طب وصحة

"مخدر الشوارع" يتحول إلى وقود للجرائم مع انتشاره في مصر

صندوق مكافحة وعلاج الإدمان في مصر: ارتفاع نسبة تعاطي المخدرات في البلاد إلى 5.9 في المائة
برز مخدر الشابو (الميثامفيتامين) بحسب اسمه العلمي، كعامل مشترك في غالبية الجرائم المروعة التي شهدتها مصر على مدار السنوات الماضية، حيث انتشر في غالبية محافظات مصر لاسيما الصعيد بحسب منظمات مجتمعات مدني، وأصبح يمثل تجارة رائجة، وسط تحذيرات من عجز السلطات على وضع حد لهذه الظاهرة التي تهدد الأمن العام.

وبحسب مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان في مصر عمرو عثمان فإن: "نسبة تعاطي المخدرات في البلاد سجلت حوالي 5.9 في المائة، مشيرا إلى أن هذه الآفة تستهدف الفئات العمرية التي تتراوح بين 15 عاما و64 عاما".

و"الشبو" و"الآيس" و"الميث" و"الكريستال" جميعها مسميات لمخدر واحد هو "الميثا أمفيتامين"، والذي يندرج تحت فئة المخدرات المخلقة المعروفة باسم " ATS (Amphetamine-type stimulants) " ويشمل الأمفيتامين والإكستاسي، ويُصنع من مادة الإفيدرين والسودو إفيدرين المستخدمة في أدوية علاج نزلات البرد، وجميعها منشطات شديدة التأثير، وسريعة الإدمان، وتسبب حالة من الهلوسة السمعية والبصرية، فضلاً عن فقدان الذاكرة الجزئي، وضعف المناعة، وانفصام الشخصية.


وغم أن الأمفيتامين له استخدام طبي لعلاج اضطراب فرط الحركة واضطرابات النوم، إلا أن الشبو يُعد مخدرًا ضارًا، حيث بات يُطلق عليه اسم "مخدر الشوارع" نظرًا لرخص ثمنه وسهولة تصنيعه في معامل صغيرة باستخدام مواد أولية متوفرة، إلا أن سعره ارتفع حاليا نتيجة زيادة الطلب وانتشار شبكات الاتجار.

ويعود انتشار الشابو في مصر إلى عدة عوامل رئيسية أبرزها التصنيع المحلي لهذا المخدر، كذلك العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي تلعب دورًا كبيرًا في انتشار الإدمان، حيث تساهم الأوضاع المعيشية المتردية وزيادة معدلات البطالة في دفع الكثير من الشباب إلى اللجوء إلى المخدرات كوسيلة للهروب من واقعهم المظلم، إضافة إلى تأثيرات البيئة المحيطة التي تكون في كثير من الأحيان حاضنة لانتشار هذه المواد السامة، وهو ما دفع البعض لتنظيم حملات تحذير من انتشار مخـدر "الآيس والشابو" بين الشباب المصري.


وتشير تقارير إلى أن مخدر الشابو دخل مصر عبر عدة طرق، أبرزها التهريب الدولي عبر الموانئ والمطارات المصرية، مع تزايد الطلب عليه، بدأ التصنيع المحلي لهذا المخدر باستخدام المواد الأولية المستوردة من دول مثل الصين والهند، ما أدى إلى زيادة انتشاره في الأسواق المحلية.

ويسبب تعاطي الآيس والشابو إلى خلل في الوظائف المعرفية أو الوظائف العليا في المخ، الموجودة في الفص الجبهي، والمسؤولة عن ضبط تصرفات الفرد، وجعلها تصرفات متوائمة مع المجتمع ولا تشذ عنه، ونتيجة لهذا الخلل تتأثر الوظائف المعرفية، ويحدث خلل في الحكم على الأمور، حيث يحول الإنسان إلى هيكل بلا توازن أو إدراك.


وظهر الأيس في السنوات الأخيرة بين فئات عمرية شابة، غالبًا في مقتبل العشرينات، مدفوعين بوهم السعادة والطاقة الزائفة لبضع دقائق فقط، قبل أن تفتح بوابة ذكريات لسنوات من المعاناة النفسية والجسدية، حيث يؤثر الأيس في الانتباه والسلوك العدواني، ويؤدي إلى الهذيان والهلوسة وفقدان الوزن الحاد، وقد تصل أضراره إلى الوفاة نتيجة السكتة القلبية أو الفشل التنفسي.


قانونيًا، يصنف الأيس ضمن المواد المخدرة المدرجة في الجدول الأول، وتصل عقوبة الاتجار فيه إلى الإعدام أو السجن المؤبد، وغرامة قد تصل إلى مليون جنيه، بينما يعاقب متعاطيه بالحبس مدة لا تقل عن سنة، مع إلزامه بالعلاج إذا قررت المحكمة ذلك.