قال الأردن إن مستوطنين إسرائيليين هاجموا قافلة مساعدات متجهة إلى قطاع
غزة اليوم الأربعاء في ثاني واقعة من نوعها خلال أيام، متهما إسرائيل بعدم التعامل بحزم لمنع تكرر الاعتداءات.
وقال المتحدث باسم الحكومة الأردنية محمد المومني لرويترز إن القافلة، التي كانت تضم 30 شاحنة مساعدات، تأخرت في الوصول في انتهاك للاتفاقات الموقعة.
في سياق متصل، أعلن الجيش الأردني، الثلاثاء، تنفيذ 5 إنزالات جوية لمساعدات إنسانية، بمشاركة نظرائه من 3 دول، على قطاع غزة الذي يئن تحت وطأة الإبادة والدمار والتجويع الإسرائيلي منذ نحو 22 شهرا.
جاء ذلك وفق بيان للجيش، أشار فيه إلى أن 5 طائرات عسكرية تحمل مساعدات إنسانية وحليب أطفال ومواد غذائية أقلعت الثلاثاء من قاعدة الملك عبدالله الثاني الجوية في منطقة الغباوي بين العاصمة عمان ومدينة الزرقاء.
ولفت إلى أن ذلك يأتي "ضمن الجهود الدولية التي يقودها الأردن لإيصال المساعدات الإنسانية جواً للمناطق التي يصعب الوصول إليها براً داخل القطاع".
وشاركت في الإنزالات الجوية، وفق البيان، طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني، وطائرة لدولة الإمارات، وأخرى لفرنسا، وطائرتان لألمانيا.
وأوضح أن الطائرات "حملت على متنها 35 طنا من المساعدات الإنسانية".
وذكر الجيش الأردني أنه "تم تقسيم صناديق الطرود بواقع نصف طن لكل منها بعد تغليفها ورزمها وإحكام غلقها، لضمان وصولها إلى مختلف المناطق في شمال ووسط القطاع دون إلحاق أي ضرر بها، وبالتنسيق مع عدد من المنظمات الدولية العاملة هناك".
وارتفع عدد الانزالات الجوية التي نفذها الجيش الأردني على قطاع غزة منذ بدء العدوان الاسرائيلي إلى 140 إنزالا جويا، 293 إنزالاً نُفذت بالتعاون مع دول "شقيقة وصديقة".
وبلغت حمولة الإنزالات 325 طنًا منذ عودة الانزالات الجوية في 27 يوليو/ تموز الماضي، وفق البيان ذاته.
وعلى الأرض، لا تسمح دولة
الاحتلال منذ أيام إلا بدخول أعداد محدودة من شاحنات المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، الخاضع لسيطرتها شرق مدينة رفح، في حين يحتاج الفلسطينيون في غزة إلى نحو 600 شاحنة يوميا كحد أدنى.
من جانبه، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، الأربعاء، أن 84 شاحنة مساعدات فقط دخلت قطاع غزة أمس الثلاثاء، وسط تفاقم الكارثة الإنسانية الناجمة عن التجويع الإسرائيلي الممنهج.
وقال في بيان على تلغرام: "دخل إلى قطاع غزة، يوم أمس الثلاثاء، فقط 84 شاحنة تعرّضت غالبيتها للنهب بفعل الفوضى الأمنية التي يزرعها الاحتلال الإسرائيلي ضمن سياسة ممنهجة لهندسة الفوضى والتجويع بهدف ضرب تماسك المجتمع وتفكيك صموده".
وأشار إلى أن قطاع غزة "يحتاج يوميا إلى ما لا يقل عن 600 شاحنة إغاثة ووقود لتلبية الحد الأدنى من المتطلبات الصحية والغذائية والخدماتية، وسط انهيار شامل للبنية التحتية واستمرار حرب الإبادة الجماعية".
وأدان "استمرار جريمة التجويع الممنهج وإغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات"، محملا "الاحتلال وحلفاءه المسؤولية الكاملة عن تفاقم الكارثة الإنسانية التي تطال أكثر من 2.4 مليون إنسان" فلسطيني في قطاع غزة.
ودعا المكتب الحكومي "المجتمع الدولي والدول العربية للتحرك الفعلي لفتح المعابر بشكل دائم، وضمان تدفّق الإغاثة الغذائية والطبية وحليب الأطفال بكميات كافية وآمنة، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه ضد المدنيين".
وقبل أيام، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن "ثلث سكان غزة لم يأكلوا منذ عدة أيام"، واصفا الوضع الإنساني في القطاع بـ"غير المسبوق في مستويات الجوع واليأس".
والأسبوع الماضي، انتقدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "
الأونروا" الإنزال الجوي للمساعدات في غزة، مؤكدة أنه "لن ينهي" المجاعة المتفاقمة، في وقت تتكدس فيه شاحنات المساعدات على مداخل القطاع، وتواصل إسرائيل منع دخولها أو التحكم في توزيعها خارج إشراف الأمم المتحدة.