سياسة عربية

بعد 8 ساعات تحت أنقاض منزلها في غزة.. انتشال الطفلة مرح واستشهاد أمها

إنقاذ الطفلة "مرح" من تحت الأنقاض بالأيدي وبمعداتٍ بسيطة وبدائيّة – الدفاع المدني في غزة
انتصر الأمل أخيرًا، بعد تمكن طواقم الدفاع المدني من إنقاذ الطفلة مرح وهي تنبض بالحياة من تحت أنقاض منزلها الذي دمّره الاحتلال في حي الدرج شرق غزة، لكنها فقدت أمها شهيدة تحت الأنقاض.
وتداولت منصات التواصل، مقطعا مصورا لحظة انتشال الطفلة الفلسطينية بعد بقائها تحت ركام منزلها 8 ساعات.


ومن بين أكوام الركام، نادى فريق الدفاع المدني بصوت مرتجف: "إحنا حنطلعك يا مرح"، وبعد ساعات طويلة من الحفر والبحث، خرجت الطفلة مرح الحداد البالغة من العمر 11 عاما، حية من تحت أنقاض منزلها الذي سحقه القصف الإسرائيلي في قلب مدينة غزة.


وكان أحد أفراد الدفاع المدني يتحدث للطفلة في محاولة لرفع معنوياتها، حيث سألها مع من تتحدث لتجيبه أنها "تتحدث إلى والدتها"، وعندما سألها عنها، أكدت له "أنها في الجنة" في دلالة إلى أنها استشهدت، بعد أن كانت شاهدة على ليلة دموية في حي الدرج، حيث انهار منزل العائلة فوق ساكنيه.


ولاقى مقطع الفيديو الذي وثق لحظة إنقاذ مرح، انتشارا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تساءل نشطاء: "متى سيصحو العالم على ما يحدث في غزة من حرب إبادة متواصلة منذ أكثر من 23 شهرا، يُقتل خلالها المدنيون على مرأى ومسمع من الجميع وسط صمت دولي مريب؟".


كما أكد آخرون أن قصة مرح ليست إلا واحدة من بين مئات الحكايات التي يكتبها أطفال غزة يوميا بدموعهم ووجعهم، في حين يستمر شبح الحرب في حصد أرواح العائلات، وترك الناجين أسرى لذكريات لا تمحى، خاصة مع تكثيف جيش الاحتلال الإسرائيلي غاراته العنيفة التي بدأت بضرب المدينة تمهيدا للعملية البرية الواسعة.


ولفت آخرون إلى أن مرح خرجت من تحت الركام كـ"معجزة صغيرة"، لكن غزة بأكملها ما زالت تبحث عن طوق نجاة، في حين يواصل أطفالها كتابة قصصهم بالدموع والوجع تحت أنظار عالم يكتفي بالصمت، ويشهد حي الدرج قصفا يعد من أعنف ما شهدته المنطقة منذ بدء الحرب، إذ هز أحياء مدينة غزة وأدى إلى انهيار عشرات المنازل فوق ساكنيها، في مشهد يختزل مأساة سكان القطاع الذين يواصلون دفع الثمن الأكبر للصراع المستمر


وتخطت حصيلة الشهداء في قطاع غزة، الأربعاء، حاجز الـ 65 ألف فلسطيني، على وقع استمرار المجازر، والقصف الوحشي في شتى مناطق القطاع، خصوصا في مدينة غزة التي تتعرض لغارات مكثفة وغير مسبوقة.


وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن حصيلة العدوان الإسرائيلي وصلت إلى 65 ألفا و62 شهيدًا و 165 ألفا و697  إصابة منذ بدء الحرب على قطاع غزة، مشيرة إلى أن مستشفيات قطاع غزة استقبلت خلال الـ24 ساعة الماضية 98 شهيدًا، و 385 إصابة جديدة.