نفت مصادر
مصرية مطلعة على العلاقة بين مصر وإسرائيل، في حديث مع صحيفة
هآرتس العبرية، ما
أوردته تقارير بشأن قرار مصر تقليص التنسيق مع إسرائيل عقب الهجوم على قطر، ونقلت هآرتس عن
المصادر تأكيدها، أن العلاقات الأمنية-المخابراتية بين البلدين مستمرة كالمعتاد.
وأفادت تلك المصادر لقناة العربية السعودية، يوم الاثنين، أن القاهرة تعمل على
تغيير شكل العلاقات مع إسرائيل، وتدرس نشاط القنوات الأمنية بينهما، فيما صرح
مسؤول إسرائيلي كبير لصحيفة هآرتس بأن إسرائيل لا تعترف بهذا القرار.
ومؤخرا، تزايدت
وتيرة التصعيد بين مصر وإسرائيل على مستويات عدة، وهو ما يشير إلى تحولات واضحة في
العلاقة بينهما بعد ما يقرب من 46 عاماً على توقيع معاهدة السلام، مع مضي إسرائيل
قدما في تنفيذ خطتها لتهجير الفلسطينيين خارج قطاع غزة، مع التلويح بتجميد التعاون
بينهما في مجال الغاز الطبيعي أواخر آب/أغسطس، وفي ظل تصعيد إسرائيلي ضد الدولة
المصرية التي اتخذت في المقابل إجراءات احترازية لأي تهديدات محتملة.
وقال مصدر
حكومي مسؤول على صلة بملف العلاقات المصرية الإسرائيلية، إن العلاقات أخذت في
التدهور خلال الأشهر الماضية، منذ أن تحدث نتنياهو عن مخطط "إسرائيل
الكبرى"، والذي تضمن خريطة أشار فيها إلى مناطق من شبه جزيرة
سيناء، وهو ما
اعتبرته مصر إجراءً عدائياً مباشراً، وما ضاعف هذا التوتر أن إسرائيل تجاهلت
المبادرة المصرية القطرية الجزئية لوقف إطلاق النار رغم أنها راعت الجزء الأكبر من
مطالبها.
من جهتها،
قالت وكالة
رويترز، إن قصف إسرائيل لقطر الأسبوع الماضي يُنذر بصدع جديد مع دول عربية
طبعت علاقاتها مع تل أبيب، وأضافت الوكالة أن إسرائيل ومصر، خاضتا حروبا في أعوام
1948 و1956 و1967 و1973، لكن مصر أبرمت أول معاهدة سلام بين دولة عربية وإسرائيل
عام 1978 في
كامب ديفيد، فيما تشير استطلاعات رأي إلى أن تلك المعاهدة لا تحظى
بشعبية كبيرة بين المصريين، لكنها صارت ركيزة مستمرة لسياسات القاهرة الخارجية
والأمنية وحاسمة أيضا في علاقتها بالولايات المتحدة.
وفي مقال رأي
نشرته الـ"فايننشال تايمز"، جاء فيه إن إسرائيل عزلت أهم شريك عربي لها،
وهي مصر، حيث قالت الكاتبة كسنيا سفتلوفا، العضوة السابقة في الكنيست الإسرائيلي
ورئيسة المنظمة الإقليمية للسلام والاقتصادات والأمن، إن التهديد الذي أطلقه نتنياهو،
هذا الشهر بعرقلة
صفقة غاز بقيمة 35 مليار دولار مع مصر، "يُعد خطأً كبيراً،
ويهدد بتقويض الشراكة العربية الأكثر حيوية لإسرائيل".
وترى سفتلوفا أن ذلك
يعكس نمطاً مُقلقاً من الأزمات "المُصطنعة" و"المصممة" للضغط
على القاهرة "لقبول سياسات لا يمكن لأي حكومة مصرية أن تتبناها على الإطلاق"،
حيث تدعي حكومة نتنياهو أن مصر قد أحدثت خروقات باتفاقية السلام، عقب مزاعم نُشرت
على وسائل التواصل الاجتماعي، حول زيادة القوات المصرية في سيناء، والذي تبين عدم
صحتها، وأنه تم نشرها من قبل شخصيات يمينية لأسباب سياسية.
وكانت القناة
الـ12 العبرية قد تحدثت عن أن مصر قلصت اتصالاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، وأن
العلاقات بين الجانبين تدهورت إلى أدنى مستوياتها منذ بدء حرب غزة، وأضافت القناة العبرية، إنه بالتوازي مع انخفاض
الاتصالات الدبلوماسية بين إسرائيل ومصر إلى أدنى مستوياتها منذ بدء الحرب، تم
انقطاع التنسيق الأمني بين الجانبين مؤخرا حتى إشعار آخر، فيما استشهدت بتقرير
لموقع عبري عن وجود خطة مصرية لإنشاء "قوة عربية مشتركة" لتوفير الحماية
للدول العربية، تشارك مصر بـ20 ألف مقاتل فيها.