكن كافية لإيوائهم أو ضمانات للأمان، مؤكدة أن الخدمات الصحية وصلت إلى حافة الانهيار.

ميدانيا، أفادت مصادر طبية بأن مستشفى الشفاء استقبل 37 شهيدًا، فيما وصل إلى المستشفى المعمداني 10 شهداء، وإلى مستشفى العودة شهيدان، في حين استقبل مستشفى ناصر 3 شهداء.

وأعلنت وزارة الصحة عن استشهاد 75 فلسطينياً وإصابة 304 آخرين خلال الـ 24 ساعة الماضية، وبهذا يرتفع إجمالي ضحايا العدوان المستمر منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 65,283 شهيدًا و166,575 مصابًا.



في حين بلغ عدد ضحايا التجويع 440 شهيدًا، بينهم 147 طفلاً، عقب إعلان وزارة الصحة عن وفاة 4 أشخاص خلال 24 ساعة نتيجة التجويع وسوء التغذية، ومن بين الضحايا، جرى الإعلان عن وفاة الطفلة حبيبة أبو شعر (3 أعوام) في مجمع ناصر الطبي بسبب نقص الغذاء والعلاج اللازم.

وأفاد مكتب "أوتشا" بأن أكثر من 28 ألف حالة سوء تغذية حاد بين الأطفال دون سن الخامسة شُخّصت في قطاع غزة خلال شهري تموز/يوليو و آب/أغسطس الماضيين فقط. وهو عدد يتجاوز إجمالي الحالات المُسجلة خلال النصف الأول من العام الجاري.

وذكّر تقرير أوتشا بأن هذه الأرقام ناقوس خطر يتطلب تحركا عاجلا من الجميع أفرادا ومؤسسات ومنظمات دولية.