سياسة عربية

صحفي عمل في "بي بي سي" يفضح تحيزها.. "الرواية الفلسطينية تشوه"

تغطية الـ"بي بي سي" تجاهلت بشكل كامل إنجاز الشريف وحصوله على جائرة مرموقة- الأناضول
كشف الصحفي السابق في هيئة الإذاعة البريطانية الـ "بي بي سيمحمد شلبي، عن الأسباب التي دفعته لمغادرة المؤسسة بعد سبع سنوات، مؤكدًا أن تجربته الأخيرة جعلته يشعر بأنه أصبح متواطئًا في "الإبادة الجماعية على غزة"، حيث أكد أن الطريقة التي تتعامل بها الـ" البي بي سي" مع الأخبار المتعلقة بالقضية الفلسطينية كانت منحازة بشكل واضح.

وأوضح شلبي أن التغطية الصحفية الفلسطينية كانت تخضع كل معلومة للتحقيق والتحريات الدقيقة، في حين أن الأخبار الإسرائيلية لم تكن تخضع لأي تحقق مماثل.

وأضاف الصحفي الذي ينحدر من أصول فلسطينية ومولود في مصر على مسافة 150 كم من غزة: "كنا نجري تحريات تستخدم لتشويه الروايات الفلسطينية وتقويض مصداقيتها، وهو ما جعلني أشعر بخيانة مهنتي وأخلاقي"، واعتبر أن هذه السياسات خلقت بيئة خصبة للتحيز اللاواعي وأحيانًا العنصرية داخل المؤسسة.

وحذر شلبي من اعتماد بعض الصحفيين والمحررين على أدوات ترجمة سريعة مثل Google Translate أو ChatGPT لفهم منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي المتعلقة بالقضية الفلسطينية، بينما لم يتم تطبيق أي معايير مشابهة على الأخبار الإسرائيلية.



وأشار إلى أن حادثة اغتيال الصحفي الفلسطيني أنس الشريف – الحاصل على جائزة بوليتزر – في آب / أغسطس الماضي، كانت اللحظة التي دفعت به لاتخاذ قرار الاستقالة.

وقال: "تم وصف الشريف بأنه 'عمل مع فريق إعلامي تابع لحماس' دون تقديم مصدر موثوق أو تحقق من المعلومة، عندما حاولت الاستفسار، وجهت للتحقيق في مكان آخر، وحتى تعرضت للتحذير من احتمال إدراجي على قائمة سوداء".

وأضاف شلبي أن التغطية تجاهلت بشكل كامل إنجاز الشريف بحصوله على جائزة بوليتزر، في حين فتحت المؤسسة أبوابها للتغطية الواسعة للأحداث في أوكرانيا، وذكر مثالًا على قصة رفضت المؤسسة نشرها تتعلق بصور لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في موقع عسكري داخل منزل مدني، بينما نُشرت لاحقًا قصة مشابهة عن الرئيس الروسي بوتين في كورسك بتغطية واسعة.

واختتم شلبي بالقول: "ستظل لدي تساؤلات حول العنصرية والتمييز المؤسسي داخل المؤسسة. ما تقوله الأمم المتحدة عن غزة اليوم هو ذاته ما يكرره الفلسطينيون منذ سنوات، لكن في الـ"بي بي سي" كان يُقمع كل شيء باسم العلاقات العامة والدبلوماسية".