اعتبر السفير البريطاني لدي الاحتلال الإسرائيلي أن حل الدولتين ليس تهديدًا
لتل أبيب، بل ضمانة لمستقبل مستقر وآمن في المنطقة.
سيمون
والترز السفير البريطاني في تل أبيب، أكد أننا "نعمل على تعزيز حل الدولتين
كجزء من التزامنا العميق بأمن الاحتلال، وليس لأننا نَنْأَى بأنفسنا عن هذا
الالتزام، لأن
الدولة الفلسطينية لا تعني تهديدًا وجوديًا لحدود الاحتلال، وكما
قال رئيس الوزراء كير ستارمر، عندما أعلن عن نيته الاعتراف بدولة فلسطينية في أيلول/سبتمبر،
فإن الهدف كان ولا يزال دولة احتلال آمنة، بجانب دولة فلسطينية ذات سيادة وقابلة
للحياة".
وأضاف
في مقال نشره
موقع "واللا" العبري،
وترجمته "عربي21" أن "الموقف البريطاني الداعم للدولة الفلسطينية ينبع من منطق استراتيجي واضح
يرتكز الى عدة نقاط، أولاها أن العلاقات بين الدول هي الأكثر استقرارًا، ولهذا
السبب كانت اتفاقيات السلام مع الأردن ومصر ضرورية للغاية لأمن الاحتلال، وثانيها
أن الوضع الراهن القائم غير مستقر بطبيعته؛ وإن زيادة عدد الفلسطينيين تحت
الاحتلال المهين الذي لا نهاية له، وصفة لدورات متكررة من العنف".
وأشار
أن "النقطة الثالثة تعتمد على المفاوضات على حل الدولتين بين الإسرائيليين والفلسطينيين،
وفيها ستتاح للاحتلال الفرصة بالحصول على ضمانات لأمنه، وستدعم بريطانيا وحلفاءه الحصول
على هذه الضمانات، بما فيها نزع سلاح أي دولة فلسطينية تنشأ، كما أكد الرئيس
الفلسطيني محمود عباس مؤخرًا في رسالة للرئيس الفرنسي ماكرون أن الدولة الفلسطينية
ليس لديها نية لتسليح نفسها، ولذلك فإن حل الدولتين المتفاوض عليه من شأنه أن يوفر
المزيد من الأمن للإسرائيليين والفلسطينيين مقارنة بالوضع الراهن".
وأوضح
أنني "قادم من مجتمع شكّلته الصراعات، ففي إيرلندا الشمالية، عانينا لعقود من
سفك الدماء والانقسام، وهناك درس واحد بارز أنه بدون رؤية سياسية إيجابية، يجد
العنف دائمًا طريقًا للعودة، وتتزايد مشاعر الظلم وتنفجر إذا لم يتم معالجتها من
خلال المفاوضات، وهذا أمر مؤلم، لكن الوضع الراهن القائم أكثر خطورة بكثير، حيث يسيطر
الاحتلال بشكل متزايد على حياة ملايين الفلسطينيين الذين لا يتمتعون بحقوق سياسية داخل
البلد الذي هم مواطنون فيه، وهذا الوضع يقوض أمن الاحتلال على المدى الطويل".
وأكد
أن "تشجيع كبار السياسيين للعنف لا يقوض مكانة الاحتلال في العالم، ويقضي على
الأصوات المعتدلة فحسب، بل يقلل أيضًا من مساحة حل سلام تفاوضي، ويتعلق بيان رئيس
الوزراء ستارمر بإنهاء الحرب في غزة، حيث صدمت مشاهد الجوع المروعة، والأعداد
الصادمة من القتلى المدنيين، الحكومات والشعوب حول العالم، وحفّزتهم، لأنهم
يطالبون بالتغيير".
وأشار
أن "التاريخ يعلمنا أن الصراعات تنتهي عندما يقرر القادة أن تكلفة عدم حلّها
باهظة للغاية، وقد ساعد إعلان ستارمر، بجانب شركائنا، في حشد أعضاء الجامعة
العربية الـ 22 لتوقيع الإعلان التاريخي الذي رفض علنًا نهج حماس، ودعوتها لإلقاء
سلاحها، وإطلاق سراح الرهائن، وإفساح المجال للسلطة الفلسطينية لحكم غزة، وهذا حدث
تاريخي، لكن تطبيع العلاقات في المنطقة يعتمد على إنهاء
حرب غزة نهائيًا، والالتزام
بمسار السلام مع الفلسطينيين، دون ذلك، سيكون مستحيلا على قادة المنطقة الحفاظ على
استمرار العلاقات".
وأوضح أن "هذا
مهم لكل من يهتم بمكانة دولة الاحتلال الإقليمية، وشرعيتها على المدى الطويل،
وأمنها، وقد وقفت بريطانيا بجانبها في أحلك ساعاتها، لكن الصداقة الحقيقية تتضمن
محادثات صادقة، إن مشاهد غزة اليوم وصمة عار في تاريخها، وسمعتها، ويجب أن تنتهي
الحرب فورًا، لأن واقع الدولة الواحدة ليس حلاً، بل يُلغي إمكانية عيش الأجيال
القادمة حياةً طبيعيةً خاليةً من الصراع والحرب، وقد حان الوقت للتفاوض مع
الفلسطينيين، الذين ترغب غالبيتهم العظمى في السلام، لأن الوضع الحالي لا يُطاق".