سياسة دولية

طهران تعلن تفكيك شبكات تجسس إسرائيلية وأمريكية

الحرس الثوري يلقي القبض على 26 عميلاً للاحتلال في خوزستان جنوب غربي إيران - جيتي
أعلن مساعد العلاقات العامة في الحرس الثوري الإيراني، عن توقيف 26 عميلا تابعا لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" في محافظة خوزستان جنوب غربي البلاد، في واحدة من أكبر عمليات تفكيك الشبكات التجسسية منذ التصعيد الأخير مع الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة.

ووفق بيان صادر عن الحرس الثوري، فقد صادرت الأجهزة الأمنية كميات من "المعدات التقنية والعسكرية وأجهزة الاتصال" كانت بحوزة المعتقلين، دون الكشف عن تفاصيل إضافية بشأن طبيعة المهام التي كانوا مكلفين بها.

تسلل استخباري متشعّب 
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الأمن الإيرانية في بيان رسمي عن رصد وتحديد عدد من "المتسللين والعملاء والمرتزقة التابعين لأجهزة استخبارات أجنبية"، في مقدمتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، والاستخبارات البريطانية (MI6)، إضافة إلى الموساد الإسرائيلي.

وأكد البيان أن الوزارة "تخوض معركة معقدة وشرسة في الطبقات الخفية من جبهة الصراع"، على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، مشيرا إلى أن بعض نتائج التحقيقات سيتم الإعلان عنها قريبا، بحسب ما تقتضيه الظروف الميدانية والأمنية.

ولفتت الوزارة إلى أن المعلومات جُمعت عبر "شبكات استخباراتية متعددة" تمكنت من اختراق محاولات تجسسية حساسة استهدفت معلومات إستراتيجية وسرية للغاية.

اعتقال جاسوس في مترو طهران
وفي تطور آخر، أعلن المتحدث باسم قوى الأمن الداخلي الإيرانية، العميد منتظر المهدي، عن اعتقال شخص في مترو طهران، يشتبه بتورطه في أنشطة تجسسية لصالح الاحتلال الإسرائيلي.

وأشار المهدي إلى أن شرطة المترو اشتبهت بالرجل أثناء تنقله، لتكتشف لاحقا، عبر تفتيش هاتفه ومعداته، أنه قام بتصوير مواقع عسكرية حساسة باستخدام شريحة إلكترونية متقدمة، وأرسلها إلى جهات مجهولة. 

كما أظهرت التحقيقات أنه تلقى تعليمات مكتوبة باللغة العبرية. وقد أُحيل المتهم إلى الأجهزة المختصة والسلطة القضائية لمواصلة التحقيق.

الأقليات الحدودية في دائرة الاتهام
في السياق ذاته، أفادت وسائل إعلام إيرانية رسمية، أن عدداً من الجواسيس الذين تم اعتقالهم بعضهم أُعدم لاحقا.

وبحسب تقارير وكالة "فارس" الإيرانية، فإن استخبارات الاحتلال الإسرائيلي تستغل هشاشة الوضع الاقتصادي والاجتماعي في بعض المناطق.

وأشارت إلى أن بعض المتهمين تلقوا تدريبات متقدمة خارج البلاد، في دول مثل جورجيا ونيبال، ضمن برامج تجنيد أعدها الموساد.

كما اتهمت السلطات الإيرانية المغتربين الإيرانيين والجماعات المعارضة المقيمة في الخارج، بتوفير الدعم اللوجستي والمالي والتقني لشبكات التجسس العاملة داخل البلاد، بما في ذلك عبر العملات الرقمية وتطبيقات التراسل المشفّرة.

وتأتي هذه التطورات في أعقاب العدوان الإسرائيلي الأمريكي على إيران، الذي بدأ في 13 حزيران/يونيو الجاري واستمر 12 يوما، مستهدفا منشآت نووية وعسكرية ومدنية، بالإضافة إلى تنفيذ عمليات اغتيال طالت قادة بارزين في الحرس الثوري الإيراني وعلماء نوويين.

وردت طهران على هذا العدوان بسلسلة من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة طالت منشآت عسكرية واستخبارية إسرائيلية في العمق، في تصعيد غير مسبوق بين الجانبين.

وفي 22 حزيران/يونيو الجاري، وسعت واشنطن من تدخلها المباشر في الحرب، بشن ضربات جوية ضد منشآت نووية إيرانية، قالت إنها تهدف إلى "شل البرنامج النووي الإيراني". غير أن طهران ردت على ذلك بقصف قاعدة "العديد" الأمريكية في قطر، في رسالة إقليمية مزدوجة حملت أبعاداً تتجاوز المواجهة الثنائية مع الاحتلال الإسرائيلي.

وبعد يومين، أعلنت واشنطن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار بين تل أبيب وطهران، في خطوة وصفها مراقبون بأنها محاولة لاحتواء الانزلاق نحو مواجهة شاملة في المنطقة.

ورغم إعلان الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي أن الضربات الجوية نجحت في "تدمير" أجزاء من البنية التحتية النووية الإيرانية، فإن طهران تواصل التزامها الغموض حول حجم الأضرار.

واكتفى الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، بالقول إن "العدوان لم يحقق أهدافه"، دون تقديم أية تفاصيل إضافية.