سياسة دولية

اعتقالات في بريطانيا تطال ناشطين قبيل مظاهرة كبرى داعمة لفلسطين

جرى توقيف خمسة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 26 و61 عامًا في لندن وكامبريا ويوركشاير، للاشتباه بتشجيع دعم منظمة محظورة.. الأناضول
شهدت العاصمة البريطانية لندن موجة اعتقالات مثيرة للجدل، طالت خمسة من الناشطين البارزين في مجموعة Defend Our Juries، وذلك قبل أيام من مظاهرة حاشدة أعلن أكثر من ألف شخص مشاركتهم فيها، رفضًا لحظر السلطات البريطانية لحركة Palestine Action.

وأكدت المجموعة أن المظاهرة المقررة السبت المقبل أمام البرلمان البريطاني ستُنفذ كما هو مخطط، رغم التهديدات القانونية، قائلة: "نحن نعارض الإبادة الجماعية.. نحن ندعم Palestine Action".

وأوضحت شرطة العاصمة أن الاعتقالات جاءت في إطار "تحقيق استباقي" تقوده وحدة مكافحة الإرهاب، حيث جرى توقيف خمسة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 26 و61 عامًا في لندن وكامبريا ويوركشاير، للاشتباه بتشجيع دعم منظمة محظورة، وفق المادة 12 من قانون الإرهاب البريطاني لعام 2000.

من بين المعتقلين، تيم كروسْلاند، المحامي الحكومي السابق وأحد مؤسسي Defend Our Juries، الذي كان مقررًا أن يتحدث في مؤتمر صحفي ظهر الثلاثاء، إلى جانب طالب القانون بادي فريند، الذي اعتُقل فجراً.



منظمة العفو الدولية وصفت الاعتقالات بأنها "مقلقة للغاية"، محذّرة من أن الناشطين السلميين قد يواجهون أحكامًا تصل إلى 14 عامًا من السجن. وقالت كيري موسكوجيوري، مديرة الحملات في المنظمة: "هذا تصعيد خطير في تكميم الأفواه، ومثال مرعب على استعداد السلطات البريطانية لتبني ممارسات سلطوية لإسكات المعارضة".

بدورها، أكدت Defend Our Juries أن توقيف المتحدثين قبل مؤتمرهم الصحفي يمثل "اعتداءً غير مسبوق على حرية التعبير في بريطانيا"، معتبرة أن هذه الإجراءات أقرب إلى "أساليب الأنظمة السلطوية حول العالم".

الحدث المرتقب السبت سيكون ثاني احتجاج علني كبير أمام البرلمان منذ تصنيف Palestine Action كمنظمة محظورة مطلع يوليو/تموز الماضي، حيث شهدت المظاهرة السابقة مشاركة نحو ألف شخص، اعتُقل نصفهم، معظمهم من كبار السن.

ويرفع المتظاهرون شعارات مثل: "أعارض الإبادة الجماعية.. أساند Palestine Action".

المظاهرة المقبلة تأتي متزامنة مع مسيرة كبرى تنظمها حملة التضامن مع فلسطين PSC، ومع افتتاح معرض الأسلحة الدولي DSEI، الذي يثير موجة رفض شعبية ورسمية، حيث جدد عمدة لندن صادق خان معارضته لانعقاده، معتبراً أنه "مشهد غير مقبول في وقت تواصل فيه إسرائيل حربها الدموية على غزة".

وتأسست "فلسطين أكشن" عام 2020، وذاع صيتها من خلال الأنشطة التي نفذتها في بريطانيا بعد بدء إسرائيل ارتكاب إبادة جماعية بغزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وعُرف عن المجموعة تنفيذ أنشطة لوقف الإنتاج في المصانع التابعة لشركات تتعامل مع إسرائيل، ومن أبرز أنشطتها ما نفذته ضد مصنع شركة "ألبيت سيستمز" الإسرائيلية للصناعات الدفاعية في مدينة بريستول، حيث أدى ذلك إلى تعطيل إنتاج الطائرات المسيّرة في هذا المصنع.

واتُخذت الخطوة الأولى نحو إعلان المجموعة "منظمة إرهابية" بعد الاحتجاج الذي نُظم في قاعدة "برايز نورتون" الجوية التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني في أوكسفورد شاير في 20 يونيو/ حزيران الماضي.

وفي ذلك الاحتجاج، دخل أعضاء من المجموعة القاعدة الجوية ورشّوا طلاء أحمر على محركات طائرتين عسكريتين بريطانيتين.

وعقب هذا الاحتجاج، قدمت وزيرة الداخلية إيفيت كوبر مشروع قانون إلى البرلمان يهدف إلى إعلان "فلسطين أكشن" منظمة "إرهابية".

وتمت الموافقة على مشروع القانون في مجلس العموم البريطاني الأربعاء، وفي مجلس اللوردات الخميس الماضي.

وفي وقت لاحق رفضت المحكمة العليا البريطانية طلبا قدمته المجموعة لوقف القرار، ليصبح الحظر نافذًا اعتبارًا من 5 يوليو الجاري.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة خلّفت 63 ألفا و633 شهيدا، و160 ألفا و914 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين.